والإنصاف والحقيقة والإبداع بنسق من الوضوح والجلاء. إنّها جزء عظيم من رسالتي ، رسالة أيّ إنسان أحبّ الناس ومبادئ الخير والسلام ، المبادئ التي تعلّمها بالبحث والفحص والتجربة وعدم الجمود على مجرّد الانتماء إلى دين الآباء والأجداد ، فأيقنت ـ رغم سوء أعمالي ـ أنّ الله إنّما يصطفي من عباده ذوي الأنفس الطاهرة المؤمنة الأوّابة ، المنعوتة بصفات حسنات اتّفق عليها العقلاء. وهذا ما يتقاطع مع الهويّة التي أعتقد بها والاُمّة التي أنتمي إليها (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ) (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) المتبادرة بأفعال وأقوال وتقريرات محمّد وعلي وأبنائه (عليهم السلام) ، لا التي خبطتها وشوّهتها براغماتيّة ذاك وراديكاليّة هذا وتفريط ثالث ...
على إثر ذلك ، كان ولابدّ أن تكون الكتابة المرآة التي تعكس رواشح الضمير الحيّ رغم كلّ الغمائم والعتمات الساعية لحجب أنوار الحقيقة.
علّمتني الكتابة أن أفهم قيَمي فأفهم الذود عنها ، وفهمتُ أنّ الذود عنها لا يثمر إلاّ بالحوار والعقلانيّة والأدوات الحضاريّة ، وما عادت آليات العنف بألوانها ـ اللفظيّة والفعليّة والتقاريريّة ـ تجدي نفعاً في يومنا هذا ، بل تزيد الطين بلّة ; خصوصاً أنّنا نمتلك مقوّمات الإثبات والتفوّق المعرفي والعملي ، فالخوف والخشية والتردّد لا معنى لها في قاموس مفاهيمنا حالئذ. إنّنا معقل العقلانيّة وقطبها منذ القدم ، منذ صَمَتَ عليٌّ على مضض كي يبقى الدين ويرقى.