قيل ، وكان حضوره حضور المجدّ المثابر ، حتى ارتوى من نمير منهلهم العذب
بقدر ما أراد.
ثم قصد كربلاء
لغرض الاستفادة والاستزادة من نور العلم أكثر فأكثر ، فحضر دروس السيّد علي
الطباطبائي صاحب الرياض والسيّد ميرزا محمّد مهدي الشهرستاني ، وحكي في «نجوم
السماء» عن «الروضة البهية» قوله : سمعت أنّ ملاّ أحمد كان يحضر درس اُستاذ الكلّ
الوحيد البهبهاني برفقة والده. عاد إلى كاشان فانتهت إليه الرئاسة بعد وفاة والده
سنة ١٢٠٩ هـ. ق ، وحصلت له المرجعيّة وكثر إقبال الناس عليه وصار من أجلّة العلماء
ومشاهير الفقهاء.
وأقوى دليل
وأسطع برهان على مكانته العلمية وشهرته الطائلة أنّ الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري
رحل إليه للحضور عليه والإفادة منه.
غادر بلده مرّة
اُخرى قاصداً العراق ، وذلك في سنة ١٢١١ هـ. ق لغرض الزيارة والاتّصال بالشخصيات
العلمية هناك.
هذا ، ومن جملة
صفاته أنّه كان (قدس سره) وقوراً غيوراً صاحب شفقة على الرعيّة والضعفاء وهمّة
عالية في كفاية مؤوناتهم وتحمّل أعبائهم وزحماتهم.
وكان له من
البنين ثلاثة ، أشهرهم وأعظمهم ملاّ محمّد ، فقد كان عالماً جليلاً فاضلاً نبيلاً
، صاحب تصنيف ، توفّي بكاشان سنة ١٢٩٧ هـ. ق.