والقمرين ، وذبح الولد ، والنار ، والهجرة (١).
فالله سبحانه عامله بها معاملة المختبر بهنّ ، ليظهر حاله على العالمين ، ويقتدوا به وبما تضمّنته الآيات الّتي بعدها ، وبجميع الأخلاق الحسنة. (فَأَتَمَّهُنَ) أي : فقام بهنّ حقّ القيام ، وأدّاهنّ حقّ التأدية ، من غير تقصير وتوان ، لقوله تعالى : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (٢).
روى الشيخ أبو جعفر بن بابويه في كتاب النبوّة بإسناده مرفوعا إلى المفضّل بن عمر ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) ما هذه الكلمات؟
قال : هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، وهي أنّه قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ ، فتاب الله عليه ، إنّه هو التوّاب الرحيم.
فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني بقوله : «فأتمّهنّ»؟
قال : أتمّهنّ إلى القائم اثني عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين عليهالسلام.
قال المفضّل : فقلت له : يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) (٣)؟
قال : يعني بذلك الإمامة ، جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة.
فقلت : يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن ، وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيّدا شباب أهل الجنّة.
فقال : إنّ موسى وهارون نبيّان مرسلان أخوان ، فجعل الله النبوّة في صلب
__________________
(١) في هامش الخطّية : «أي : من الكوفة إلى الشام. منه».
(٢) النجم : ٣٧.
(٣) الزخرف : ٢٨.