التفسير الأثري الجامع - ج ٦

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ٦

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5079-07-4
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٥٥٩

[٢ / ٦٩٥٤] وروى أبو جعفر الكليني بالإسناد إلى زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس في المسجد إذ دخل رجل فقام يصلّي ، فلم يتمّ ركوعه ولا سجوده! فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقر كنقر الغراب ، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتنّ على غير ديني» (١).

[٢ / ٦٩٥٥] وروى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «دخل رجل مسجدا فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخفّف سجوده دون ما ينبغي ودون ما يكون من السجود ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نقر كنقر الغراب ، لو مات هذا على هذا مات على غير دين محمّد» (٢).

[٢ / ٦٩٥٦] وروى أبو جعفر البرقي بالإسناد إلى عبد الله بن ميمون القدّاح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «أبصر الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام رجلا ينقر صلاته! فقال : منذكم صلّيت بهذه الصلاة؟ فقال الرجل : منذ كذا وكذا. فقال : مثلك عند الله كمثل الغراب إذا نقر ، لو متّ متّ على غير ملّة أبي القاسم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ثمّ قال عليه‌السلام : إنّ أسرق الناس من سرق صلاته» (٣).

قوله تعالى : (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)

اختلفوا في ذلك اختلافا بيّنا.

[٢ / ٦٩٥٧] أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيّب قال : كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا ، وشبّك بين أصابعه (٤).

غير أنّ المعروف عند أئمّة أهل البيت والنخبة من الصحابة والتابعين : أنّها الظهر ، وإليك ما ورد في ذلك :

[٢ / ٦٩٥٨] روى ثقة الإسلام الكليني بأسانيده عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن الإمام أبي جعفر عليه‌السلام في حديث طويل ، قال : «والصلاة الوسطى ، هي صلاة الظهر ، وهي أوّل صلاة

__________________

(١) الكافي ٣ : ٢٦٨ / ٦ ؛ المحاسن ١ : ٧٩ / ٥ ؛ التهذيب ٢ : ٢٣٩ / ٩٤٨.

(٢) عقاب الأعمال : ٢٢٩ ؛ الأمالي : ٥٧١ / ٧٧٧ ـ ٨ ؛ الوسائل ٤ : ٣٧ / ٦.

(٣) المحاسن ١ : ٨٢ / ١١ ؛ الوسائل ٤ : ٣٦ / ٢.

(٤) الطبري ٢ : ٧٦٧ / ٤٢٧٨ ؛ الدرّ ١ : ٧١٨ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣١٥ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠١.

١٠١

صلّاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي وسط النهار ووسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر» (١).

[٢ / ٦٩٥٩] روى ابن بابويه الصدوق بالإسناد إلى محمّد بن أبي عمير عن أبي المغرا حميد بن المثنّى العجلي عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر ، وهي أوّل صلاة أنزلها الله على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

[٢ / ٦٩٦٠] وهكذا روى العيّاشي بالإسناد إلى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «الوسطى هي الظهر» (٣).

[٢ / ٦٩٦١] وأيضا عن زرارة ومحمّد بن مسلم أنّهما سألا أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)؟ قال : «صلاة الظهر» (٤).

[٢ / ٦٩٦٢] وعن محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «الصلاة الوسطى هي الوسطى من النهار وهي الظهر ، قال (٥) : وإنّما يحافظ أصحابنا على الزوال من أجلها» (٦).

[٢ / ٦٩٦٣] وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : («الصَّلاةِ الْوُسْطى) : الظهر. و (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) : إقبال الرجل على صلاته ومحافظته على وقتها حتّى لا يلهيه عنها ولا يشغله شيء» (٧).

[٢ / ٦٩٦٤] وأخرج ابن المنذر من طريق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن حسين عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «الصلاة الوسطى هي الظهر» (٨).

[٢ / ٦٩٦٥] وأخرج ابن جرير عن أبي سعيد الخدري قال : صلاة الظهر هي الصلاة الوسطى (٩).

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٢٣٦ ـ ٢٣٧ / ٩٣٤ ؛ الكافي ٣ : ٢٧١ ـ ٢٧٢ / ١ ، كتاب الصلاة ، باب فرض الصلاة ؛ التهذيب ٢ : ٢٤١ / ٩٥٤ ـ ٢٣ ، كتاب الصلاة ؛ العيّاشي ١ : ١٤٦ ـ ١٤٧ / ٤١٧ ؛ الفقيه ١ : ١٩٥ ـ ١٩٦ / ٦٠٠ ، باب فرض الصلاة ؛ العلل ٢ : ٣٥٤ ـ ٣٥٥ / ١ ، باب ٦٧ ؛ البرهان ١ : ٥٠٨ / ١ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٣٦٧ ؛ الصافي ١ : ٤١٩ ـ ٤٢٠ ؛ البحار ٧٩ : ٢٨٣ ـ ٢٨٤.

(٢) معاني الأخبار : ٣٣١ / ١ ؛ البحار ٧٩ : ٢٨٧ / ٨ ، باب ٣ ؛ الوسائل ٤ : ٢٢ / ٢.

(٣) العيّاشي ١ : ١٤٦ / ٤١٦ ؛ البحار ٧٩ : ٢٨٨ / ١٢. (٤) العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤١٨ ؛ البحار ٧٩ : ٢٨٩ / ١٣.

(٥) ولعلّ القائل هو محمّد بن مسلم ، استنادا إلى قول الإمام.

(٦) العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤٢٠ ؛ البحار ٧٩ : ٢٨٩ / ١٥. (٧) العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤١٩ ؛ الوسائل ٤ : ٢٣ / ٥.

(٨) الدرّ ١ : ٧٢١ ؛ كنز العمّال ٢ : ٣٦٢ / ٤٢٥٤.

(٩) الدرّ ١ : ٧٢١ ؛ الطبري ٢ : ٧٦١ ، بعد رقم ٤٢٥٢ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨ ؛ البغوي ١ : ٣٢٢ ، عن جماعة منهم أبي سعيد

١٠٢

[٢ / ٦٩٦٦] وأخرج عبد بن حميد عن مكحول : أنّ رجلا أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسأله عن الصلاة الوسطى؟ فقال : «هي أوّل صلاة تأتيك بعد صلاة الفجر» (١).

[٢ / ٦٩٦٧] وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة في المصنّف والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وأبو يعلى والروياني والضياء المقدّسي في المختارة والبيهقي من طريق الزبرقان عن زهرة بن معبد قال : كنّا جلوسا عند زيد بن ثابت ، فأرسلوا إلى أسامة فسألوه عن الصلاة الوسطى؟ فقال : هي الظهر ، كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّيها بالهجير (٢).

[٢ / ٦٩٦٨] وأخرج أحمد وابن المنيع والنسائي وابن جرير والشاشي والضياء من طريق الزبرقان عن ابن معبد قال : إنّ رهطا من قريش مرّ بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون ، فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى؟ فقال : هي الظهر ، ثمّ انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه ، فقال : هي الظهر ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يصلّي الظهر بالهجير ، فلا يكون وراءه إلّا الصفّ والصفّان والناس في قائلتهم وتجارتهم ، فأنزل الله : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لينتهينّ رجال أو لأحرقنّ بيوتهم» (٣).

