الآخرين عليهمالسلام ، والتشيّع يعني السير على خطّ أهل البيت عليهمالسلام ، إلّا أن الحسين بما أبداه من تفان في سبيل العقيدة جعل منه اسوة وقدوة ، فقد قام عليهالسلام من أجل احياء الدين وضحى بنفسه في سبيل الله ، وهكذا ينبغي ان تكون شيعته.
وشيعة أبي عبد الله لا بدّ وان يتحلّون بخصال وأعمال من قبيل : بناء الذات ، وخشية الله ، والابتعاد عن المعاصي ، والتقوى ، وامتثال امر الله ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واقامة الصلاة ، والسعي لنيل رضا الله ، والجود والكرم ، وعزّة النفس ، واجتناب الذلّة والتساوم مع الطواغيت والحكومات الجائرة ، ومحاربة الباطل ، والجهاد والشهادة ، والايثار ، والصلابة والثبات على العقيدة ، وما الى ذلك. هذا هو سبيل الحسين وسبيل آبائه وأبنائه. والتشيّع يعني الديانة والورع.
وردت روايات كثيرة في وصف خصال الشيعة وإحصاء صفاتهم ، نقتصر هنا على الاشارة الى واحدة منها : قال الامام جعفر الصادق عليهالسلام للمفضّل : جانب الاشرار «انما شيعة عليّ من عفّ بطنه وفرجه ، واشتد جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه وخاف عقابه ، فاذا رأيت اولئك ، فأولئك شيعة جعفر» (١).
المحبّة التي في قلوب الشيعة لشهيد كربلاء تفرض عليهم التأسّي به والسير على خطاه والاحتذاء به فكريا واخلاقيا وعمليا. وأن يكونوا شيعة له قولا وفعلا لا بمجرد الادّعاء والشعار. عند مسيره من مكّة الى كربلاء دعا الحسين عليهالسلام الى أن يرحل معه كل : «من كان باذلا فينا مهجته ، موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ..» (٢).
ـ حب الشهادة ، ثقافة عاشوراء
__________________
(١) سفينة البحار ١ : ٧٢٣.
(٢) الملهوف : ٥٣.