علامة النفاق (١) ، ومن الواضح أنّ المنافق بمنزلة اليهود والنصارى (٢).
ومن الغريب مسارعة ابن الجوزي للحكم بوضع الأخبار ، بمجرّد اشتمال سندها على ضعيف أو متّهم عنده ؛ فإنّه على هذا ينبغي أن يحكم بوضع رواياتهم جميعا ، حتّى أخبار الصحاح الستّة ؛ إذ لا يخلو خبر عندهم ـ إلّا النادر ـ من اشتمال سنده على ضعيف ، كما أشرنا إليه في المقدّمة (٣) ، وهذا ممّا لا يرتضيه أصحابه.
ولعلّه إنّما يفعل ذلك في خصوص أخبار فضائل إمام الهدى انحرافا عنه ، وهو غير بعيد!
وأمّا الحديث الذي ذكره الفضل ، وهو : « من آذى لي وليّا فقد آذنته بحرب » ، فليس بمنزلة قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من آذى عليّا فقد آذاني ... » إلى آخره ؛ لأنّ معنى الحديث الذي ذكره : من آذى لي وليّا فليستعدّ للعقوبة ، وهذا ليس بمنزلة إيذاء عليّ عليهالسلام ، الذي هو إيذاء لله ورسوله ، وموجب للعنة الله في الدنيا والآخرة والعذاب المهين ، والبعث على اليهوديّة أو النصرانيّة ؛ فإنّ هذا لا يكون إلّا في إيذاء من هو بمنزلة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإمام الوقت.
* * *
__________________
(١) راجع مبحث الحديث ١٦ : « لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق » في الصفحات ١٤٧ ـ ١٥١ من هذا الجزء.
(٢) روى الطبراني في المعجم الأوسط ٤ / ٣٨٩ ح ٤٠٠٢ عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسمعته وهو يقول : « يا أيّها الناس! من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديّا »! فقلت : يا رسول الله! وإن صام وصلّى؟! قال : « وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم ».
(٣) راجع مبحث « مناقشة الصحاح الستّة » في ج ١ / ٤١ وما بعدها من هذا الكتاب.