محمّد البلوي » ، فقال ـ بعد ما ذكر حديثا في فضل عليّ عليهالسلام ـ : « رواه أخطب خوارزم » (١).
وذكره أيضا بترجمة « محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان » ، فإنّه ذكر في ترجمته أحاديث له في فضائل عليّ عليهالسلام ، ثمّ قال :
« ولقد ساق خطيب خوارزم من طريق هذا الدجّال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب السيّد عليّ » (٢).
ولو لا أنّ الرجل كبير المنزلة عندهم ، مسلّم الوثاقة بينهم ، لعرفت كيف رمته سهام ألسنتهم ، وطعنت فيه أسنّة أقلامهم!
فهذا ابن شاذان قد سمعت ما قال الذهبيّ فيه ، وهو لم يرو إلّا اليسير من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فكيف بالخوارزمي وقد روى الكثير لو لا فضله الكبير بينهم؟!
وغاية ما طعن به ابن تيميّة على خبث لسانه أن قال : « ليس الحديث من صنعته » (٣) ، ذكر هذا في ردّه ل « منهاج الكرامة ».
فكأنّه لا يكون من أهل صنعة الحديث إلّا أن يترك رواية فضائل آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو يروي ما يتحمّله رأي ابن تيميّة خاصّة (٤).
__________________
(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٠٦ رقم ٧٧٦٣.
(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٤ ـ ٥٥ رقم ٧١٩٦.
(٣) انظر : منهاج السنّة ٥ / ٤١ ـ ٤٢ وج ٧ / ٦٢.
(٤) وخطيب ـ أو : أخطب ـ خوارزم هو : ضياء الدين أبو المؤيّد الموفّق ـ أو : موفّق الدين ـ بن أحمد بن محمّد المكّي ، الخوارزمي ، الحنفي ، ولد سنة ٤٨٤ ه ، وتوفّي بخوارزم سنة ٥٦٨ ه.
من أفاضل أعيان علماء أهل السنّة وفقهائهم ومحدّثيهم ، كان شاعرا بليغا وأديبا