حينها وجدتك أجمل ممّا في أحلامي وأوقع ممّا في أحاسيسي ومشاعري ، وأثبت ممّا في رواشح أفكاري وقطوف أبحاثي ، فيّاضاً فوق الأزمان ، معطاءً أنّى رامك إنسان ، غامراً فضاءاتنا حركةً لا تملّ ، شاحذاً هممنا عزماً لا يكلّ ، ناطقاً بلسان السماء نطقاً لا يخطأ ولا يزلّ ...
فكيف لا تكون أنت يا علي معنى الفهم والاستيعاب والفعل والانعكاس بأدقّ العنوان ، معنىً نصّبك به البارىء المنّان واختارك عدلاً للقرآن وإماماً لكلّ الإنس والجان ...
وكيف لا تكون أنت يا علي شاغل العقول وآسر القلوب ، منغرساً في عمق الضمائر والأرواح ، ضارباً فيهما ضرب الآخذ بهما إلى حيث مرابع الهدى ورياض الفلاح ، كهفاً يلوذ بك مسكينٌ ويتيمٌ وأسير ، مرفأً يرسو على ساحل إناستك وشاطىء جودك وبرّ كمالك طالبُ حقيقة إليها يرنو ويسير ، منقذَ مَهْويٍّ تشبّث بجناحك كي تحلّق به حيث الخلاص الأخير؟!
السلام عليك سيّدي ومولاي ياأميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته.