ومضة حسينيّة
أربعة عشر قرناً مضت على وقعة الطفّ الشهيرة ، طفّ كربلاء العراق ، ففي زمن حكومة يزيد بن معاوية وفي العاشر من شهر محرّم الحرام سنة ٦١ هـ ـ الذي اشتهر فيما بعد بيوم عاشوراء ـ قُتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب وسبعون ونيّف من صحبه ، في معركة غير متكافئة العدّة والعدد ، طرفها الآخر الجيش الاُمويّ ذو الثلاثين ألف جندي ، المدجّج بأرقى وأحدث أنواع الأسلحة والإمكانيّات آنذاك.
نعم ، هي معركة حُسمت عسكريّاً لصالح الجيش الاُموي خلال ساعات قلائل ، فقُتل جميع مَن في معسكر الحسين بن علي وسُبي واُسر سائر مَن بقي من رحله نساءً وأطفالاً ، ولم ينج من الرجال سوى عليّ بن الحسين المعروف بزين العابدين.
إنّ المخيال البشري والذاكرة التاريخيّة تنطويان على العديد من النماذج والمصاديق المماثلة لهذه المعركة وما آلت إليه من نتائج ومآسي ، بل وربما أشدّ تراجيديّةً وعنفاً وقسوةً ، فما أكثر الرؤوس التي قُطّعت والنساء التي سُبيت والأطفال التي يُتّمت على مرّ العصور والدهور حتى