واستدعى من فوره رجلا من الفرنج. فأمره أن يكتب بدله كتابا على ألسنتهم إلى أهل الشقيف ، يحذّر الملك من الوزير ، والوزير من الملك ، ويرمي الخلف بين الدولة فوصل إليهم فأوقع الله الخلف بينهم بحوله وقوّته ، وجاء السلطان فحاصرهم ورماهم بالمنجنيق فسلّموه الحصن في التاسع والعشرين من رجب وأجلاهم إلى صور» (١).
١١ ـ هدنة صور [٦٦٧ ه / ١٢٦٨ م]
يقول ابن كثير في حوادث سنة ٦٦٧ ه عندما يتحدّث عن الملك الظاهر وموقفه من مقتل السابق شاهين : «ثم عاد السلطان بعساكره إلى مصر ، فلمّا كان في أثناء الطريق عند خربة اللصوص تعرّضت له امرأة فذكرت له أن ولدها دخل مدينة صور ، وأن صاحبها الفرنجي غدر به وقتله وأخذ ماله ، فركب السلطان وشنّ الغارة على صور فأخذ منها شيئا كثيرا ، وقتل خلقا» (٢).
وقرر على أهل صور ديّة السابق شاهين الذي قتلوه ، خمسة عشر ألف دينار صورية ، وكتب هدنة لصور وبلادها لمدة عشر سنين وعدّتها تسع وتسعون قرية (٣).
__________________
(١) البداية والنهاية : ج ١٣ ، ص ٢٩٢ ، السلوك : ج ١ ، ص ٥٦٥ ، عقد الجمان : ج ١ ، ص ١٩ ، ويتحدّث ابن تغري بردي عن هذا الموضوع فيقول : «ورتّب فيه عسكرا ، ورحل عنه عاشر شعبان وكانت عدّة من بالشقيف أربعمائة وثمانين رجلا واثنين وعشرين أخا من الداوية ، وحملهم السلطان على الجمال إلى صور وسير معهم من يحفظهم» النجوم الزاهرة : ج ٧ ، ص ١٤٢.
(٢) البداية والنهاية : ج ١٣ ، ص ٢٩٥ ، عقد الجمان : ج ١ ، ص ٤٤ ، النجوم الزاهرة : ج ٧ ، ص ١٤٦.
(٣) مختار الأخبار ص ٣٥ و ٣٦ ، عقد الجمان : ج ٢ ، ص ٩. ويجعل هذه الحادثة سنة ٦٦٥ ه فيما يجعلها ابن كثير في حوادث سنة ٦٦٧. راجع البداية والنهاية : ج ١٣ ، ص ٢٩٥.