__________________

ـ الخدري ؛ القرطبي ٣ : ٢٠٩ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٢٧ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣١٦ ، عن جماعة منهم أبي سعيد الخدري ؛ الوسيط ١ : ٣١٥ ، عن جماعة منهم أبي سعيد الخدري.

(١) الدرّ ١ : ٧٢٠ ؛ كنز العمّال ٧ : ٣٧٥ / ١٩٣٥٢.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٠ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٤٨ / ٢٣٧٣ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨ ؛ القرطبي ٣ : ٢٠٩ ؛ الطيالسي : ٨٧ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٧ / ٧ ، باب ٣٣٤ ؛ التاريخ الكبير ٣ : ٤٣٤ / الترجمة ١١٤٦ ؛ البيهقي ١ : ٤٥٨ ، باب صلاة الوسطى ؛ النسائي ١ : ١٥٢ ـ ١٥٣ / ٣٦١.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٠ ؛ مسند أحمد ٥ : ٢٠٦ ؛ النسائي ١ : ١٥٢ ـ ١٥٣ / ٣٦١ ، باب ٢٥ ، بلفظ : «عن الزبرقان عن زهرة قال : كنّا جلوسا مع زيد بن ثابت فسئل عن صلاة الوسطى فقال : هي صلاة الظهر. فمرّ علينا أسامة بن زيد فسألناه فقال : هي الظهر ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّيها بالهجير» ؛ الطبري ٢ : ٧٦٢ / ٤٢٥٥ ، بلفظ : «عن الزبرقان قال : إنّ رهطا من قريش مرّ بهم زيد بن ثابت ، فأرسلوا إليه رجلين يسألانه عن الصلاة الوسطى ، فقال زيد : هي الظهر ، فقام رجلان منهم فأتيا أسامة بن زيد فسألاه عن الصلاة الوسطى ، فقال : هي الظهر ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يصلّي بالهجير ، فلا يكون وراءه الصفّ والصفّان ، الناس يكونون في قائلتهم وفي تجارتهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لقد هممت أن أحرق ـ على أقوام لا ـ يشهدون الصلاة ـ بيوتهم» قال : فنزلت هذه الآية : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨ بلفظ أحمد في مسنده ، قال ابن كثير : والزبرقان هو ابن عمرو بن أمية الضمري لم يدرك أحدا من الصحابة ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣١٦ ، بالاختصار.

١٠٣

[٢ / ٦٩٦٩] وأخرج النسائي والطبراني من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب قال : كنت مع قوم اختلفوا في الصلاة الوسطى وأنا أصغر القوم ، فبعثوني إلى زيد بن ثابت لأسأله عن الصلاة الوسطى ، فأتيته فسألته فقال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّي الظهر بالهاجرة والناس في قائلتهم وأسواقهم ، فلم يكن يصلّي وراء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا الصفّ والصفّان ، فأنزل الله : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لينتهينّ أقوام أو لأحرقنّ بيوتهم» (١).

[٢ / ٦٩٧٠] وقال الطبرسي : ذكر بعض أئمّة الزيديّة أنّها الجمعة يوم الجمعة ، والظهر سائر الأيّام ، ورواه عن عليّ عليه‌السلام (٢).

[٢ / ٦٩٧١] وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي من طريق قتادة عن سعيد بن المسيّب عن ابن عمر عن زيد بن ثابت قال : الصلاة الوسطى صلاة الظهر (٣).

[٢ / ٦٩٧٢] وأخرج ابن جرير في تهذيبه من طريق عبد الرحمان بن أبان عن أبيه عن زيد بن ثابت في حديث يرفعه قال : الصلاة الوسطى صلاة الظهر (٤).

[٢ / ٦٩٧٣] وأخرج مالك وعبد الرزّاق وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٠ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥ ـ ١٩٦ ؛ النسائي ١ : ١٥٣ / ٣٦٢ ، باب ٢٥ ؛ الكبير ٥ : ١٢١ / ٤٨٠٨.

(٢) مجمع البيان ٢ : ١٢٧ ، وزاد : «ويدلّ عليه سبب نزول هذه الآية وهو أنّها وسط النهار ، وأوّل صلاة فرضت» ؛ الصافي ١ : ٤٢٠.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢١ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٨ / ٩ و ١٠ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٦١ / بعد ٤٢٥٠ ؛ البيهقي ١ : ٤٥٩ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨ ؛ القرطبي ٣ : ٢٠٩ ؛ البغوي ١ : ٣٢٢ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٢٧ ؛ وفيه : «عن زيد بن ثابت وابن عمر وأبي سعيد الخدري وأسامة وعائشة ، وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه‌السلام» ؛ التبيان ٢ : ٢٧٥ ؛ وفيه : «عن زيد بن ثابت وابن عمر ، وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه‌السلام» ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣١٦ ؛ الوسيط ١ : ٣٥١.

(٤) الدرّ ١ : ٧٢٠ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨.

١٠٤

تاريخه وابن جرير وابن المنذر من طرق عن زيد بن ثابت قال : الصلاة الوسطى صلاة الظهر (١).

[٢ / ٦٩٧٤] وأخرج عبد الرزّاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن حرملة مولى زيد بن ثابت قال : تمارى زيد بن ثابت وأبيّ بن كعب في الصلاة الوسطى ، فأرسلاني إلى عائشة فسألتها أيّ صلاة هي؟ فقالت : الظهر. فكان زيد يقول : هي الظهر ، فلا أدري عنها أخذه أو عن غيرها! (٢)

[٢ / ٦٩٧٥] وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عمر قال : الصلاة الوسطى الظهر (٣).

[٢ / ٦٩٧٦] وأخرج الطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات عن ابن عمر ، أنّه سئل عن الصلاة الوسطى؟ فقال : كنّا نتحدّث أنّها الصلاة الّتي وجّه فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى القبلة : الظهر! (٤)

[٢ / ٦٩٧٧] وأخرج ابن جرير عن نافع بن يزيد ، قال : حدّثني الوليد بن أبي الوليد أنّ سلمة بن أبي مريم حدّثه أنّ نفرا من قريش أرسلوا إلى عبد الله بن عمر يسألونه عن الصلاة الوسطى؟ فقال له :

هي الّتي على أثر صلاة الضحى. فقالوا له : ارجع واسأله. فما زادنا إلّا عيّا بها ، فمرّ بهم عبد الرحمان بن أفلح مولى عبد الله بن عمر ، فأرسلوا إليه أيضا فقال : هي الّتي توجّه فيها رسول الله إلى القبلة (٥).

