د ـ عاملة في جبل الجليل
لم نجد عند النسّابة العرب ، ولا في الكتب التاريخية القديمة ذكرا للفترة الزمنية التي نزلت بها عاملة أرض الجليل.
غير أن بعض المعاصرين كانت لهم آراء اعتمادا على بعض الباحثين الغربيين. فقد ذكر خليل عثامنة أن نزول عاملة في جبل الجليل كان بعد القرن الرابع للميلاد ، يقول : «ويذكر شهيد أن قبيلة عاملة كانت في القرن الرابع للميلاد تجاور قبيلة جذام في جنوب فلسطين والأردن ، وأنّها انتقلت شمالا فيما بعد واستقرّت بالجليل الذي أطلق عليه جبل عاملة على اسم هذه القبيلة» (١).
ويقول الدكتور محمد كاظم مكّي : «ويبدو أن القبيلة العاملية قد ألقت رحلها في الجنوب الشرقي من البحر الميت ، إثر هجرتها من جنوب الجزيرة العربية ، وفي القرن الثاني للهجرة / الثامن للميلاد ، كانت قبيلة عاملة تسكن المنطقة الواقعة بين بصرى الشام والبحر» (٢).
لكننا نرى أن قبيلة عاملة وبعيد هجرتها من اليمن ، استمرّت في المسير إلى القرى التي بارك الله فيها ، والتي طالما زارها أولاد سبأ وذلك قبل ميلاد السيد المسيح عليهالسلام ، وما ذكره مكّي وعثامنة عن وجود قبيلة عاملة في البلقاء جنوبي فلسطين ، فلا يرجع إلى مستند تاريخي ، لأن البلقاء كانت مسكنا لقبيلتي العماليق والقينيين اللّتين كانتا متجاورتين أيام حكم الملك شاول ، وكانتا تناصبانه العداء كما جاء في سفر صموئيل الأول : «هكذا يقول رب
__________________
(١) فلسطين في خمسة قرون : ص ٣٤٠ ، انظرIbid.p.٧٨٣ ..
(٢) منطلق الحياة الثقافية : ص ٤٣Encyclopedie de l\'Islame A ,١ ,٠٣٣.