الرابع : إنّ قوله : « هذا من أوصاف الخالق » ..
لا يعرف له معنى ، ولعلّه يريد أنّ الله جلّ وعلا يوصف بأنّه متكلّم بكلمات لا تنفد بنفاد البحر ، فكيف يقال : إنّ عليّا متّصف بفضائل لا تحصى وإن كان البحر مدادا؟!
وفيه ما لا يخفى.
الخامس : إنّ قوله : « أكثر ما ذكر من ( مناقب الخوارزمي ) موضوعات » ..
دعوى بلا دليل ، وطعن مجمل غير مقبول.
السادس : إنّ حكمه بوضع حديث ابن مسعود خطأ ، ويعلم وجهه بعد بيان مقدّمة ، فنقول :
لا شكّ أنّ الإقرار بالله وبنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم شرط للإيمان ، وكذا الإقرار بإمامة عليّ عليهالسلام ؛ بناء على أنّ إمامته بنصّ الله ورسوله ، وأنّها كالنبوّة ، أصل من أصول الدين ، لكنّ الإقرار بها فرع الإقرار بالله ورسوله ، ومن أقرّ بها تمّ إيمانه ، ومن لم يقرّ بها كان ناقص الإيمان وإن أقرّ بالله ورسوله.
فإذا عرفت هذا ، عرفت أنّ من أطاع عليّا عارفا بحقّه ـ كما هو المراد بالحديث ـ كان مؤمنا مطيعا لله ورسوله بطاعة عليّ عليهالسلام ؛ لأنّ طاعته له ـ بما هو إمام من الله تعالى ـ مستلزمة للإيمان بهما وطاعتهما ، فيكون صالحا لدخول الجنّة وإن عصى الله في بعض الأحكام ، وعصى بها عليّا
__________________
٢ ـ صفة على وزن فعيلة بمعنى فاعلة ، مثل : كريمة .. كرائم.
انظر : تاج العروس ١٥ / ٥٧٨ مادّة « فضل » ، جامع الدروس العربية ٢ / ٥٥ ـ ٥٦ ، جواهر الأدب : ٥٠٩ ، ديوان عنترة : ٤٠.