ذلك بالقول : «من زاره فاصابه ظلم سلطان وقتل هناك ، تمحى ذنوبه مع أول قطره تسيل من دمه ، ومن زاره فسجن في سبيله فله في كل يوم سجن فيه يوم من الفرح في القيامة ، ومن زاره فضرب هناك فله في مقابل كل ضربة حورية في الجنّة. وله لقاء كل اذى يصيبه في بدنه ، حسنة» (١) ، وقال أيضا : «من أتى قبر الحسين عارفا بحقّه غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخّر» (٢).
نعم ، انّ الوصول إلى كربلاء يتطلب ارادة حديدية وقلبا شجاعا ، ومحبّة جارفة ، ولا بد ان يكون زاد المرء في هذا السفر ، الصبر واليقين ، وردائه التوكّل ، وسلاحه الايمان ، ومركبه الروح حتّى يبلغ الغاية المنشودة ؛ لأن طريق كربلاء يمر عبر فيافى المحبّة وميادين التضحية والمنعطفات المحفوفة بالمخاطر والمخاوف. ومن الطبيعي ان يكون ثواب زيارة كربلاء مثيرا للدهشة كأن يكون له ثواب المقاتل بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله والإمام العادل ، أو كثواب شهداء بدر ، أو كثواب الحج والعمرة لعدّة مرّات ، أو عتق ألف رقبة ، واعداد ألف فرس للمجاهدين في سبيل الله (٣).
لا شكّ ان مدى الاجر والثواب يتوقف على مدى معرفة الزائر ، وكيفية الزيارة ، والظروف الاجتماعية السائدة. فكربلاء رمز لمظلومية أهل البيت وائمة الشيعة من جهة ، وهي من جهة اخرى مظهر بارز لدفاع آل علي وعترة النبي عن الإسلام والقرآن. والتوجّه إلى مزار سيّد الشهداء إنمّا هو تكرار متواصل ودائم للحق ، واستذكار للمظلومية. فاذا كتب للكعبة والحج والصلاة والجهاد ان تبقى ، فبقاؤها بفضل شهيد عاشوراء الذي أحيا الدين. والإسلام مدين لثار الله إلى الابد. ومن هنا أيضا ينبثق بغض اعداء الإسلام للحسين ولمرقد الحسين. فقد كانت
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٢٤ (مع التلخيص).
(٢) أمالي الصدوق : ١٩٧.
(٣) وردت احاديثه في مصادر من قبيل : كامل الزيارات وسائل الشيعة ، بحار الانوار ... الخ.