وأخلاقهم يقول : «وممّا يقارب هذا أنني دخلت الحمام بمدينة صور ، فجلست في خلوة فيها. فقال لي بعض غلماني في الحمام : معنا امرأة. فلمّا خرجت جلست على المصاطب ، وإذا التي كانت في الحمام قد خرجت وهي مقابلي قد لبست ثيابها ، وهي واقفة مع أبيها ، ولم أتحقق أنّها امرأة ، فقلت لواحد من أصحابي : بالله أبصر هذه امرأة هي؟ وأنا أقصد أن يسأل عنها. فمضى وأنا أراه ، رفع ذيلها واطّلع فيها ، فالتفت إليّ أبوها وقال : هذه ابنتي ، ماتت أمّها ومالها من يغسل رأسها. فأدخلتها معي الحمام غسلت رأسها. قلت : جيد ما عملت. هذا لك فيه ثواب» (١).
٩ ـ حصار شقيف أرنون وقلعة أبي الحسن [٥٨٤ ه / ١١٨٨ م]
يقول الأصفهاني : «وكانت قد بقيت من الحصون التي تعذّر فتحها ، وبرح بالقلوب برحها ، من عمل صيداء : قلعة أبي الحسن وشقيف أرنون ، ... وقد أوكل بهما أميرين من خواصه كبيرين ، وقد ضيّقا على من بهما من العلوج ، ومنعا من الدخول والخروج» (٢)
١٠ ـ فتح شقيف أرنون [٥٨٥ ه / ١١٨٩ م]
وبعد الحصار بسنة فتح صلاح الدين شقيف أرنون بعد أن عقد هدنة مع صاحبه رينالد لمدّة ثلاثة أشهر إلا أن رينالد أخذ يعدّ العدّة للقتال (٣) ، يقول
__________________
(١) كتاب الاعتبار : ص ١٣٧ ، وأسامة بن منقذ ولد سنة ٤٨٨ ه وتوفى سنة ٥٨٤ ه ، كان من المقرّبين لصلاح الدين ، أقام بمصر وقد ولّدت فيه هذه الإقامة ميلا للتشيّع لحظه صلاح الدين. راجع الاعتبار : ص. ل.
(٢) الفتح القسي : ص ١٧١.
(٣) يتحدّث وليم الصوري عن أساليب الدبلوماسية التي اتّبعها رينالد مع صلاح الدين لإنقاذ الحصن ، فقد قصد خيمته ، ولوّح له بأنه قد يعتنق الإسلام ، وانخدع السلطان بذلك. راجع تاريخ الحروب الصليبية : ج ٢ ، ص ٧٥٨.