[٢ / ٦٩٧٨] وأخرج البيهقي وابن عساكر من طريق سعيد بن المسيّب : أنّه كان قاعدا وعروة بن الزبير وإبراهيم بن طلحة ، فقال سعيد بن المسيّب : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : الصلاة الوسطى

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢١ ؛ الموطّأ ١ : ١٣٩ / ٢٧ ، باب ٨ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ١ : ٥٧٧ / ٢١٩٩ و ٢١٩٨ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٣٨٩ / ٢٢ ، باب ٣٣٤ ؛ مسند أحمد ٥ : ١٨٣ ؛ التاريخ الكبير ٣ : ٤٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٠ / ٤٢٤٨ ـ ٤٢٥٠ ؛ مسند أبي داوود الطيالسي : ٨٧ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨ ؛ القرطبي ٣ : ٢٠٩ ؛ الوسيط ١ : ٣٥١.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢١ ؛ المصنّف ١ : ٥٧٧ ـ ٥٧٨ / ٢٢٠٠ ، بلفظ : «عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال : أرسل زيد بن ثابت مولاه حرملة إلى عائشة يسألها عن الصلاة الوسطى قالت : هي الظهر ، قالت : فكان زيد يقول : هي الظهر ، فلا أدري أعنها أخذه أم غيرها!» ؛ كنز العمّال ٢ : ٣٧٠ / ٤٢٧٦.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢١ ؛ الطبري ٢ : ٧٦١ / ٤٢٥١ ، بلفظ : «عن عبد الله بن عمر أنّه سئل عن الصلاة الوسطى؟ قال : هي الّتي على أثر الضحى» ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨ ، قال ابن كثير : «وممّن روي عنه أنّها الظهر ابن عمر وأبو سعيد وعائشة على اختلاف عنهم وهو قول عروة بن الزبير وعبد الله بن شدّاد بن الهاد ورواية عن أبي حنيفة» ؛ وكذا القرطبي ٣ : ٢٠٩ ، وأبو الفتوح ٣ : ٣١٦ ، والتبيان ٢ : ٢٧٥ ، ومجمع البيان ٢ : ١٢٧ ، كلّهم عن جماعة منهم ابن عمر.

(٤) الدرّ ١ : ٧١٩ ؛ الأوسط ١ : ٨٣ / ٢٤٠ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٣٠٩ ، قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثّقون.

(٥) الطبري ٢ : ٧٦١ / ٤٢٥٢.

١٠٥

هي صلاة الظهر! قال : فمرّ علينا ابن عمر فقال عروة : أرسلوا إلى ابن عمر فاسألوه ، فأرسلنا إليه غلاما فسأله ثمّ جاء الرسول فقال : هي صلاة الظهر. فشككنا في قول الغلام ، فقمنا جميعا فذهبنا إلى ابن عمر ، فسألناه فقال : هي صلاة الظهر (١).

[٢ / ٦٩٧٩] وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال : الصلاة الوسطى هي الظهر ، قبلها صلاتان وبعدها صلاتان (٢).

***

وأمّا مستند القائلين بأنّ الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، فهي عدّة روايات متضاربة بعضها مع البعض. فمنها ما ورد عن حفصة أنّها أمرت أن يكتب في مصحفها : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر». وفي بعضها : «وهي صلاة العصر». غير أنّ الأكثر رواية : «وصلاة العصر» عطفا على الصلاة الوسطى ، وهي تدلّ على أنّها غير الوسطى ، لكنّها مثلها في الأهمّيّة. قال أبو عبيد القاسم بن سلّام : من قرأها بغير واو ، فقد تبيّن أنّه جعلها العصر نفسها. ومن قرأها : «وصلاة العصر» جعل الوسطى غير العصر (٣).

وإليك المأثور عنها تباعا على الترتيب :

أمّا القسم الأوّل :

[٢ / ٦٩٨٠] فقد أخرج ابن جرير عن أبي بشر عن سالم عن حفصة ، أنّها أمرت رجلا يكتب لها مصحفا ، فقالت : إذا بلغت هذا المكان فأعلمني فلمّا بلغ : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) قالت : اكتب صلاة العصر (٤).

وأمّا القسم الثاني :

[٢ / ٦٩٨١] فقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق نافع عن حفصة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّها قالت لكاتب مصحفها : إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني حتّى أخبرك بما سمعت

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٠ ـ ٧٢١ ؛ البيهقي ١ : ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ؛ ابن عساكر ٧ : ١٤٢ / الترجمة ٤٩٦ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٠ ـ ٧٦١ / ٤٢٥٠.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٢ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٩ / ٢٣ ، باب ٣٣٤.

(٣) فضائل القرآن : ١٦٦ ـ ١٦٧.

(٤) الطبري ٢ : ٧٥٣ / ٤٢٢٥ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٦ ، أخرجه عن نافع.

١٠٦

من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبرها ، قالت : اكتب ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وهي صلاة العصر (١).

[٢ / ٦٩٨٢] وأخرج ابن جرير والطحاوي والبيهقي عن عمرو بن رافع قال : كان مكتوبا في مصحف حفصة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وهي صلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)(٢).

والقسم الثالث ـ وهو الأكثر ـ :

[٢ / ٦٩٨٣] ما أخرجه ابن جرير عن سالم بن عبد الله ، أنّ حفصة أمرت إنسانا فكتب مصحفا ، فقالت : إذا بلغت هذه الآية : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فآذنّي! فلمّا بلغ آذنها ، فقالت : اكتب : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (٣).

[٢ / ٦٩٨٤] وأخرج ابن أبي داوود في المصاحف من طريق نافع عن ابن عمر عن حفصة أنّها قالت لكاتب مصحفها : إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني حتّى أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا أخبرها قالت : اكتب ، إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (٤).

[٢ / ٦٩٨٥] وأخرج مالك وأبو عبيد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن عمرو بن رافع قال : كنت أكتب مصحفا لحفصة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فلمّا بلغتها آذنتها ، فأملت عليّ : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) ، وقالت : أشهد أنّي سمعتها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥).

[٢ / ٦٩٨٦] وأخرج عبد الرزّاق عن نافع : أنّ حفصة دفعت مصحفا إلى مولى لها يكتبه ، وقالت : إذا بلغت هذه الآية : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فآذنّي ، فلمّا بلغها جاءها فكتبت

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٨ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٣ / ٤٢٢٦.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٣ / ٤٢٥٩ ؛ البيهقي ١ : ٤٦٢.

(٣) الطبري ٢ : ٧٦٣ / ٤٢٥٦ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٠.

(٤) الدرّ ١ : ٧٢٣ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٣ / ٤٢٥٨.

(٥) الدرّ ١ : ٧٢٢ ؛ الموطّأ ١ : ١٣٩ / ٢٦ ؛ فضائل القرآن : ١٦٥ / ١٢ ـ ٥٠ ؛ مسند أبي يعلى ١٣ : ٥٠ / ٧١٢٩ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٣ بعد رقم ٤٢٥٩ ؛ المصاحف : ٨٥ و ٨٦ ؛ البيهقي ١ : ٤٦٢.

١٠٧

بيدها : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (١).

[٢ / ٦٩٨٧] وأخرج عبد الرزّاق والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن أبي داوود في المصاحف عن أبي رافع مولى حفصة قال : استكتبتني حفصة مصحفا فقالت : إذا أتيت على هذه الآية فتعال حتّى أمليها عليك كما أقرئتها ، فلّما أتيت على هذه الآية : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) قالت : اكتب : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر ، فلقيت أبيّ بن كعب فقلت : أبا المنذر ، إنّ حفصة قالت : كذا وكذا. فقال : هو كما قالت ، أو ليس أشغل ما نكون عند صلاة الظهر في غنمنا ونواضحنا؟ (٢)

[٢ / ٦٩٨٨] وأخرج البيهقي عن نافع قال : أمرت حفصة بمصحف يكتب لها ، فقالت للّذي يكتب : إذا أتيت على ذكر الصلاة فذر موضعها حتّى أعلمك ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ. ففعل ، فكتب : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (٣).

