الشهداء عليهالسلام. شهد كربلاء مع أبيه لكنه كان مريضا ملقى على فراشه وقد نهكته العلّة. وبعد مقتل الحسين اخذ مع السبايا بحالة مزرية تثير الأسى إذ أوثقوا السلاسل في يديه ورقبته ، وساروا بهم نحو الكوفة ومنها إلى الشام. والقى في بلاط يزيد خطبة بالغة الأهمية فضح فيها حقيقة يزيد ، وكشف فيها لأهل الشام ماهيّة ثورة كربلاء.
ولد الامام السجاد عام ٣٨ ه بالمدينة ، وكان عمره يوم واقعة كربلاء ٢٤ سنة ، وكان قد تزوّج وولد له الباقر ، وكان عمر الباقر آنذاك ٤ سنين وكان في كربلاء (١).
تجسّد الدور الرئيسي للامام السجاد عليهالسلام في واقعة كربلاء في ايصال رسالة دم الشهداء وحفظ منجزات الثورة والأهداف التي ثار أبوه من أجلها لكي لا يطالها النسيان والتحريف. وقد أنجز سلام الله عليه تلك المهمة بصيغة إيراد الخطب والكلمات هو وعمّته زينب حتى انّ خطبته في الشام أشعلت الغضب في قلب يزيد فأمر بقتله ، إلّا ان عمّته زينب فدته بنفسها وحالت دون ذلك.
وفي كربلاء جاء لمساعدة طائفة من بني أسد لدفن أجساد الشهداء ، وبعد دفن جسد الحسين عليهالسلام كتب على قبره : «هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا» (٢).
وبعد واقعة عاشوراء مرّت على الامام السجاد عليهالسلام فترة عصيبة وكبت شديد من قبل الخلفاء الأمويين الذين عاصروه ومنهم الوليد بن عبد الملك ، وهشام بن عبد الملك. وهنالك قصّة معروفة حدثت أثناء زيارته لبيت الله الحرام وتقبيله الحجر الاسود ، وأشعار الفرزدق في مديحه ضمن قصيدة مطلعها :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ...
__________________
(١) اعيان الشيعة ١ : ٦٣٥.
(٢) حياة الامام زين العابدين : ١٦٦.