.................................................................................................
______________________________________________________
وقفت بعرفات فادن من الهضاب (الهضبات خ) والهضاب (١) هي الجبال ، فإن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، قال : انّ أصحاب الأراك لا حج لهم ، يعنى الذين يقفون عند (تحت خ) الأراك (٢).
وحسنة الحلبي عنه عليه السّلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في الموقف ارتفعوا عن بطن عرنة ، وقال : أصحاب الأراك لا حج لهم (٣).
وجه الدلالة انّه إذا لم يكن لمن وقف في حدّ عرفة حج فلم يكن لمن لم يقف أصلا بالطريق الأولى ، ذكره في المنتهى.
قيل : الركن هو مسمّى الكون من بين الزوال الى الغروب مطلقا قائما أو جالسا راكبا أو ماشيا مختارا ، كما انّ الواجب هو الكون المذكور في جميع ذلك الزمان مطلقا ، صرّح به في المنتهى ، فالواجب ليس بركن جميعه كما هو ظاهر المتن.
والمراد بالركن هنا هو الذي بتركه عمدا اختيارا يبطل الحج.
ولعل دليل كون الركن هذا المقدار هو الأصل ، وعدم دليل على الكلّ ، فإنّ الإجماع ليس فيه بل في ترك الكل وكذا ظاهر الخبرين المتقدمين (٤).
ويفهم من المنتهى الإجماع أيضا حيث قال : ولو أفاض قبل الغروب عمدا فقد فعل حراما وجبره بدم ، وصحّ حجّه ، وبه قال عامة أهل العلم وقال مالك : لا حج له ، ولا نعرف أحدا من فقهاء الأمصار قال بقول مالك ، والإفاضة قبل الغروب يصدق على الإفاضة بعد الزوال في أيّ جزء كان.
__________________
(١) الهضبة الجبل المنبسط على الأرض أو جبل خلق من صخرة واحدة ، والأراك كسحاب القطعة من الأرض وهي من حدود عرفة لا من عرفة بلا خلاف (كما عن مرآت العقول).
(٢) الوسائل الباب ١٩ من أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة حديث ١١.
(٣) الوسائل الباب ١٩ من أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة الرواية ١٠ وفي الكافي في ج ٤ ص ٤٦٣ طبع ط.
(٤) وهما روايتا ابى بصير والحلبي.