[٢ / ٦٩٨٩] وأخرج ابن جرير عن نافع أنّ حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفا فقالت : إذا بلغت هذه الآية : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فلا تكتبها حتّى أمليها عليك كما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأها. فلمّا بلغها أمرته فكتبها : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) قال نافع : فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه «الواو» (٤).

***

وهكذا رووا عن عائشة بمثل ما رووا عن حفصة من اختلاف الرواية عنها : فمن القسم الأوّل :

[٢ / ٦٩٩٠] ما أخرجه الثعلبي عن هشام عن عروة عن أبيه ، قال : كان في مصحف عائشة :

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٢ ؛ المصنّف ١ : ٥٧٨ / ٢٢٠٢.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢١ ؛ المصنّف ١ : ٥٧٩ / ٢٢٠٤ ، بلفظ : «عن داوود بن قيس أنّه سمع عبد الله بن رافع يقول : أمرتني أمّ سلمة أن أكتب لها مصحفا وقالت : إذا بلغت : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فأخبرني ، فأخبرتها ، فقالت : اكتب : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)» ؛ التاريخ الكبير ٥ : ٢٨١ ـ ٢٨٢ / الترجمة ٩١٤ ؛ المصاحف : ٨٧ ، وفيه «ابن رافع» بدل «أبي رافع» ؛ الطبري ٢ : ٧٦٢ / ٤٢٥٣.

(٣) البيهقي ١ : ٤٦٢.

(٤) الطبري ٢ : ٧٦٣ / ٤٢٥٧ و ٤٢٥٩.

١٠٨

(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) صلاة العصر ، (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ). قال : وهكذا يقرأها أبيّ بن كعب وعبيد بن عمير (١).

[٢ / ٦٩٩١] وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد عن زياد بن أبي مريم ، أنّ عائشة أمرت بمصحف لها أن يكتب وقالت : إذا بلغتم (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) فلا تكتبوها حتّى تؤذنوني ، فلمّا أخبروها أنّهم قد بلغوا قالت : اكتبوها : الصلاة الوسطى صلاة العصر (٢).

[٢ / ٦٩٩٢] وأخرج ابن أبي داوود عن قبيصة بن ذؤيب قال : في مصحف عائشة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) صلاة العصر (٣).

[٢ / ٦٩٩٣] وأخرج وكيع عن حميدة قالت : قرأت في مصحف عائشة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) صلاة العصر (٤).

ومن القسم الثاني :

[٢ / ٦٩٩٤] ما أخرجه ابن جرير عن عروة قال : كان في مصحف عائشة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وهي صلاة العصر (٥).

ومن القسم الثالث الأكثر :

[٢ / ٦٩٩٥] ما أخرجه مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي داوود وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن أبي يونس مولى عائشة قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ، وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى). فلمّا بلغتها آذنتها ، فأملت عليّ : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)

__________________

(١) الثعلبي ٢ : ١٩٦.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ سنن سعيد بن منصور ٣ : ٩١٣ / ٤٠١ ، وقال : سنده ضعيف.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ المصاحف : ٨٤ ـ ٨٥.

(٤) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٢ / ٤٢١٧ ، بلفظ : «عن حميدة ابنة أبي يونس مولاة عائشة ، قالت : أوصت عائشة لنا بمتاعها ، فوجدت في مصحف عائشة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وهي العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)».

(٥) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٢ / ٤٢٢٠ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٠ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ١ : ٥٧٨ / ٢٢٠١ ، وفيه : عن هشام بن عروة قال : قرأت في مصحف عائشة ....

١٠٩

وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) ، وقالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

[٢ / ٦٩٩٦] وأخرج عبد الرزّاق وابن أبي داوود عن هشام بن عروة ، قال : قرأت في مصحف عائشة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)(٢).

[٢ / ٦٩٩٧] وأخرج عبد الرزّاق وابن جرير وابن أبي داوود في المصاحف وابن المنذر عن أمّ حميد بنت عبد الرحمان. أنّها سألت عائشة عن الصلاة الوسطى؟ فقالت : كنّا نقرأها في الحرف الأوّل على عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)(٣).

ومن الغريب ما أخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر ـ واللفظ للأوّل ـ :

[٢ / ٦٩٩٨] عن عبد الله بن رافع عن أمّ سلمة : أنّها استكتبت مصحفا ، فلمّا بلغت : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) قالت : اكتب العصر (٤).

[٢ / ٦٩٩٩] وأخرج وكيع وابن أبي شيبة في المصنّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داوود في المصاحف وابن المنذر عن عبد الله بن رافع عن أمّ سلمة : أنّها أمرته أن يكتب لها مصحفا ، فلمّا بلغت : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) قالت : اكتب : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)(٥).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٢ ؛ الموطّأ ١ : ١٣٨ ـ ١٣٩ / ٢٥ ، باب ٨ ؛ مسند أحمد ٦ : ٧٣ ؛ مسلم ٢ : ١١٢ ، كتاب الصلاة ؛ أبو داوود ١ : ١٠١ ـ ١٠٢ / ٤١٠ ، باب ٥ ؛ الترمذي ٤ : ٢٨٥ / ٤٠٦٥ ، كتاب التفسير ؛ النسائي ١ : ١٥٤ / ٣٦٦ ، باب ٢٧ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٣ / ٤٢٦٠ ؛ المصاحف : ٨٤ ؛ البيهقي ١ : ٤٦٢ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٠ ؛ البغوي ١ : ٣٢٣ / ٢٧٦.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٢ ؛ المصنّف ١ : ٥٧٨ / ٢٢٠١ ؛ المصاحف : ٨٣ ، أخرجه عن هشام عن أبيه ، قال : كان مكتوبا في مصحف عائشة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)» وصلاة العصر ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٦ ، وزاد : «وهكذا كان يقرأها أبيّ بن كعب وعبيد بن عمير».

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٢ ؛ المصنّف ١ : ٥٧٨ / ذيل ٢٢٠٢ ، وفيه : «العهد الأوّل» بدل قوله «الحرف الأوّل» ؛ الطبري ٢ : ٧٥٢ / ٤٢١٨.

(٤) المصنّف ٢ : ٣٨٧ / ٥ ، باب ٣٣٤ ؛ الدرّ ١ : ٧٢٣ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨.

(٥) الدرّ ١ : ٧٢٣ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٧ / ٥ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٣ / ٤٢٢١.

١١٠

هذا ، وثبت بطريق آخر عن عبد الله بن نافع ، (١) وقد ضعّفه ابن معين. وقال ابن المديني : يروي أحاديث منكرة. وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، قال : وهو أضعف ولد نافع. وقال البخاري : منكر الحديث. وقال النسائي : متروك الحديث. وقال في موضع : ليس بثقة. وقال ابن حبّان : كان يخطىء ولا يعلم. إلى آخر سماته الّتي شهر بها (٢). فهل يا ترى يجوز الاستناد إلى أخبار مثله في السقوط والابتذال. وبحقّ قال ابن حبّان : لا يحتجّ بأخباره الّتي لم يوافق فيها الثقات (٣) فكيف إذا خالف صريح القرآن ، الّذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(٤).

