يمثل الجهاد بعدا حيا آخر في سياق عمل وسلوك أولياء الله ، مثل رسول الله ، وأمير المؤمنين ، وحمزة سيّد الشهداء ، والإمام الحسن ، والإمام الحسين عليهالسلام ، وشهداء احد ، وشهداء كربلاء. ووردت كلمة الجهاد في عبارات من قبيل : «جاهدت في سبيل الله ، وجاهدت في الله حقّ جهاده ، جاهدت الملحدين». كما تعدّ الشهادة من المظاهر الاخرى البالغة الوضوح في ثقافة عاشوراء مما يمكن ملاحظته في الزيارات.
انّ ثقافة الشهادة وحب الشهادة الذي يلاحظ في عدّة مواضع من الزيارات المأثورة ، والرغبة في القتل في سبيل الله وعلى نهج رسوله ودين الحق ، والفوز بالسعادة في ظل الشهادة ، والطرح الجاد لهذه القضايا يعتبر رفضا واستنكارا للاعلام المعادي الذي حاول أن يصوّر أبا عبد الله عليهالسلام وشهداء كربلاء باعتبارهم بغاة وخارجين على الخليفة.
جاء في الزيارة المنقولة عن الإمام الهادي عليهالسلام : «اشهد انك ومن قتل معك شهداء احياء».
تؤكّد الكثير من الزيارات والأدعية ان من جملة ما يصبو إليه الزائر ويتمنّاه هو أن يكتب له الله نصيب القيام وطلب الثار مع القائم عليهالسلام. وهذا بمثابة غرس لثقافة الشهادة في نفوس وأفكار الشيعة : «وان يرزقني طلب ثأركم مع امام هدى ظاهر» (١). ويعلن فيها الزائر استعداده للبذل والنصرة : «نصرتي معدّة لكم ، ومودّتي خالصة لكم» (٢).
يلاحظ في زيارة شهداء عاشوراء تعابير من قبيل : الأصفياء ، والأولياء ، والاودّاء ، والانصار ، وهو ما يعكس الاهمية المعطاة لصفات من مثل : الاصطفاء ، والولاية ، والمودّة ، والنصرة في قاموس كربلاء ، كما ويعكس التوجّهات الخاصّة
__________________
(١) زيارة عاشوراء.
(٢) الزيارة الجامعة.