نقول : قلّما خلّد التأريخ والإنسانيّة شخصاً وصحبةً مثلما خلّد الحسين (عليه السلام) وصحبه ، لماذا؟ إنّه الإخلاص الحقيقي للقيم والمبادئ والأخلاق ، إنّه السرّ الإلهي الذي لا يمكن دركه واستيعابه إلاّ بالبصيرة الثاقبة والوعي المنصف والإيمان الصافي.
هل أدركنا هذا السرّ يا ترى؟
هل عندنا المقوّمات اللازمة من تلك البصيرة وذانّك الوعي والإيمان لندرك ذلك السر الإلهي العظيم؟
لا شكّ أنّ الغالب منّا سائرٌ على دين الآباء والأجداد ، فنحن نبكي الحسين كوننا تعوّدنا ذلك ، ونحبّ الحسين لأ نّنا وجدنا فضاءاتنا تعيش هذا الشعور والإحساس ، لأ نّه من أهل البيت النبوي (عليهم السلام) وقد قتله ظلماً وعدواناً يزيد بن معاوية ، لأ نّه ... وهل هذا يكفي في فهم واستيعاب سرّ الخلود المشار إليه؟!
بل الذين سبروا الغور لأجل بلوغ المرام بالمناهج العلميّة والطرق المعرفيّة لم تترشّح مساعيهم سوى عن إضاءات معيّنة أثارت اهتمام الرأي العام والخاصّ لكنّها لم تدرك المقصود.
وهذا هو معنى السرّ ، ناهيك عن السرّ الإلهي ، فكيف يكون سرّاً وهو مكشوف للداني والقاصي؟! مع تقديرنا لكلّ الاجتهادات والقراءات والأفهام فإنّها ليست سوى محاولات واحتمالات.
ولكونه سرّاً إلهيّاً حمل لوازمه معه ، من الخلود والشموخ والبهاء