الناهدة وسجّل حضوراً فاعلاً قويّاً منحه الشهرة والمكانة الكبيرتين ، فصار مهوى الكثيرين ومقصد ذوي الحاجات وغيرهم ، وكان لشخصيّته الجذّابة واُسلوبه اللطيف الدور المؤثّر في عمليّة الاستقطاب ، التي يوليها أهمّيّة خاصّة ويؤكّد دوماً أنّ الجذب مهما أمكن أولى من الطرد ، إلاّ أنّه بين الفينة والاُخرى يبتلي بخروج هذا وذاك من ظلّ المجموعة ، الخروج الذي يُعدّ نوعاً من الطرد ، وهذا ما يثير تأمّل البعض في مصداقيّة «الاستقطاب» المذكور.
يقول البعض : صار الشهرستاني عَلَماً ، بل ملكاً وسلطاناً ، له الحاشية والخدم والحشم ، كلٌّ يؤدّي دوره المعهود إليه ، وصار الكثيرون يحلمون بمجرّد لقاء به ، ناهيك عن التقرّب إليه والانضمام إلى مجموعته ، المجموعة التي يتسابق كلّ واحد فيها ويتفانى لإثبات أرقى مراتب الإخلاص والحبّ له ، ومن ينتخبه الشهرستاني منهم كي يكون «سائقه» هذه المرّة ـ مثلاً ـ فهو ذو حظّ كبير ، ومنهم يكتفي بحمل «نعليه» ـ الحذاء ـ فهذا الحامل يعدّها نوعاً من أنواع النعمة عليه ، إذ بات حافظ نعلي الشهرستاني.
نعم ، أصبح حبّ الشهرستاني ملاك الحبّ ، والوفاء له ميزان الوفاء ، والطاعة له ضابط الطاعة ، فغدا هذا الرجل كلّ شيء للمجموعة المذكورة ، إن أظهرت الحبّ والوفاء والطاعة للشهرستاني أحبّوك وساندوك وإلاّ فلا. انتهى.