***

وبعد فالّذي نستخلصه من هذه الروايات المتضاربة ، هو الترجيح مع القسم الثالث الأكثر ، بزيادة الواو ، الدالّة على أنّها عطف على الوسطى ، دليلا على أهمّيتها أيضا كالظهر (٥). والروايات من القسمين الأوّل والثاني لعلّها من أثر التصحيف أو التحريف في النقل ، كما نستبعد تشابه ما حدث بشأن حفصة وعائشة معا ؛ ومن المحتمل القريب أنّه من خلط الرواة ، وقد التبس عليهم الأمر في ذلك. وعلى أيّ تقدير فإنّ أكثريّة هذه الروايات ، كانت دلالتها على أنّ الصلاة الوسطى هي الظهر ، أقرب من دلالتها على أنّها العصر ، ومن ثمّ فالّذي يترجّح كفّة الميزان ، هو القول بأنّها الظهر على ما عرفت.

***

وهكذا اغترّ بعضهم فقرأ الآية : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين».

[٢ / ٧٠٠٠] أخرج ابن جرير عن عطاء ، قال : كان عبيد بن عمير يقرأ : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين» (٦).

__________________

(١) كنز العمّال ٢ : ٣٧٠ ـ ٣٧١ / ٤٢٧٧.

(٢) تهذيب التهذيب لابن حجر ٦ : ٥٣ / ١٠٠.

(٣) المصدر.

(٤) فصّلت ٤١ : ٤٢.

(٥) وسيأتي الحديث عن ذلك.

(٦) الطبري ٢ : ٧٦٤ / ٤٢٦٢ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٦ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٣٨٨ / ٢٠ ، باب ٣٣٤ ، بلفظ : «عن عطاء عن عبيد بن عمير أنّه كان يقول : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، صلاة العصر ...».

١١١

[٢ / ٧٠٠١] وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر أنّه قرأ : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر» (١).

[٢ / ٧٠٠٢] وأخرج المحاملي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان قال : سمعت السائب بن يزيد تلا هذه الآية : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر» (٢).

وأمّا إسناد ذلك إلى ابن عبّاس فيما أخرجه.

[٢ / ٧٠٠٣] أبو عبيد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن جرير والطحاوي من طريق رزين بن عبيد ، أنّه سمع ابن عبّاس يقرأها : «والصلاة الوسطى صلاة العصر» (٣).

[٢ / ٧٠٠٤] وما أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داوود والبيهقي في سننه من طريق عمير بن يريم ، أنّه سمع ابن عبّاس قرأ هذا الحرف : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر» (٤).

فلا شكّ أنّه مكذوب عليه ، فضلا عن جهالة الراوي ، فإنّ رزين بن عبيد ، لم يعرف. وكذا عمير بن يريم أو عمير بن مريم ، مجهولان. ولعلّه تصحيف عن هبيرة بن يريم كما في الطبري والسنن الكبرى للبيهقي. وهو : هبيرة بن يريم ـ على وزان عظيم ـ الشيباني ويقال : الخارفي أبو الحارث الكوفي. كانت له هفوة أيّام المختار. قال أبو حاتم : شبيه بالمجهول (٥). أي وثاقته غير ثابتة.

***

وإليك من سائر الروايات :

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٨.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ أمالي المحاملي : ٣٦٧.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ فضائل القرآن : ١٦٦ / ١٧ ـ ٥٠ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٤ ، بعد رقم ٤٢٣٢ ، بلفظ : «عن رزين بن عبيد قال : سمعت ابن عبّاس يقول : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. قال : صلاة العصر» ؛ التاريخ الكبير ٣ : ٣٢٤ / ١٠٩٧ ، باب رزين ، بلفظ : عن ابن عبّاس : الوسطى العصر.

(٤) الدرّ ١ : ٧٢٣ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٨ / ١٥ ، باب ٣٣٤ ، بلفظ : «عن عمير بن نعيم قال : سمعت ابن عبّاس يقول : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، صلاة العصر» ؛ الطبري ٢ : ٧٦٤ / ٤٢٦١ ، وفيه : (هبيرة بن يريم) ؛ البيهقي ١ : ٤٦٣ ، كتاب الصلاة وفيه : (هبيرة بن يريم) ؛ المصاحف لابن أبي داوود : ٧٧ وفيه : (عمير بن يريم).

(٥) المغني في الضعفاء ـ لشمس الدين الذهبي ٢ : ٧٠٨ / ٦٧٣٤.

١١٢

فمنها حادث نسيان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه الظهرين يوم الخندق أو انشغاله عنهما ، الأمر الّذي لا نكاد نصدّقه ، كيف وشدّة اهتمامه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه الكرام ، بفريضة الصلاة ، حتّى في أشدّ الأحوال ، وفي شدّة أوزار الحرب ، ومن الممكن إتيانها بصورة أخفّ ، ولا تسقط الصلاة بحال.

فمن المؤسف إدراج مثل هاتيك الروايات في المجاميع الحديثيّة :

[٢ / ٧٠٠٥] أخرج عبد الرزّاق وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن زرّ قال : قلت لعبيدة : سل عليّا عن صلاة الوسطى. فسأله فقال : كنّا نراها الفجر ، حتّى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم الأحزاب : «شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا» (١).

[٢ / ٧٠٠٦] وأخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود قال : حبس المشركون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن صلاة العصر حتّى احمرّت الشمس أو اصفرّت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا (٢).

[٢ / ٧٠٠٧] وأخرج الطبراني عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نسي الظهر والعصر يوم الأحزاب ؛ فذكر بعد المغرب فقال : اللهمّ من حبسنا عن الصلاة الوسطى فاملأ بيوتهم نارا (٣).

__________________

(١) البخاري ٣ : ٢٣٣ كتاب الجهاد والسير ، و ٥ : ٤٨ كتاب المغازي ؛ مسلم ٢ : ١١١ و ١١٢ ؛ أبو داوود ١ : ١٠١ / ٤٠٩ ، باب ٥ ؛ الترمذي ٤ : ٢٨٦ / ٤٠٦٨ ، كتاب التفسير ؛ ابن ماجة ١ : ٢٢٤ / ٦٨٤ ، باب ٦ ؛ النسائي ١ : ١٥٢ / ٣٦٠ ، باب ٢٤ ؛ البيهقي ١ : ٤٥٩ ؛ مسند البزّار ٢ : ١٨١ / ٥٥٨ ، و ١٧٨ / ٥٥٥ ؛ كنز العمّال ٢ : ٣٧٣ / ٤٢٨٥ ؛ مسند أحمد ١ : ١٢٢ و ١٣٧ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ١ : ٥٧٦ / ٢١٩٢ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٣٨٧ / ٢ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٦ / بعد ٤٢٣٧ ؛ البغوي ١ : ٣٢٣ ـ ٣٢٤ / ٢٧٧ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣١٧ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٤٨ / ٢٣٧٤ ؛ الدرّ ١ : ٧٢٤.

