وقد سبقه إلى دعوى الوضع إمامه في النصب ابن الجوزي (١) ،
__________________
(١) إنّ محقّقي أهل السنّة ونقّادهم لا يعتدّون بكلام ابن الجوزي ، ولا يعبأون بقدحه وطعنه في الأحاديث ؛ لأجل تسرّعه في الحكم بالوضع على مجموعة كبيرة منها ، فإنّ كبار علماء القوم في علم الحديث نصّوا على اشتمال كتابيه « الموضوعات » و « العلل المتناهية » على الصحاح والحسان من الأحاديث ، بل منها أحاديث أخرجها الشيخان وغيرهما من أرباب الصحاح والمسانيد والسنن ؛ هذا فضلا عن طعنهم فيه لنصبه وتعصّبه ..
١ ـ قال عنه ابن الأثير ( ت ٦٣٠ ه ) : « وكان كثير الوقيعة في الناس ، لا سيّما في العلماء المخالفين لمذهبه ، والموافقين له! ». انظر : الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٧٦ حوادث سنة ٥٩٧ ه.
٢ ـ وقال ابن الصلاح ( ت ٦٤٣ ه ) : « ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر الموضوعات في نحو مجلّدين ، فأودع فيها كثيرا ممّا لا دليل على وضعه ». انظر :
مقدّمة ابن الصلاح : ٥٩ وفي طبعة : ٢٧٩.
٣ ـ وقال سبط ابن الجوزي ( ت ٦٥٤ ه ) ـ في معرض الكلام على حديث ردّ الشمس ـ : « إنّ قول جدّي : ( هذا حديث موضوع بلا شكّ ) دعوى بلا دليل ».
انظر : تذكرة الخواصّ : ٥٤.
٤ ـ وقال بدر الدين بن جماعة ( ت ٧٣٣ ه ) : « وصنّف الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي كتابه في الموضوعات ، فذكر كثيرا من الضعيف الذي لا دليل على وضعه ». انظر : المنهل الروي : ٥٤.
٥ ـ وقال ابن كثير ( ت ٧٧٤ ه ) : « وقد صنّف الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي كتابا حافلا في الموضوعات ، غير إنّه أدخل فيه ما ليس منه ، وخرج عنه ما كان يلزمه ذكره ، فسقط عليه ، ولم يهتد إليه ». انظر : الباعث الحثيث : ٧٥.
٦ ـ وقال ابن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢ ه ) ـ في معرض الكلام على حديث سدّ الأبواب ـ : « قول ابن الجوزي : إنّه باطل ، وإنّه موضوع ؛ دعوى لم يستدلّ عليها إلّا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين ، وهذا إقدام على ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرّد التوهّم ». انظر : القول المسدّد : ٥٣.
٧ ـ وقال كذلك : « وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث [ أي حديث سدّ الأبواب ] في الموضوعات ... وأخطأ في ذلك خطأ شنيعا ، فإنّه سلك في ذلك