ويكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم ، وكونهم يسندونها بإسناد متّصل إليه عليهالسلام » (١).
فقد ظهر أنّ مراد المصنّف رحمهالله بذكر الخرقة هو الاستشهاد بها على رجوعهم إليه ، لا أنّ إسنادها إليه موجب بذاته لأخذ العلم منه ، كما تخيّله الفضل.
__________________
وقبره ببغداد ظاهر معروف.
قيل : كان أبواه نصرانيّين ثمّ أسلما ، وقيل : كان من الصابئة ، فأسلم على يد الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، وصار من مواليه وحجّابه ، وقيل : روى عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليهالسلام.
نقول : وروايته عن الإمام الصادق عليه السلام تنافي ما ذكر من أنّ إسلامه كان على يد الإمام الرضا عليه السلام صغيرا ؛ لأنّ شهادة الإمام الصادق عليه السلام كانت في ٢٥ شوّال سنة ١٤٨ ه ، وكانت ولادة الإمام الرضا عليه السلام في ١١ ذي القعدة من نفس السنة أو من سنة ١٥٣ ه ؛ فلاحظ!
كما أنّ خدمته للإمام الرضا عليه السلام وموالاته له محلّ تأمّل ، ولا سيّما إذا علمنا أنّ الإمام الرضا عليه السلام لم يسكن بغداد ، بل لم يمرّ بها في سفره من المدينة إلى طوس ، في حين أنّهم قد ذكروا في سبب موت الكرخي أنّه كان في حجابة الإمام الرضا عليه السلام عندما كسرت أضلعه فمات من ذلك ، وقد كان دفنه في بغداد ، فما الذي أتى به من طوس إلى بغداد؟!
كما أنّه لم يعهد للإمام الرضا عليهالسلام خادم اسمه « معروف »!!
إضافة إلى ذلك فإنّ مترجمي « معروف » لم يذكروا أنّه رحل إلى طوس أيّام حياته ، بالرغم من أنّهم ذكروا له كرامات عجيبة!!
انظر : الأربعين في شيوخ الصوفية : ٧٥ رقم ١ ، طبقات الصوفية : ٨٣ رقم ١٠ ، طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٠ رقم ٤٩٨ ، حلية الأولياء ٨ / ٣٦٠ رقم ٤٣٦ ، تاريخ بغداد ١٣ / ١٩٩ رقم ٧١٧٧ ، الرسالة القشيرية : ٤٢٧ رقم ٦٢ ، صفة الصفوة ١ / ٥٢٥ رقم ٢٦٠ ، المنتظم ٦ / ١٠٠ حوادث سنة ٢٠٠ ه ، وفيات الأعيان ٥ / ٢٣١ رقم ٧٢٩ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٣٩ رقم ١١١ ، مرآة الجنان ١ / ٣٥٣ حوادث سنة ٢٠٠ ه ، لواقح الأنوار ١ / ٧٢ رقم ١٤٢ ، مجمع البحرين ٥ / ٩٩ مادّة « عرف ».
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ١٩.