الجعفي بعث إليه الحجّاج بن مسروق ليدعوه للالتحاق بالامام (١) ، (لكنه لم يحظ بحسن التوفيق للالتحاق بالحسين) ، ولما التقت قافلة الإمام بجيش الحر ، امره الإمام بان يؤذّن لصلاة الظهر ، ولذا ذكرته بعض الكتب بصفة مؤذّن الحسين (٢).
وفي يوم الطف برز إلى القتال وعاد إلى الحسين مضمخا بدمه ، وتحدث مع الإمام وعاد إلى ساحة المعركة وقاتل حتى قتل.
ـ عبيد الله بن الحر ، قصر مقاتل.
الحج غير التام :
لمّا أراد الإمام التوجّه إلى العراق طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحلّ من احرامه وجعلها عمرة ، ولم يتمكّن من اتمام الحجّ مخافة أن يقتل بمكّة ، أو يقبض عليه فينفذ به إلى يزيد ، وهذا لا يخلو من تأمل من الوجهة الشرعية ، وهنالك رواية تنصّ على «انّ الحسين بن علي عليهالسلام خرج يوم التروية إلى العراق وكان معتمرا».
كان الإمام الحسين حريصا على صيانة قداسة الحرم الالهي ، ولم يكن راغبا في أن يراق دمه في أيّام الحج وفي بيت الله الحرام. وكان يرمي أيضا من خروجه من مكة في اليوم الذي يتّجه فيه الناس إليها من كلّ صوب وحدب ، إلى ايقاظ الضمائر ، واثارة التساؤلات في الاذهان ولاجل ان ينتشر خبر خروجه الذي يتّسم بطبيعة احتجاجية ضد حكومة يزيد ، بواسطة الحجاج الذين قدموا من كلّ مكان ، وليعلموا انّ الحرم الإلهي الآمن لم يعد آمنا. وكانت هذه بمثابة الحرب الاعلامية ضد يزيد.
ـ الخطط العسكرية والاعلامية
حديث القارورة ـ أمّ سلمة :
__________________
(١) «عنصر شجاعت» ١ : ٨٠.