(٢) مسلم ٢ : ١١٢ ؛ الترمذي ٤ : ٢٨٦ / ٤٠٦٩ ، كتاب التفسير ؛ ابن ماجة ١ : ٢٢٤ / ٦٨٦ ، باب ٦ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٥ و ٧٥٧. وفيه : «حتّى اصفرّت أو احمرّت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقلوبهم نارا ، أو قال : حشا الله قلوبهم وبيوتهم نارا» ؛ البيهقي ١ : ٤٦٠ ؛ الدرّ ١ : ٧٢٤.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٥ ؛ الكبير ١٠ : ٢٩٧ / ١٠٧١٧ ، وفيه : «فذكر بعد المغرب فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : شغلونا عن الصلاة حتّى ذهب النهار أدخل الله قبورهم نارا ، فصلّاها بعد المغرب» ؛ مجمع الزوائد ١ : ٣٢٣ ، قال الهيثمي : فيه ابن لهيعة وهو ضعيف.

١١٣

[٢ / ٧٠٠٨] وأخرج البزّار عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الأحزاب : شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا (١).

[٢ / ٧٠٠٩] وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن أمّ سلمة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : شغلونا عن الصلاة الوسطى ـ صلاة العصر ـ ملأ الله أجوافهم وقلوبهم نارا (٢).

[٢ / ٧٠١٠] وأخرج البزّار عن جابر : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم الخندق : ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتّى غابت الشمس (٣).

[٢ / ٧٠١١] وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني من طريق مقسم وسعيد بن جبير عن ابن عبّاس ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم الخندق : شغلونا عن الصلاة الوسطى حتّى غابت الشمس ، ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا (٤).

إلى غير ذلك من روايات لا نكاد تصدّقها في شيء.

***

وهناك روايات عن بعض الصحابة والتابعين ، يرون الصلاة الوسطى هي العصر ، لكنّها تناقض ما سبق عنهم من كونها هي الظهر ، وإليك منها :

[٢ / ٧٠١٢] أخرج وكيع والفريابي وسفيان بن عيينة وسعيد بن منصور ومسدّد في مسنده وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب من طرق عن علّي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : الصلاة الوسطى صلاة العصر الّتي فرط فيها (٥) سليمان حتّى توارت بالحجاب (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٥ ؛ مسند البزّار ٧ : ٣٠٨ / ٢٩٠٦ ، وزاد : يعني صلاة العصر ؛ مختصر زوائد مسند البزّار ١ : ١٩٥ / ٢٣١ ، كتاب الصلاة ، وزاد : يعني صلاة العصر ؛ مجمع الزوائد ١ : ٣٠٩.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٥ ؛ الكبير ٢٣ : ٣٤١ / ٧٩٣ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، قال الهيثمي : فيه مسلم بن الملائي الأعور وهو ضعيف.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٥ ؛ مختصر زوائد مسند البزّار ١ : ١٩٥ / ٢٣٢ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٣٠٩.

(٤) الدرّ ١ : ٧٢٥ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٨ ، بعد رقم ٤٢٤٠ ؛ الكبير ١٢ : ٢١ / ١٢٣٦٨ ، وليس فيه قوله : «حتّى غابت الشمس» ؛ القرطبي ٣ : ٢١٣.

(٥) أي قصّر.

(٦) الدرّ ١ : ٧٢٧ ـ ٧٢٨ ؛ سنن سعيد بن منصور ٣ : ٨٩٢ / ٣٩٤ ، بلفظ : «عن أبي حيّان التيمي عن أبيه قال : سأل رجل

١١٤

قلت : هذه الرواية ـ فضلا عن مضادّتها لما سبق عنه عليه‌السلام أنّ الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر ، فيها إشارة إلى قصّة اسطوريّة تمسّ جانب قداسة أنبياء الله العظام :

ذكروا أنّ سليمان كانت تعجبه الخيل ، فعرضت عليه الصافنات الجياد (١) وشغلته عن صلاة العصر حتّى فات وقتها وغربت الشمس. فطلب من الله عودتها فأعادها الله عليه فصلّى العصر ، ثمّ عاد إلى الخيل فطفق مسحا بالسوق والأعناق (٢).

والصحيح أنّ سليمان كان له ورد بذكر الله بالعشيّ والإبكار (٣). ولمّا عرضت عليه الخيل بالعشيّ وطال الأمد ، انشغل عن ورده حتّى غربت الشمس وفات الوقت الّذي كان أخذه عادة له في تسبيحه كلّ يوم عند العشيّ ، وكان السّوّاس قد أرجعوا الخيول إلى اصطبلاتها ، لمّا رأوا من حزن سليمان على ذلك الفوات ، ثمّ بعد ما رجع سليمان إلى حالته الأولى ، أمر السوّاس بإرجاع الخيول كي يكمل الاستعراض.

***

وهكذا رووا عن جماعة من الصحابة والتابعين أنّهم قالوا : إنّها صلاة العصر :

[٢ / ٧٠١٣] أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : الوسطى هي العصر (٤).

[٢ / ٧٠١٤] وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن حبّان من طرق عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصلاة الوسطى صلاة العصر (٥).

__________________

ـ عليّا عليه‌السلام عن صلاة الوسطى؟ فلم يردّ عليه شيئا ، وأقيمت صلاة العصر ، فلمّا فرغ قال : «أين السائل عن الصلاة الوسطى؟

قال : أنا هذا ، قال : هي هذه الصلاة». قال : سنده صحيح ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٨ / ١٧ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٠ ـ ٧٥١ / ٤٢١١ ـ ٤٢٢٣ ؛ كنز العمّال ٢ : ٣٦٣ / ٤٢٥٦ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٦ ؛ القرطبي ٣ : ٢١٠.

(١) الصافنات : الخيل الواقفة على ثلاث قوائم ، الواضعة طرف السنبك الرابع على الأرض ، دليلا على جودتها وأصالتها.

(٢) سورة ص ٣٨ : ٣٢. راجع تفسير الطبري ذيل الآية من سورة ص. (٢٣ : ٩٩. ط : بولاق).

(٣) قال تعالى : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) (آل عمران ٣ : ٤١). (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الإنسان ٧٦ : ٢٥).

(٤) الدرّ ١ : ٧٢٩ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٨ / ١٢ ، باب ٣٣٤.

(٥) الدرّ ١ : ٧٢٤ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٩ / ٣١ ، باب ٣٣٤ ؛ الترمذي ١ : ١١٦ / ١٨١ ، باب ١٣٣ ، قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ؛ ابن حبان ٥ : ٤١ / ١٧٤٦.

١١٥

[٢ / ٧٠١٥] وأخرج ابن المنذر والطحاوي وابن جرير عن أبي سعيد الخدري قال : الصلاة الوسطى العصر (١).

[٢ / ٧٠١٦] وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر عن أبي أيّوب قال : الصلاة الوسطى صلاة العصر (٢).

[٢ / ٧٠١٧] وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو داوود وابن جرير والطحاوي والروياني وأبو يعلى والطبراني والبيهقي من طريق الزبرقان عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يصلّي الظهر بالهاجرة ، وكانت أثقل الصلاة على أصحابه ، فنزلت : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) قال : لأنّ قبلها صلاتين وبعدها صلاتين (٣).

[٢ / ٧٠١٨] وأخرج ابن المنذر والطبراني عن زيد بن ثابت قال : الصلاة الوسطى صلاة العصر (٤).

[٢ / ٧٠١٩] وأخرج البزّار وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن ابن عبّاس ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «الصلاة الوسطى صلاة العصر» (٥).

