وللإنصاف فلقد كانت انطلاقة من الصفر بكلّ ما لمعنى الصفر من مفهوم وتوابع .. كانت هي اللبنة الاُولى لبناء حياة جديدة وتفكير جديد وهدف جديد.
بات خير ما أطمح إليه : فهم وممارسة الدين بنحو يسمو فوق صرف كونه دين الآباء والأجداد ، أن يكون الدين الذي يهيمن على قلبي وعقلي منهاجَ الوعي والبصيرة ، لا إرثاً أرثه من اُمّي وأبي وأجدادي. هذا ما تولّد هناك أيضاً.
هناك أحسست بأ نّي أستطيع ، بأ نّي إنسانٌ بمقدوره التغيّر والنموّ والعطاء ، وأنّ ثمّة حاجة تدعوني إلى ترجمة ما حصلتُ عليه إلى واقع عملي وممارسة حقيقيّة ، فأدركت أنّي ربما أكون عنصراً نافعاً ومفيداً لذاتي أوّلاً ثم للمبادئ التي اُؤمن بها وأذبّ عنها على أساس كونها مفتاح السعادة الإنسانيّة.
إنّه إحساسٌ مفعم بالحبّ والأمل : أن تستطيع الاعتراف بالضعف ثم النموّ والعطاء ، فهذا ما يجعلك تخطو صوب مقصد مقدّس بلا ريب ، إنّه يجعل الحياة ذات معنى لا يتساوى فيها الأمس بالحاضر ولا الحاضر بالغد ، فتتحوّل إلى حركة دؤوبة لنيل المراد ، حركة القلب والعقل والفكر وكلّ الأعضاء ، التي طالما أدّت إلى صنع الفكرة ، إلى الإبداع ، إلى مشروع يحلّق في فضاءات القيم والمفاهيم الحقّة أروع تحليق.
بهذا التعليل المختزل والتبرير المختصر رمتُ توثيق شوقي إلى ديار