على عليّ عليهالسلام واتّبعوا غيره وعصوه ، وإن كانت طاعة الله ورسوله وخليفته في الواقع واحدة ، ومعصيتهم الواقعيّة معصية واحدة.
ويشهد لإرادة الإمامة من الحديث ، وصفه لعليّ في ما كتب على العرش ، بأنّه مقيم الحجّة في عرض وصف الله تعالى بالوحدانية ، ومحمّد بالنبوّة (١) ، فإنّه من أوضح ما يدلّ على الإمامة!
مضافا إلى تصريحه بأنّ محمّدا وعليّا علّة لخلق ادم ؛ فإنّه دليل الفضل على آدم ، فضلا عن الأمّة.
فلا بدّ أن يكون عليّ سيّدها وإمامها ، بل علّة خلقها بالأولويّة ، كما قال عليهالسلام في « نهج البلاغة » بكتابه إلى معاوية : « نحن صنائع الله ، والناس بعد صنائع لنا » (٢).
ثمّ إنّ الخبرين الأوّلين ظاهران أيضا في إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ لاقتضائهما فضله على غيره ، مع تصريح ثانيهما بأنّ الله تعالى لا يقبل إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه ، كما هو شأنّ الإمام ؛ ولذا كان بغضه علامة النفاق.
هذا ، وقد نقل الذهبيّ هذين الخبرين في « ميزان الاعتدال » بترجمة محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان ، عن نور الهدى أبي طالب الزيني ، ثمّ قال بعد الخبر الثاني : « هذا من أفظع ما وضع ، ولقد ساق خطيب خوارزم من طريق هذا الدجّال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب عليّ ؛ من ذلك بإسناد مظلم ، عن مالك ، عن
__________________
(١) راجع مبحث حديث المؤاخاة ، في الصفحة ١٢٢ وما بعدها من هذا الجزء.
(٢) نهج البلاغة : ٣٨٦ رقم ٢٨.