لكنّها حينما تسمو فوق اللذّة ومغريات الدنيا تراها تتوهّج نوراً ينداح به الخير أيّ اندياح ، وتعمّ البركة وتنتشر أيّ انتشار .. إنّها النفوس المؤمنة الصالحة ، إنّها دررٌ ناصعة على غرّة البشرية ولآلئ مشرقة على جبين الإنسانيّة ، لا تقدّر بثمن ولا تعوّض بأغلى الجواهر والحلل .. إنّها القلوب التي امتحنها الله للإيمان والعقول ، التي أختبرها للتقوى فحازت رفيع الدرجات وسامق الرتبات ، حتى تسابق الخلود ليضرب معها موعداً كي يحظى بشرف قبولها الانضواء تحت بيرقه ولوائه ، فلم تعتن ولم تبال بعرضه وإصراره ; كونها ضربت موعداً مسبقاً مع الرسل والأنبياء والأولياء النجباء ، أقسمت أن لا تخلفه بتاتاً.
لنا برسل السماء والأوصياء والصلحاء والأبرار اُسوة حسنى.
لنا بهم علقةٌ لا تفتر قواها ولا تضعف وشائجها أبدا.
لنا بأقطابنا وأعلامنا ومفاخرنا أواصر لا تنفكّ حبائلها ولا ينفرط عقدها قطعا.
لنا برموزنا حلقاتُ وصل وثيقةُ العرى لا تنفصم جدّا ، فهم المثل الحيّ الأعلى في الشرف والنبل والإخلاص والإيمان والتقوى.
إنّهم خزائن العلم وينابيع الحكمة ومصاديق الرضوان ، بهم نستشعر الأمن والسلام ، ومنهم نتعلّم الحبّ وسبل الوصول إلى هدى الرحمن.
رحماك يا ربّ ، ارحمنا بالوقوف على أنعامك وبركاتك وقوفَ المخبتين العارفين الشاكرين العاملين الحافظين ، ارحمنا بابتهالاتنا