أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعا خيرا» (١).
كما جاء في زيارة الناحية المقدّسة انّ امام الزمان عليهالسلام ، قد سلّم عليهم كما يلي : «السلام عليكم يا خير أنصار».
هناك كلام كثير يمكن قوله في وصف هؤلاء الليوث ، كما ويمكن استلهام حقيقة تلك الشخصيات من لسان العدو ؛ فقد قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بلبن سعد : ويحك أقتلتم ذرّية رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال : عضضت بالجندل ؛ انّك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا. ثارت علينا عصابة ، ايديها في مقابض سيوفها كالاسود الضارية تحطم الفرسان يمينا وشمالا ، وتلقي انفسها على الموت ؛ لا تقبل الأمان ، ولا ترغب في المال ، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنيّة ، أو الاستيلاء على الملك ، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها. فما كنا فاعلين لا أم لك!
ومن يرغب في الاطّلاع على مزيد من التفاصيل عن فضائل حواريي الإمام الحسين عليهالسلام يمكنه الرجوع إلى كتاب «منتخب التواريخ» الذي احصى لهم في الصفحات ٢٤٥ إلى ٢٥٥ ست وعشرين فضيلة من جملتها : الرضا من الله ، انّهم أوفى الأصحاب ، تدوين اسمائهم في اللوح المحفوظ ، علو مقامهم على سائر الشهداء ، علو الهمّة مع قلّة العدد ، توفيق الرجعة إلى الدنيا في عصر الرجعة ، كونهم معروفين في السماء ، شوقهم للشهادة في ركاب الحسين ، انّهم الأنصار الحقيقيون لدين الله ، التقوى والزهد والعبادة ، والدفن في أرض كربلاء المقدّسة.
وقد جعلتهم هذه الفضائل محبوبين إلى القلوب ، وموضع غبطة عند أهل الدنيا والآخرة ، وقبور شهداء كربلاء كلّها في حرم سيد الشهداء عليهالسلام.
ـ الشهادة
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ١ : ٢٤٦ ، اللهوف : ٧٩.