إنّهم بحاجة إلى حسم اُمورهم لا دفعهم إلى عناوين ومصطلحات تزيدهم حيرةً وضياعاً ، فلربما لا يدرك البعض منهم ولا يميّز ولا يدري ما هي الموضوعات والأحكام ثم الفرق بينها.
إنّ وظيفة الفقيه هي إخراج المكلّف من مستنقع التخبّط ، فلعلّه سيصرخ يوماً في فراغ الفكر والمعرفة : أيّ فقه هذا الذي لا يحسم لي تكاليفي ، أيّ اجتهاد هذا الذي يضيّعني أكثر ممّا يهديني. فالناس تريد أن تجد نفسها من خلال فهمها ومعرفتها المبسّطة لاُمور دينها لا أن يؤخذ بها إلى عالم الغموض والضبابية.
وهذا الأمر يسري إلى مباحث الاعتقادات أيضاً ، التي يعاني كثيرٌ من كبار رجالنا من ضعف مفرط فيها ، فتخبّطوا وتخبّط الناس معهم.
إنّنا بحاجة إلى ممارسة محاور العقيدة وجزئياتها بكلّ شفّافيّة ووضوح لا أن يُحجَز للناس تذاكر باهضة الثمن إلى عالم الخيال والميتافيزيقيا والغموض ، إنّهم يريدون أن يفهموا ويتعلّموا ويتدبّروا ويؤمنوا بكلّ وضوح وواقعيّة ، لا أن يساقوا إلى غوامض المصطلحات والعناوين ، إنّهم يطلبون حلاًّ وبرهاناً لمجمل إبهامات وغوامض العقيدة.