كتاب المهذب. وأثناء تواجده بطرابلس جرت أمامه مناظرة بين العالم الشيعي الحسين بن بشر الطرابلسي (١) والخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد ، حكم في نهايتها لابن بشر بالتقدّم في العلم على الخطيب (٢).
ب ـ في الرملة
ترك الكراجكي طرابلس وتوجّه إلى الرملة البيضاء في فلسطين فنزلها سنة ٤١٠ ه كما في إجازة أحمد بن نعمة الله العاملي للمولى عبد الله التستري (٣).
ويبدو أنّه سكنها إلى سنة ٤١٦ ه ، وكان خازنا بدار العلم فيها (٤) ، وحدث بها عن مجموعة من العلماء ، ومنها توجّه إلى مكّة المكرمة سنة ٤١٢ ه.
ج ـ في صور
وانتقل الكراجكي إلى مدينة صور سنة ٤١٦ ه وسكن فيها ، ونسب إليها. وكانت المدينة يومها تسير في فقهها وأصولها على مذهب أهل البيت عليهمالسلام. فألّف كتابا لأهلها سمّاه : «الأصول إلى مذهب آل الرسول» ويتضمّن الأخبار بالمذهب من غير أدلّة عملها للأخوان بصور سنة ٤١٨ أو ٤١٦ ه (٥). وكتب : «أذكار الإخوان بوجوب حق الإيمان» أنفذها إلى الشيخ الأجل أبي الفرج البابلي (٦). وكتب أيضا «روضة العابدين» ألّفه لولده
__________________
(١) ذكره الصوري في قصيدة مطلعها :
ما أقامت إلا لترحل صبري |
|
لوعة توجد العواذل عذري |
أصبحت تحسب السلام على النا |
|
س نوالا لا كالحسين بن بشر |
ديوان الصوري : ج ١ ، ص ١٤٢.
(٢) لسان الميزان : ج ٢ ، ص ٢٧٥.
(٣) رياض العلماء : ج ٥ ، ص ١٤٠.
(٤) المصدر نفسه : ج ٤ ، ص ١٧.
(٥) كنز الفوائد : ج ١ ، ص ٢٣ ، معدن الجوهر : ص ٢٧.
(٦) المصدر نفسه : ج ١ ، ص ٢٢ ، معدن الجوهر : ص ٢٣ ، ولعلّ البابلي نسبة إلى بلدة البابلية بين صيدا وصور ، أو أن بلدة البابلية نسبت إليه.