الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١٠

الشيخ محمد الصادقي

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١٠

المؤلف:

الشيخ محمد الصادقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: انتشارات فرهنگ اسلامى
المطبعة: اسماعيليان
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٤

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١٦٠) :

«جاء بالحسنة وبالسيئة» دون «أتى أو عمل» تعبير قاصد إلى خاصة معناه ، فقد يأتي بحسنة ثم تحبط ، أو يأتي بسيئة ثم تغفر أو تكفّر ، فقد يعني «جاء بالحسنة أو السيئة» جاء ربه في حياة الحساب وبدايتها الحياة البرزخية ، جاء ومعه حسنة أو سيئة ، وهما وصفان لمحذوف معروف بقرينة المقام وهو «العقيدة والعملية» فإنهما الباقيتان مع الإنسان حتى الموت ، وأما النية فلا تبقى حتى يجاء بها ، اللهم إلّا النية الحسنة حيث تبقى بفضل الله ، وأما النية السيئة فلا جزاء لها إلّا مثلها (١) وهو نية السيئة دون واقعها ، وهذه قضية المماثلة بين النية وجزاءها عدلا : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها) (١٠ : ٢٧) والنية السنية ليست مما يكسب إلّا بعقيدة سيئة أو عملية سيئة وليست النية مكسوبة ، وإنما هي كاسبة لعقيدة أو عملية ، ثم لا مماثلة بين سيئة الجزاء ونية السيئة ، وهنا (هُمْ لا يُظْلَمُونَ) تطارد واقع الجزاء بنية السيئة ، كما تطارد عدم الجزاء أو عدم المماثلة بين الحسنة وجزاءها ، و (عَشْرُ أَمْثالِها) فضل فوق العدل ، وآيات عدة مثل (وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٣٧ : ٣٩) تحصر سبب الجزاء بالعمل ، وليست النية عملا إنما هي نية العمل ، كما العمل ليس نية إنما هو

__________________

(١) الدر المنثور ٣ : ٦٤ ـ اخرج جماعة عن ابن عباس عن النبي (ص) فيما يروى عن ربه «من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له عشر الى سبعمائة الى اضعاف كثيرة ومن هم بسيئة ... ، وفيه عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال : قال الله تعالى : إذا همّ عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة وإذا عملها فاكتبوها بعشر أمثالها وإذا همّ بسيئة فلا تكتبوها فان عملها فاكتبوها بمثلها فان تركها فاكتبوها له حسنة ثم قرء الآية ، أقول : وقد تواتر عن النبي (ص) ان نية السيئة وهمها ليس لها جزاء.

٣٦١

العمل بالنية ، ومهما كانت العقيدة عمل القلب ولكن (ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) قد لا تشملها ، فإنما اشتراط العمل بكونه صالحا كما في (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) يربط صلاح العمل بصالح العقيدة والنية.

وترى كيف يذكر «عشر» و«أمثالها» مذكر؟

ذلك لأن هناك مضاف محذوف هو «حسنات» تعني حسنات (عَشْرُ أَمْثالِها) جزاء فضلا كما في «مثلها» فإنها (سَيِّئَةٌ مِثْلُها) جزاء عدلا.

وأولى ما نزلت بشأن مزيد الجزاء في الحسنة هي (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (٢٧ : ٨٩) وقد قررت آيتنا (خَيْرٌ مِنْها) ب (عَشْرُ أَمْثالِها) كضابطة تحلّق على كلّ الحسنات (١) ومنها النيات فضلا على فضل ، و«مثلها» في السيئة باستثناء النيات عدلا في الجزاء (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) عدلا وفضلا ، ومن ثم آيات أخرى تقرر (خَيْرٌ مِنْها) في بعض الموارد كالإنفاق الصالح بسبعين ضعفا ل «عشرة أمثالها» ومزيد ، ف (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٢ : ٢٦١) فلا حدّ في فضل الله لمضاعفات الجزاء على الحسنات ، ولكن السيآت فأكثر الجزاء عليها مثلها عملا بعمل وعلى قدره.

وقد تعرّفنا معرّفة الحسنة والسيئة أية ليست أية حسنة لها عشر أمثالها حيث قد يزداد عليها وقد ينقص عنها ، أم ولا تقبل لخروجها عن جادة

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٧٨٤ عن المجمع روى عن الصادق (ع) أنه قال : لما نزلت هذه الآية : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) قال رسول الله (ص) : رب زدني فأنزل الله سبحانه : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

٣٦٢

التقوى ، ولا أية سيئة يجزى مثلها فقد ينقص عنها جزاءها أو يعفى عنها بمكفراتها ف (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) (١١ : ١١٤) أم تبدل حسنة (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (٢٥ : ٧٠).

فهذه ضابطة مقررة كأصل تجري حسب الضوابط الأخرى في تقدير الحسنات والسيآت ، فلو قيل «من جاء بحسنة أو سيئة» لخيّل إلينا تحليق الضابطة دون استثناء ، كما يخيّل حاكمية العدة فيهما على العدة لهما ، أن حسنة واحدة هي بعشر كيفما كانت ، وسيئة واحدة بواحد كيفما كانت ، فصاحب حسنة صغيرة له عشر وإذا أتى بسيئة كبيرة فله واحد ، وبالموازنة ترجح حسنته على سيئته!.

