حتى اضطرّت مراكز القرار العالمي والإقليمي إلى الإذعان بحقيقة كون النجف تشكّل ثقلاً كبيراً في تحديد وحسم الملفّات الساخنة والمصيريّة.
وتظهر الظرافة بجمالها وإناقتها في ظرفنا الراهن حين تصنع الفكرة ويصاغ القرار في مدينة النجف ويعلن عنهما في مدينة كربلاء ، تؤسَّسان حيث عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، ويزاح الستار عنهما حيث الحسين (عليه السلام) .. رسالة تواصل وتناغم وتضايف تحمل أكثر من قصد ومفهوم ومعنى .. رسالة صارت بها جمعة كربلاء مهوىً مضاعفاً لقلوب وعقول الملايين وهي تصغي للمرجعيّة الدينيّة ـ عبر ممثّليها ـ لتدلي بدلوها وتقول كلمتها.
كما لا يمكن تغافل الحركة المحورية التي تُدار في مدينة قم الإيرانيّة ، سواء إبّان مرحلة التأسيس وما شابها من صعاب وحواجز وضغوطات قد اُزيحت كلّها بفعل الحنكة والفطنة والكياسة وحفظ التوازنات ، بل واستطاعت أن تمهّد السبيل للارتقاء بعلاقات النجف وقم وطهران إلى أفضل ما يكون .. أو سواء بإنشاء المراكز الثقافيّة والاجتماعيّة والخيريّة المفيدة.
هذا ، وتمكّن التواصل البنّاء بين قم والنجف ، بين النجف وطهران ، من تذليل الصعاب وتقريب الآراء وتضييع الفرص على مروّجي الفتنة واصطناع الخلافات.
ولا ننسى مشهد ولندن وبيروت وسائر البلدان بمؤسّساتها التابعة أو تلك المدعومة من المرجعيّة الدينيّة ، ودورها في خدمة الدين والقيم