صفاته : العلم ، والكرم ، والنبل ؛ والفصاحة ، والشجاعة ، والتواضع ، ومساعدة المساكين ، والعفو ، والحلم ، وما إلى ذلك من الصفات البارزة. كان إلى جانب أبيه اثناء خلافته وشهد معه معارك الجمل وصفّين والنهروان.
بعد استشهاد أبيه آلت الخلافة إلى الحسن بن علي ، فصار الحسين جانبه جنديا مطيعا. وبعد الصلح عاد مع أخيه وأهل بيته إلى المدينة. وبعد استشهاد الامام الحسن عليهالسلام في عام ٤٩ أو ٥٠ للهجرة القيت عليه اعباء الامامة ، وخلال تلك الفترة التي استمرت عشر سنوات وهي المدّة الاخيرة من تسلط معاوية على الحكم ، كان سيّد الشهداء عليهالسلام من أشدّ المعارضين لسياسته ولأساليب القتل والاعتقال التي يمارسها ضد خصومه. وبعث إليه بالعديد من الكتب التي يعنّفه فيها على قتل حجر بن عدي وأصحابه ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وهم من أصحاب الإمام علي عليهالسلام الأوفياء ، وأخذ يعيب عليه الكثير من أعماله الاخرى. وفي نفس الوقت بقي الحسين بن علي أحد المحاور البارزة في وحدة الشيعة ، وشاخصا يلفت إليه الانظار ، وظلّت السلطة تخشى نفوذ شخصيّته.
بعد موت معاوية عام ٦٠ للهجرة ، كتب يزيد إلى والي المدينة أن يأخذ له البيعة من الحسين بن علي عليهالسلام. إلّا أنّ الحسين الذي كان على معرفة بفساد يزيد وقلّة تدبيره امتنع عن بيعته ، وانتهج طريق المواجهة ضد سلطة يزيد التي كانت تشكّل خطر يهدد الإسلام بالزوال ، فهاجر من المدينة إلى مكّة. وبعد أن أتته كتب أهل الكوفة وشيعة العراق التي تدعوه للقدوم إلى الكوفة ، أرسل الحسين أولا ابن عمّه مسلم بن عقيل ، وبعث الكتب إلى شيعة الكوفة والبصرة. وبعد حصوله على خبر مبايعة اهل الكوفة لمسلم بن عقيل سار هو في اليوم الثامن من ذي الحجة عام ٦٠ للهجرة من مكّة إلى العراق.
إلّا أنّ تخاذل اهل الكوفة واستشهاد مسلم بن عقيل قد قلب أوضاع العراق ، وأصبح الحسين الذي سار إلى الكوفة برفقة عياله وأطفاله ، في مواجهة جيش