[٢ / ٧٠٢٠] وأخرج ابن جرير والدمياطي وابن مندة والطحاوي وعبد الرزّاق وعبد بن حميد من طريق سالم عن أبيه عبد الله بن عمر قال : الصلاة الوسطى صلاة العصر (٦).

[٢ / ٧٠٢١] وأخرج ابن جرير والبيهقي وابن أبي شيبة والطبراني وسعيد بن منصور عن أبي هريرة

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٨ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٢ / ٤٢١٦ ؛ القرطبي ٣ : ٢١٠.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٨ ؛ التاريخ الكبير ٣ : ٤٦٥ / ١٥٤٨ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٥ ، بعد رقم ٤٢٣٢.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٠ ؛ مسند أحمد ٥ : ١٨٣ ؛ التاريخ الكبير ٣ : ٤٣٤ ، الترجمة ١١٤٦ ، بالاختصار ؛ أبو داوود ١ : ١٠٢ / ٤١١ ، باب ٥ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٢ / ٤٢٥٤ ؛ الكبير ٥ : ١٢٥ / ٤٨٢١ ؛ البيهقي ١ : ٤٥٨ ؛ النسائي ١ : ١٥٢ / ٣٥٧.

(٤) الدرّ ١ : ٧٢٨ ؛ الكبير ٥ : ١٤٣ / ذيل ٤٨٩١.

(٥) الدرّ ١ : ٧٢٦ ؛ مسند البّزار ٥ : ٤٢٨ / ٢٠٦٤ ، من غير نسبته إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ مجمع الزوائد ١ : ٣٠٩ ؛ سنن سعيد بن منصور ٣ : ٩١٦ / ٤٠٣ ، من غير نسبته إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : سنده ضعيف ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٨ / ١٥ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٠ / ٤٢١٢.

(٦) الدرّ ١ : ٧٢٥ و ٧٢٨ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٢ ، بعد رقم ٤٢١٥ ؛ القرطبي ٣ : ٢١٠ ؛ المصنّف ١ : ٥٤٨ / ٢٠٧٤.

١١٦

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصلاة الوسطى صلاة العصر (١).

[٢ / ٧٠٢٢] وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن نحافظ على الصلوات كلّهن ، وأوصانا بالصلاة الوسطى ، ونبّأنا أنّها صلاة العصر (٢).

[٢ / ٧٠٢٣] وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : هي العصر (٣).

[٢ / ٧٠٢٤] وأخرج ابن جرير عن مجاهد ، قال : الصلاة الوسطى ، صلاة العصر (٤).

[٢ / ٧٠٢٥] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : كنّا نحدّث أنّ الصلاة الوسطى صلاة العصر ، قبلها صلاتان من النهار وبعدها صلاتان من الليل (٥).

[٢ / ٧٠٢٦] وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحّاك قال : الصلاة الوسطى صلاة العصر (٦).

[٢ / ٧٠٢٧] وأخرج عبد الرزّاق عن ابن سيرين قال : سألت عبيدة عن الصلاة الوسطى فقال : هي العصر (٧).

[٢ / ٧٠٢٨] وأخرج ابن جرير عن إبراهيم بن يزيد الدمشقي قال : «كنت جالسا عند عبد العزيز بن مروان فقال : يا فلان اذهب إلى فلان فقل له : أيّ شيء سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصلاة الوسطى؟ فقال رجل جالس : أرسلني أبو بكر وعمر وأنا غلام صغير أسأله عن الصلاة الوسطى ، فأخذ أصبعي الصغيرة فقال : هذه الفجر ، وقبض الّتي تليها وقال : هذه الظهر ، ثمّ قبض الإبهام فقال :

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٦ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٧ و ٧٥٨ / ٤٢٣٩ و ٤٢٤١ ؛ البيهقي ١ : ٤٦٠ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٣٨٩ / ٢٩ ، باب ٣٣٤ ؛ الكبير ٧ : ٣٠١ ـ ٣٠٢ / ٧١٩٨ ؛ سنن سعيد بن منصور ٣ : ٩٠٢ / ٣٩٥ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ١ : ٥٣٩ / ٢٠٤٠ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٣٠٩.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٥ ؛ الكبير ٧ : ٢٠٠ و ٢٤٨ / ٦٨٢٤ و ٧٠١٠ ، وفيه : «وأوصى» بدل قوله «وأوصانا» ؛ الطبري ٢ : ٧٥٤ ـ ٧٥٥ / ٤٢٣٣ ؛ مسند أحمد ٥ : ٨ و ١٢ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٣٨٩ / ٢٧ ؛ الترمذي ٤ : ٢٨٦ / ٤٠٦٧ ؛ البيهقي ١ : ٤٦٠.

(٣) الدرّ ١ : ٧٢٩ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٨ / ١٩ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٣ / ٤٢٢٤.

(٤) الطبري ٢ : ٧٥٤ / ٤٢٣٢.

(٥) الدرّ ١ : ٧٢٩ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٤ / ٤٢٢٨.

(٦) الدرّ ١ : ٧٢٩ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٩ / ٢٥ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٤ / ٤٢٢٩ و ٤٢٣٠ وبعد ٤٢٣٢ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٨ ، أشار إليه فقط ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٦.

(٧) الدرّ ١ : ٧٢٩ ؛ المصنّف ١ : ٥٧٧ / ٢١٩٦.

١١٧

هذه المغرب ، ثمّ قبض الّتي تليها فقال : هذه العشاء ، ثمّ قال : أيّ أصابعك بقيت؟ فقلت : الوسطى. فقال : أيّ الصلاة بقيت؟ فقلت : العصر ، فقال : هي العصر» (١).

[٢ / ٧٠٢٩] وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «الصلاة الوسطى صلاة العصر» (٢).

[٢ / ٧٠٣٠] وهكذا قال مقاتل بن سليمان في قوله : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) الخمس في مواقيتها (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) يعني صلاة العصر (٣).

***

هناك روايات تؤكّد على المواظبة من صلاة العصر فلا تضيّع ، ولكن من غير أن يراد بذلك تفسير الصلاة الوسطى بالعصر.

[٢ / ٧٠٣١] روى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى ابن مسكان عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «ما خدعوك عن شيء فلا يخدعوك عن العصر ، صلّها والشمس صافية ، فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : الموتر أهله وماله ممّن ضيّع صلاة العصر ، قلت : وما الموتر أهله وماله؟ قال لا يكون له أهل ولا مال في الجنّة. قلت وما تضييعها؟ قال يدعها والله حتّى تصفرّ الشمس أو تغيب» (٤).

[٢ / ٧٠٣٢] وبإسناده إلى عبيد الله بن عليّ الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «الموتور أهله وماله من ضيّع صلاة العصر. قلت : وما الموتور أهله وماله؟ قال : لا يكون له في

__________________

(١) الدرّ ١ : ٧٢٦ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٩ / ٤٢٤٥ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩٩ ، قال ابن كثير : غريب جدّا ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٦ ـ ١٩٧ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣١٧ ـ ٣١٩.

(٢) الدرّ ١ : ٧٢٧ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٧ / ٣ ، باب ٣٣٤ ؛ الطبري ٢ : ٧٥٩ / ٤٢٤٤ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣١٧.

