وقال الجاحظ في كتابه الحيوان : وحدّثني أبو تمام الطائي ، وكان من رؤوساء الرافضة» (١).
وقد يستغرب الواقف على هذا الكتاب حشر المؤلف اسم أبي تمام في جملة الشعراء العامليين ، ولم يضع اسمه في حقل علماء الشيعة ، وفضلائها الذين خصّص لهم فصلا في ذيل الكتاب ، مع أنّ المعروف والمتّفق عليه أن أبا تمام ولد في جاسم من أعمال حوران.
ولعلّ الشيخ الحرّ العاملي تثبت من الرواية التي يتناقلها أدباء جبل عامل ، وهي أن أبا تمام حوراني المولد ، عاملي النشأة. فارق حوران وحطّ رحاله في جبل عامل في سنة مجدبة على ما جرت عليه عادة القطرين في سني القحط ، وتمذهب بمذهب أهله ، وفيه درس الأدب ، وتخرج بالشعر والقريض.
وتلخيص قضية سكناه في جبل عامل أنّه فارق حوران في إحدى السنين المجدبة ، وأوّل قرية سكنها هي قرية المالكية الواقعة في الجنوب الشرقي من جبل عامل ، وتعرف بمالكية الجبل ، للتفريق بينها وبين قرية مالكية الساحل بالقرب من صور.
ويورد البعض أدلّة على هذا الزعم أن في المالكية التي تديرها الشاعر لأول مرّة بئر تعرف إلى اليوم ببئر حبيب ، ودار خربة تعرف بدار حبيب بين المالكية وعثرون. ويقول بعض الأدباء العامليين أنه ذكر المالكية وبر عشيت وعيناثا وحداثا في شعره ، وهي قرى متقاربة في جنوبي جبل عامل فحرّفها
__________________
(١) أمل الآمل : ج ١ ، ص ٥٠ ، ونسبه إلى عاملة الخونساري في روضات الجنّات : ج ٣ ، ص ٧ ، والأصفهاني في نفحات الروضات : ص ١٨٦.