حيّاً بين ظهرانينا وسيظهر ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً. نؤمن أنّنا ـ كمذهب ـ نمثّل الإسلام الحقيقي بمبادئه ومفاهيمه وأصالته ، الإسلام الذي يعني : المحبّة والسلام والخير والأمان والازدهار والفلاح ، الإسلام الذي يمثّل مكارم الأخلاق بكلّ فضائلها ومحاسنها ، إنّنا الوجه العقلاني الحواري الحضاري للإسلام الصحيح ، هكذا نرى.
إنّ رجالنا من علماء ومفكّرين ومنظّرين ومثقّفين ومتخصّصين وخبراء وكتّاب ونقّاد وما سواهم ، بحسب قدراتهم وإمكانيّاتهم وآليّاتهم المتفاوتة ، يبذلون الجهد والسعي لإبراز المحتوى والشكل السليم لانتمائنا وهويّتنا وفكرنا ورسالتنا.
وقد تحمّل رجال الدين عبر مرّ التاريخ ـ فقهاءً وعلماءً وطلاّباً ـ العبء الأثقل في الذود عن قيم الدين والمذهب ، بمختلف السبل والوسائل ، وعانوا الأمرّين وقدّموا التضحيات الغالية وجادوا بما لديهم ليرقى الإسلام وتشمخ الاُسس الحقّة.
وبات من الضروري أن تجد المؤسّسة الدينيّة لكيانها الكبير نسقاً ونظماً يدير شؤونها ويبرمج خطواتها ، ولاسيّما مع هذا الكمّ الهائل من طلاّب العلوم الدينيّة المستقرّين في شتّى أنحاء العالم ، الذين هم في تزايد مضطرد يوماً بعد آخر.
وتعدّ مدينة قم في إيران حاضرة التشيّع الاُولى في العصر الحاضر ، من حيث عدد طلبة العلوم الدينيّة الذي يربو على الثمانين ألف طالب ،