(٣) تفسير مقاتل ١ : ٢٠١.

(٤) ثواب الأعمال : ٢٣١ ، عقاب من أخّر صلاة العصر ؛ معاني الأخبار : ١٧١ / ١ ، باب معنى الموتور أهله وماله. فيه : «بيضاء نقية» بدل «صافية» و «الموتور» بدل «الموتر» في الموضعين و «تصفارّ» بدل «تصفرّ الشمس» ؛ المحاسن ١ : ٨٣ / ١٨ ، عقاب من أخّر صلاة العصر. بنحو المعاني إلّا أنّ فيه «تصفرّ الشمس» بدل «تصفارّ» ؛ الفقيه ١ : ٢١٨ / ٦٥٤ ، باب مواقيت الصلاة ؛ البحار ٨٠ : ٢٩ / ٨ ، باب ٧.

١١٨

الجنّة أهل ولا مال ، يضيّعها فيدعها متعمّدا حتّى تصفرّ الشمس أو تغيب» (١).

[٢ / ٧٠٣٣] وروى أبو جعفر الطوسي بإسناده إلى ابن مسكان عن أبي بصير ، قال : قال لي أبو عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الموتور أهله وماله من ضيّع صلاة العصر ، قلت : وما الموتور؟ قال : لا يكون له أهل ولا مال في الجنّة ، قلت : وما تضييعها؟ قال : يدعها حتّى تصفرّ وتغيب» (٢).

***

وهناك القول بأنّ الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر :

[٢ / ٧٠٣٤] قال مالك في الموطّأ : بلغني عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وعبد الله بن عبّاس ، كانا يقولان : «الصلاة الوسطى صلاة الصبح» (٣).

[٢ / ٧٠٣٥] ورووا عن ابن عبّاس أنّه صلّى الفجر فقنت فيها ورفع يديه ، ثمّ قال : هذه الصلاة الوسطى الّتي أمرنا أن نقوم فيها قانتين.

وبهذا المعنى روايات أخر عنه ذكرها أصحاب المجاميع (٤).

[٢ / ٧٠٣٦] وهكذا رووا عن جابر بن عبد الله : أنّها صلاة الصبح (٥).

قال أبو إسحاق الثعلبي : وهو قول معاذ وعمر وابن عبّاس وابن عمر وجابر بن عبد الله وعطاء وعكرمة والربيع ومجاهد وعبد الله بن شدّاد بن الهاد (٦).

[٢ / ٧٠٣٧] وعن أبي العالية قال : صلّينا مع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاة الغداة ، فلّما فرغنا ، قلت : أيّ صلاة الصلاة الوسطى؟ قال : الّتي صلّيت الآن (٧).

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٢٣٨ / ٩٤٣ ؛ علل الشرائع ٢ : ٣٥٦ / ٤ ، باب ٧٠ ؛ كنز الدقايق ٢ : ٣٦٨ ؛ البحار ٨٠ : ٢٨ / ٦ ، باب ٧.

(٢) الاستبصار ١ : ٢٥٩ / ٩٣٠ ـ ٥ ، باب ١٤٨ ؛ التهذيب ٢ : ٢٥٦ ـ ٢٥٧ / ١٠١٨ ـ ٥٥ ، باب ١٣.

(٣) الموطّأ ١ : ١٣٩ / ٢٨ ، كتاب الصلاة.

(٤) الطبري ٢ : ٧٦٥ ـ ٧٦٦ و ٧٧٤ / ٤٣٠٨ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ٣ : ١١٣ / ٤٩٧٣ ، بلفظ : «صلّى بنا ابن عبّاس صلاة الغداة في إمارته على البصرة فقنت قبل الركوع ...» ، وهكذا المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٢١١ / ٧ ؛ البيهقي ١ : ٤٦١ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ٤ : ٢٨٤ ـ ٢٨٥. ورواه سعيد بن منصور في سننه ٣ : ٩١٦ / ٤٠٣ وقال : سنده ضعيف.

(٥) الطبري ٢ : ٧٦٦ / ٤٢٧٠.

(٦) الثعلبي ٢ : ١٩٥.

(٧) المصنّف لعبد الرزّاق ١ : ٥٧٩ / ٢٢٠٨.

١١٩

[٢ / ٧٠٣٨] وأخرج ابن أبي شيبة عن حيّان الأزدي قال : سمعت ابن عمر ، وسئل عن الصلاة الوسطى ، وقيل له : إنّ أبا هريرة يقول : هي العصر؟ فقال ابن عمر : إنّ أبا هريرة يكثر. إنّ ابن عمر يقول : هي الصبح (١).

[٢ / ٧٠٣٩] وهكذا روى عنه سعيد بن منصور وغيره من طرق : أنّه قال : الصلاة الوسطى صلاة الصبح (٢).

[٢ / ٧٠٤٠] وأخرج ابن أبي حاتم وابن أبي شيبة ـ واللفظ له ـ عن أبي أمامة أنّه سئل عن الصلاة الوسطى؟ فقال : لا أحسبها إلّا الصبح! (٣).

[٢ / ٧٠٤١] وأخرج عبد الرزّاق عن طاووس وعكرمة ، قالا : هي الصبح ، وسطت فكانت بين اللّيل والنهار (٤).

[٢ / ٧٠٤٢] وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد وجابر بن زيد ، قالا : هي الصبح (٥).

[٢ / ٧٠٤٣] وأخرج عبد الرزّاق عن ابن جريج قال : سألت عطاء عن الصلاة الوسطى؟ قال : أظنّها الصبح ، ألا تسمع لقوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً)(٦)(٧).

[٢ / ٧٠٤٤] وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد ، قال : الصلاة الوسطى صلاة الصبح (٨).

قلت : ما ذكروه ـ على فرض الصحّة ـ لا تعدو إطار الظنّ والاحتمال ، قياسا واستنادا إلى ما ورد من أهمّية فريضة الفجر ـ كما عرفت من كلام ابن جريج ـ وفي كثير من أحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحثّ الأكيد على المواظبة عليها. وقد أخذوها حجّة للقول بأنّ الوسطى هي الفجر. في حين أنّه لا

__________________

(١) المصنّف ٢ : ٣٨٨ ـ ٣٨٩ / ٢١ ، باب ٣٣٤.

(٢) سنن سعيد ٣ : ٩٠٩ / ٣٩٧ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٣٩٠ / ٣٣ ؛ البيهقي ١ : ٤٦٢ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥ ؛ الدرّ ١ : ٧١٩ ؛ البغوي ١ : ٣٢٢.

(٣) ابن أبي حاتم ٢ : ٤٤٨ / ٢٣٧٦ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٧ / ٦ ؛ مسند الشاميين ٣ : ١٦١ / ١٩٩٤ ، في رواية عن أمامة أسندها إلى رسول الله ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥.

(٤) المصنّف ١ : ٥٧٩ / ٢٢٠٦ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥ ؛ الدرّ ١ : ٧١٩.

(٥) المصنّف ٢ : ٣٨٩ / ٢٤ و ٢٦ ، باب ٣٣٤.

(٦) الإسراء ١٧ : ٧٨.

(٧) المصنّف ١ : ٥٧٩ / ٢٢٠٥.

(٨) الطبري ٢ : ٧٦٦ / ٤٢٧٤ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٥.

١٢٠