اتّخذ له ضيعة بصيدا في ساحل دمشق ، يقول أبو البختري : «قال لي هارون الرشيد : يا أبا البختري أين اتّخذت لولدك من بعدك؟ قلت : يا أمير المؤمنين بالشام ، قال : وأي موضع بالشام؟ قلت : بساحل دمشق بحصن يقال له صيدا ، قال : وكيف اتّخذت الشام وهو مأواة الفتن وفيه العصبية؟ فقلت : يا أمير المؤمنين : إنّه بلد أرضه طعام وسماؤه إدام ، قال لي : فتحلمنا [كذا] أن نصيّر إليه؟ فقلت : فما يحفظك يا أمير المؤمنين» (١).
إتّهم بوضع الحديث ، حتّى أن دحيما كان يقول : كذابا هذه الأمّة : صاحب طبرية وصاحب صيدا للوليد بن سلمة وأبي البختري ، توفي ببغداد سنة ٢٠٠ ه (٢).
٣ ـ الفتنة القيسية اليمنية [١٦٩ ـ ١٧٥ ه] [ـ م]
تولى إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس إمارة جندي الأردن ودمشق في زمن المهدي والهادي والرشيد أي ما بين ١٦٩ ه إلى ١٧٥ ه (٣).
وفي هذه الفترة حدثت الفتنة بين القيسية واليمنية ، وكان مثير تلك الفتنة عامر بن عمارة بن خريم الناعم المعروف بأبي الهيذام المري واستمرّ أوارها مستعرا أكثر من سنتين [١٧٤ ه / ١٧٧ م] وقد اشترك فيها أهل البقاع والجولان والأردن بما فيه عاملة من اليمنية وحلفاؤهم ، وكان فيهم جماعة من أهل ساحل الشام ، حيث يذكر ابن عساكر أسماء بعض المشاركين ، من بينهم أحمد وقيل محمد وأخوه زيد ابن معيوف الهمذاني ، ومعهم أيضا ابن
__________________
(١) تاريخ دمشق : ج ٦١ ، ص ٣٢٦ و ٣٢٧.
(٢) المصدر نفسه : ج ٦٣ ، ص ٤٠٣.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق : ج ٢ ، ص ٢٢٢ ، تاريخ الإسلام (١٧١ ـ ١٨٠) ص ٣٠.