وأنّ أهل البيت سفينة النجاة (١).
فإذا كان عليّ مع الحقّ ، والحقّ معه ، يدور حيث دار ، وجب أن يكون معصوما ، والعصمة شرط الإمامة ، ولا معصوم غيره من الصحابة اتّفاقا.
وأيضا : يلزم منه بطلان خلافة أبي بكر ، ولا سيّما في الستّة أشهر التي امتنع فيها عن بيعة أبي بكر ، كما رواه البخاري في غزاة خيبر (٢) ، وغيره (٣).
وأمّا مبايعته بعد ذلك فلم تقع إلّا قهرا ، كما أنّ مناصحته لهم ـ بعد مشاورتهم له في بعض الأمور ـ إنّما هي لإصلاح الدين لا لترويج إمرتهم ؛ ولذا ما زال يتظلّم منهم ، ووقع بينهم وبينه من النفورة والعداوة ما هو جليّ لكلّ أحد (٤).
وأمّا ما ذكره في شأن البغاة ، فهو إقرار بأنّ صاحبة الجمل وأصحابها ومعاوية وأنصاره ، كانوا مبطلين ، ومطالبين عند الله تعالى بأمر عظيم ، وهو إلقاح الفتنة إلى يوم الدين ، وإزهاق نفوس الآلاف من المسلمين ، الذي لا تنجي منه التوبة بالقول ـ لو صدرت ـ ما لم يعطوا النّصف من أنفسهم ويخرجوا عن المظالم إلى أهلها.
والإقرار بذلك لا يناسب تعظيمهم لهم ، وجعل تفضيل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام (٥) ، وجعل الزبير حواريّ
__________________
(١) راجع الصفحة ٢٦١ من هذا الجزء.
(٢) صحيح البخاري ٥ / ٢٨٨ ح ٢٥٦.
(٣) تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٦ ، الصواعق المحرقة : ٢٥ ـ ٢٧.
(٤) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ١٥١.
(٥) راجع الهامش ٤ في الصفحتين ١٧٩ ـ ١٨٠ من هذا الجزء.