أكبر ولد أبيه ، وقد أعدّه والده ليكون خليفة من بعده ، فكان حسن السيرة متأدّبا متديّنا حليما ، بيد أنّه خالف أباه وأرحامه في عقيدته ومذهبه ، فقد تشيّع لأهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا ما ذكره الصفدي في مؤلفاته ففي شرح قول الشاعر :
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعا |
|
والحظ عني بالجهال في شغل |
يقول : الزمان مولع بخمول الأدباء ، وخمود نار الألباء ، كم أخنى على الفضلاء ، وجهل قدر العلماء ، هذا الملك الأفضل نور الدين علي بن السلطان صلاح الدين يوسف ... لما مات أبوه حضر إليه عمه العادل أبو بكر وأخوه العزيز عثمان فأخرجاه من ملكه بدمشق إلى صرخد ، وفي ذلك كتب إلى الإمام الناصر أحمد في بغداد أبياتا يستنهضه بها على ما فعلا به ، ويشكو إليه اغتصابهما ميراثه من أبيه ، يقول :
مولاي إن أبا بكر وصاحبه |
|
عثمان قد غصبا بالسيف حق علي |
وهو الذي كان قد ولّاه والده |
|
عليهما فاستقام الأمر حين ولي |
فخالفاه وحلا عقد بيعته |
|
والأمر بينهما والنصب فيه جلي |
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي |
|
من الأواخر ما لاقى من الأول (١) |
فجاءه جواب الإمام الناصر يقول :
وافى كتابك يا بن يوسف معلنا |
|
بالود يخبر أن أصلك طاهر |
غصبا عليا حقّه إذ لم يكن |
|
بعد النبي له بيثرب ناصر |
فابشر فإن غدا عليه حسابهم |
|
واصبر فناصرك الإمام الناصر |
ومن شعر علي الملك الأفضل أيضا يعلن فيه تشيّعه يقول :
أما آن للسعد الذي أنا طالب |
|
لإدراكه يوما يرى وهو طالبي |
__________________
(١) يلمّح إلى اغتصاب الخلافة بعد وفاة النبي ومعاناة أمير المؤمنين علي عليهالسلام.