عطشانا غريبا» (١) ، وكان لهذا العطش واستشهاده عطشانا مع أنصاره وابنائه اكبر تأثير في تفاعل وتعاطف القلوب والضمائر الحيّة مع صناع ملحمة عاشوراء.
ـ العطش ، الماء ، سجايا سيّد الشهداء
عطية :
يطرح اسم عطية على الدوام إلى جانب اسم جابر بن عبد الله الانصاري ، اللذين زارا قبر الحسين عليهالسلام في الاربعين الاولى من بعد استشهاده. وبما ان جابر كان قد فقد بصره ، كان عطية يقوده في هذه الزيارة. وجاء في بعض الاخبار ان أهل البيت عند عودتهم من الشام لقوا جابر وعطية في كربلاء.
كان عطية بن سعد بن جنادة من رجال الشيعة في العلم والحديث. ولد زمن خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام في الكوفة ، وهو الذي سمّاه بهذا الاسم. وهو من رواة الشيعة الثقات ، وموثوق حتّى في كتب الرجال عند السنّة. كان مطاردا من قبل السلطة في عهد الحجّاج بسبب ولائه وتشيّعه لعلي عليهالسلام ، هرب إلى فارس ، وقبض عليه هناك بامر الحجّاج وطلبوا منه لعن علي عليهالسلام ، فلم يرضخ لطلبهم وأبى ان يلعنه فضربوه اربعمائة سوط ونتفوا رأسه ولحيته. ذهب بعدها إلى خراسان وعاد بعد مدّة إلى الكوفة حتّى توفي فيها عام ١١١ ه.
ـ زيارة الاربعين ، جابر ، الاربعين
العقاب :
هو الطائر المعروف بقوّة طيرانه وحدّة مخالبه وسرعة انقضاضه ، وتطلق هذه الكلمة مجازا في وصف الفرس السريع الذي يبلغ هدفه سريعا في السباق والصيد ، وفي المراثي يقال للفرس الذي كان يركبه علي الاكبر عليهالسلام «العقاب» ، ويقال : انه كان قبل ذلك للحسين عليهالسلام ولما اتّخذ ذا الجناح ، اعطى العقاب لعلي الأكبر وفي يوم عاشوراء اركبه عليه : «فوضع على مفرقه مغفرا فولاذيا وقلّده
__________________
(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ١٦٨.