٢ ـ حسن وحسين ومحمد بنو بشارة [٨١١ ه / ١٤٠٨ م]
تذكر المصادر التأريخية أن أحمد بن بشارة قد أعقب ولدين هما :حسن وحسين وقد استمرا في حكم جبل عامل بعد والدهما. وفي الوقت نفسه تذكّر هذه المصادر شخصية ثالثة من آل بشارة ، هو محمد بن سيف بن عمر بن محمد بن بشارة الرافضي كما ترجمه العسقلاني (١) ، حكم إلى جانب حسن وحسين جبل عامل ، ما يوحي أن الثلاثة من أولاد العمومة.
وأوّل ذكر لهؤلاء كان في ٢ محرم سنة ٨١١ ه عندما وقعت معركة الجاعونة ، فقد شاركوا فيها إلى جانب الأمير نوروز ، يقول المقريزي : «في ثانية برز الأمير نوروز من دمشق إلى قبّة يلبغا يريد صفد ، ثم رحل إلى سعسع. فأتاه الخبر بأن الأمير يكتمر شلق جمع لحربه ، ونزل الجاعونة ، فتقدّم إليه ومعه حسين ومحمد وحسن بنو بشارة ، واقتتلا ، فقتل بينهما جماعة ، وحرقت الزرع ، وخربت القرى ، ونهبت وسار نوروز إلى الرملة» (٢).
في ١٤ من شهر محرم سنة ٨١١ بلغ بنو بشارة أوج قوّتهم ، يقول المقريزي : «وفيه (٣) قدم أولاد بشارة في عشيرهم إلى وادي التيم في رابع عشره ، وعاثوا في معاملة صفد ، وقتلوا جماعة ، ونهبوا شيئا كثيرا ، فخرج إليهم عدّة من عسكر وقاتلوهم ، فقتلوا بأجمعهم (٤) ، واشتدّت وطأة بني بشارة على الناس ، وكتب ناصر الدين محمد ، وبدر الدين حسن ابنا بشارة
__________________
(١) إنباء الغمر : ج ٧ ، ص ٢١٦ ، أما السخاوي فيورد نسبه قائلا : «محمد بن سيف بن محمد بن عمر بن بشارة» راجع الضوء اللّامع : ج ٧ ، ص ٢٦٣.
(٢) السلوك : ج ٤ ، ص ٦٧.
(٣) محرم سنة ٨١١ ه.
(٤) يعني العسكر.