فـ : «عليك نفسك» تعني : عليك الإنسانية و ... ; إذ السعادة بطرّ مفاهيمها السليمة هي أن يسعد الجميع.
إنّ حجج الله الظاهرة والباطنة ما كانت ولن تكون إلاّ لأجل البشرية جمعاء ، هكذا هي رسالة الأنبياء والأولياء والصلحاء ، وهكذا هي رسالة العقل ، رسالة الأخلاق والحكمة العملية.
لم يشذّ محمد بن عبدالله خاتم الرسل والأنبياء (صلى الله عليه وآله) ولا الأئمّة النجباء (عليهم السلام) عن العمل بهذه الرسالة المقدّسة بكلّ ما اُوتوا من عقل وبصيرة وقدرة وبرهان ، وعلى إثرهم سار نوّاب الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف ; إذ الفقيه الجامع للشرائط هو ذاك الفقيه الذي من أركان مهامّه حفظ الدين وإطاعة أمر المولى ، وكيف يتحقّق الحفظ والطاعة طبق تفسير «الذات» بذاك المعنى الأخصّ؟!
لم تألُ المرجعيّة الدينيّة جهداً على درب إرساء مبادئ الرسالة وقيمها وأصولها ، إرساءً ميدانياً ، بما تمتاز به من حكمة ودراية وعلم وإحاطة وأخلاق عملية ، فتسامت فوق كلّ الرغبات إلاّ رغبة العمل الجامحة ببالغ الإخلاص على توفير بيئة المحبّة والوئام والأمان والسلام لطرّ بني الإنسان ، بنبذ العنف والفرقة والاستبداد والظلم وشتّى مفاهيم الطغيان ..
فكم وكم سعت وتسعى لجسر الهوّة وردم الفجوة ورأب الصدع الذي أحدثه الآخرون بفعل أخطائهم وغفلاتهم ونسيانهم ورغباتهم