هشام لادّعائه أن ابنه واجه الغزاة ، وولّى إمرة البحر مكانه الأسود بن بلال المحاربي ، يقول ابن عساكر نقلا عن الليث الفارسي الصوري وابن أبي كريمة الصيداوي : «أن الروم قاتلته (١) على باب ميناء صور فأخرج إليهم خالد بن الحسفان الفارسي فهزمهم وطلبهم فأرست سفينة من سفن الروم بأهلها على جزيرة صور فأسرهم ، وكتب ابن أبي مريم إلى هشام يخبره بقتال الروم إيّاه على باب ميناء صور ، فوجّه إليهم ابنه الشرف فهزمهم ، وأدرك سفينة في جزيرة صور راسية ، فأسر أهلها. قال : وكتب صاحب البريد بطبرية : إنّ الذي ولّي قتالهم خالد الفارسي ، فكتب إليه هشام : إنّه ليس بالشرف ، ولكنه الوضع وكذبت ، فنقل خالدا وأصحابه ذلك المركب إلّا خمسة ، وعزل يزيد وولي الأسود بن بلال المحاربي» (٢).
ب ـ الأسود بن بلال المحاربي [١١١ ه / ٧٢٩ م]
كانت مهمة الدفاع على طول الساحل الشامي تناط بأمير البحر ، ولذلك نرى الأسود بن بلال يخرج لمطاردة الغزاة البيزنطيين حين هاجموا سفينة تجارية عند ثغر بيروت ، وقام بغزوة إلى قبرص في سنة ١٢٠ ه ، ثم بغزوة إلى جزيرة أقريطش في السنة التالية أو التي بعدها (٣).
وفي هذه الفترة ، قدم عليه أعرابي من قومه ، ففرض له وأغزاه البحر ، ولما ذاق أهواله وأخطاره ، قال شعرا :
أقول وقد لاح السفين ملججا |
|
وقد بعدت بعد التقرّب صور |
وقد عصفت ريح وللموج قاصف |
|
وللبحر من تحت السفين هدير |
__________________
(١) ليزيد بن أبي مريم : وهو من أهل مصيصة دمشق.
(٢) تاريخ دمشق : ج ٦٥ ، ص ٣٨٧ ، صور من العهد : ص ١٣٠.
(٣) صور من العهد : ص ١٣١ ، وإقريطش هي جزيرة كريت.