٤ ـ استشهاد مرجع الشيعة في صيدا [ت ٥٠٤ ه / ١١١٠ م]
أثناء حصار الصليبيين لمدينة صيدا ، قتل فيها مرجع الشيعة في بلاد الشام ، القاضي العالم أسعد بن أحمد بن أبي روح ، أبو الفضل الطرابلسي.
كان ابن أبي روح تلميذا للقاضي ابن البراج الطرابلسي ، تتلمذ على يديه مع صديقه ورفيق درسه العالم الشيعي الكبير أبي الفتح الصيداوي (١).
وقد جلس بعده لتدريس مذهب الإمامية في طرابلس ، وولاه ابن عمار قضاء طرابلس بعده (٢).
قال ابن أبي طيء : «وكان عظيم الصلاة والتهجّد ، لا ينام إلّا بعض الليل. وكان صمته أكثر من كلامه» (٣).
وحكى أبو اللطف الداراني ، قال : ما استيقظت من الليل قطّ إلّا وسمعت حسّه بالصلاة. وبالغ في وصفه ، وحكى له كرامة (٤).
وقال ابن حجر : «أسعد بن أبي روح ، أبو الفضل الرافضي ، قاضي طرابلس ... كان متعبّدا زاهدا راهبا ... عقدت له حلقة الإقراء وانفرد بالشام وطرابلس وفلسطين بعد ابن البراج ...» (٥).
وحكى الراشدي (٦) تلميذه ، قال : جمع ابن عمّار بين أبي الفضل وبين
__________________
(١) يقول الشيخ جعفر السبحاني عن ابن البراج : «وكان أستاذ أبي الفتح الصيداوي وابن روح من أصحابنا» المهذب : ج ١ ، ص ١٠ ، ٣٢ ، وهو ما قاله الأصفهاني في رياض العلماء : ج ٤ ، ص ١٦ ، والخونساري في روضات الجنّات : ج ٤ ص ٢٠٥ ، والأمين في أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ٣٩٣.
(٢) ابن عمار هو صاحب طرابلس جلال الملك [٤٦٤ ـ ٤٩٢ ه]
(٣) تاريخ الإسلام (٥٠١ ـ ٥٢٠) ص ٤٤٨ ، لسان الميزان : ج ١ ، ص ٣٨٦.
(٤) تاريخ الإسلام (٥٠١ ـ ٥٢٠) ، ص ٤٤٩.
(٥) لسان الميزان : ج ١ ، ص ٣٨٦.
(٦) الراشدي هو محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي المعروف بابن البركات الطرابلسي ، توفي سنة ٥٤٠ ه.