وتشبّثاتهم وتعنّتاتهم ، هذه المساعي التي لولاها لا بتلع الغرباء سائر ما عزموا على ابتلاعه ، ناهيك عن هتك الحرمات والتجاوز على المقدّسات والعبث بمصير الناس.
لا شخصنة للقضايا في قاموس وأخلاق وديدن المرجعية ، فهي خارجة عنها موضوعاً ; حيث تنظر وتحلّل وتدقّق وتقرّر طبق المبنى ، مبنى الرسالة والشريعة الخالدة ، همّها حفظ الدين والقيم الرائدة ، ومن باب الاُبوّة والإشراف والمسؤولية نجدها تداري وتنصح وتوجّه وتعالج وتطرح الحلول التي تردم وتصحّح المسار.
مخطئ من يعتقد أنّنا نعاني مثلما المرجعيّة تعاني ، إنّها تكابد الآلام وتعيش الهموم وتتحمّل المصائب بما يتناسب مع مسؤوليتها العظيمة ومهمّتها الكبيرة عبر إدارة شؤون الدين والعباد بغياب بقيّة الله آخر آل العصمة آل العزّ والأمجاد ، متأسّيةً بالرسول الأكرم وعترته الميامين الأسياد الذين عانوا ما عانوا في سبيل حفظ الدين والقيم وإدارة شؤون العباد.
أليس من الإنصاف بمكان أن نشكر الباري تبارك وتعالى أن منّ علينا وعلى البشرية بأسرها بمرجعيّة تدعو وتعمل من أجل السعادة المنشودة على أساس مبادئ النبل والشرف والكرامة الإنسانية ، بدل أن نتيه في إصرارنا على رغباتنا التي لا تثمر سوى مكاسب محدودة تذهب بها الريح سريعاً وتحفر ندب سوداء لا تزول عاجلاً؟!