التي سبقت المعركة ، ودفعت بالأنصار إلى ترقّب الشهادة بشوق بالغ وإلى المزاح مع بعضهم ، لأنّهم لم يكونوا يجدوا بينهم وبين الجنّة سوى ضربات السيوف.
١٢ ـ مخاطبة العدو : انّ الخطب التي القيت في يوم عاشوراء في ساحة المعركة بصوت جهوري من قبل الإمام وأكابر أنصاره ، كان بمثابة نوع من اتمام الحجّة ، والكلام الأخير لزعزعة صفوف العدو ، وإغلاق السبيل امام أي تبرير في المستقبل ، والسعي لايقاظ الضمائر الميّتة.
١٣ ـ الرجز : كما واستغل الرجز الحماسي من قبل الإمام وأنصاره في المبارزة الفردية أو في المعركة الشاملة لتقوية عزائم المقاتلين ، والاستهانة بالعدو ، وهو في الوقت نفسه يكشف عن دوافع وافكار وايمان الذين ناصروا الحسين.
١٤ ـ دور السبايا : بعد الواقعة استغلّ السبايا كلّ تحشّد جماهيري في الكوفة ، وفي مجلس ابن زياد ، وفي الشام ، ودمشق ، وحتى في مجلس يزيد ، لابلاغ رسالة الشهداء إلى الامّة ، وقدّموا انفسهم للناس وعرّفوهم بشخصية الحسين ، إضافة إلى فضح الحكّام. وقد انتهجوا هذا الاسلوب في الخطب وفي المواقف الاخرى الفردية.
١٥ ـ مجالس الذكر : بعد عودة أهل البيت من كربلاء إلى المدينة أخذوا يقيمون المآتم ومجالس العزاء ويذكرون فيها على الدوام حادثة عاشوراء والفجائع التي ارتكبها جيش الكوفة. وكان من أبرز تلك المواقف هو ذكر الإمام السجاد للحسين وكيفية استشهاده بشفاه عطشى ، وهذا الذكر يكون اثناء شرب الماء ، أو عند رؤية ذبح الخراف.
١٦ ـ ثقافة البكاء والعويل : أكّد ائمّة الشيعة كثيرا على ضرورة ذكر حادثة عاشوراء على الدوام وابقائها حيّة في الأذهان. واتّخذت ثقافة الذكر هذه قالبها في مفاهيم شتّى من قبيل : البكاء ، والنياح ، وقراءة المراثي ، والزيارة ، وتربة سيّد الشهداء ، وسقي المولود الجديد بماء الفرات أو تحنيكه بتربة الحسين ، وذكر عطش