الذهبية كونه أبرز الذين قادوا البشرية ـ كما يرون ـ إلى العصر والعلم الحديثين.
ربما سيدركون حينها ـ قليلاً ـ معنى المشروع الإسلامي الأصيل وشخصية رائده العظيم النبي الأكرم محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) ، الرسالة والرسول الإلهيّين اللذين أوجبا على كلّ فرد مسلم تقديس واحترام الأنبياء والرسل السماوية بلا استثناء ، من منطلق وحدة الانتماء التوحيدية.
إنّ «الإنسان البدائي» الذي نالوا منه بكلّ قسوة وتحقير في سلسلة مناهجهم وأدبياتهم حين اعتلوا منصّة القرار ـ ظاهرياً ـ بنشوة النصر والغرور هو في الواقع ذلك الذي طغى على القيم الأخلاقية ورفض العمل بها ، وهو غير الإنسان المسلم الحقيقي بلا أدنى شكّ وشبهة.
نعم ، إنّه الذي يجاهر بالإساءة لمبعوث السماء إلى البشرية جمعاء ، متمّم مكارم الأخلاق ، ذي الخُلُق العظيم ، وهو أيضاً ذلك الذي يتطاول بهتك حرمة كتاب الله المقدس القرآن الكريم ، وينعتهما بأقبح الصفات ، ممّا ينمّ عن جهل مركّب ، وبغض تاريخي يتفاعل بين الحين والآخر ، وقفز على القيم الصحيحة والمنهج العلمي السليم.
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَرَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (١)
صدق الله العليّ العظيم وصدق رسوله الكريم
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ١٢٠.