ذلك وكما أن «الحسنة والسيئة» هما الأصيلتان ، فليست عشر أمثالها لكلّ عشر حتى لا تنتهي ، إنما هي الحسنة التي جاء بها لا العشر التي يجازى بها ثوابا فإنها جزاء الحسنة وليست نفسها ، فلا تسلسل في (عَشْرُ أَمْثالِها).

ذلك ، وجزاء سيئة بمثلها مربوطة بعدم الغفر بعضا أو كلا بمكفرات مسرودة في القرآن ، وأما الحسنة غير الحابطة فلها لأقل تقدير عشر أمثالها ، عقيدة وعملية ونية ، بل وإذا نوى سيئة ثم لم يعملها وهو قادر على العمل فهذه محسوب بحساب الحسنة (١) فله ـ إذا ـ عشر أمثالها ، وأما إذا تركها إذ لم يقدر عليها فلا ثواب هنا ولا عقاب (٢) لأنها خارجة عن «الحسنة والسيئة» معا.

__________________

(١) الدر المنثور ٣ : ٦٤ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : من جاء بالحسنة الآية قال : ذكر لنا ان النبي (ص) كان يقول : إذا همّ العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة وإذا همّ بسيئة ثم عملها كتبت له سيئة.

(٢) الدر المنثور ٣ : ٦٤ ـ اخرج ابو يعلى عن انس ان رسول الله (ص) قال : من همّ ـ

٣٦٣

ومن اللطائف المستفادة من هذه الضابطة ان «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام الدهر» (١) و«الويل لمن غلبت آحاده

__________________

ـ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشر ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء فان عملها كتبت عليه سيئة.

(١) الدر المنثور ٣ : ٦٤ عن أبي ذر قال : قال رسول الله (ص) من صام ثلاثة ايام من كلّ شهر فذلك صيام الدهر ، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

(أقول هذا وحي الكتاب مصدقا لوحي السنة حيث الرسول لا يقول إلّا بما يوحي ، و) فيه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال أخبر رسول الله (ص) أني أقول : والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته يا رسول الله قال : فإنك لا تستطيع ذلك صم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة ايام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك كصيام لدهر.

وفي نور الثقلين ١ : ٧٨٤ في الكافي عن القمي قال امير المؤمنين (ع): صيام الصبر وثلاثة ايام من كلّ شهر يذهبن ببلاء الصدر وصيام ثلاثة ايام من كلّ شهر صيام الدهر ان الله عزّ وجل يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) ، ومن اللطائف ما في الدر المنثور ٣ : ٦٤ عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله (ص) الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة ايام لأن الله تعالى قال : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

وما في أمالي الطوسي عن امير المؤمنين (ع) الناس في الجمعة على ثلاثة منازل رجل شهدها بإنصات وسكوت قبل الامام وذلك كفارة لذنوبه من الجمعة الى الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة لقول الله تعالى ، ومنها ما في الدر المنثور ٣ : ٦٤ عن أبي ذر قلت يا رسول الله (ص) علمني عملا يقربني من الجنة ويباعدني من النار ، قال : إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فانها عشر أمثالها ، قلت يا رسول الله (ص) : لا إله إلّا الله من الحسنات؟ قال : هي احسن الحسنات ، وفيه عن ابن عمر وان النبي (ص) قال : خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلّا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله دبر كلّ صلاة عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا فذلك خمسون ومائة ـ

٣٦٤

أعشاره» (١).

ذلك ، ولكن (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) فمن يسرق مالا مرة ثم يقسمه على من يشاء ليس إنفاقه لكلّ يحسب عشرا وسرقته واحدة ، بل وإنفاقه سيئة على سيئة.

وكما الحسنات درجات فالسيئات أيضا دركات ، ولا تقابل السيئة بواحدة الحسنة بعشر أمثالها إلّا في موازنة بينهما ، فليس من يزني مرة ثم

__________________

ـ باللسان والف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان والف في الميزان وأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة».

(١) تفسير الفخر الرازي ١٤ : ٩ روى ابو ذر ان النبي (ص) قال : ان الله تعالى قال : الحسنة عشر أو أزيد والسيئة واحدة او عفو فالويل لمن غلب آحاده وأعشاره.

وفي نور الثقلين ١ : ٧٨٤ ومعاني الأخبار عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول : ويل لمن غلبت آحاده فقلت له وكيف هذا؟ فقال : اما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : (مَنْ جاءَ ...) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ بالله ممن يركب في يوم واحد عشر سيئات ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.

وفيه عن تفسير القمي عن أبي عبد الله (ع) قال : لما اعطى الله تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم (ع) يا رب سلطت إبليس على ولدي أجريته فيهم مجرى الدم في العروق وأعطيته مما أعطيته فمالي ولولدي؟ فقال : لك ولولدك السيئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها قال رب زدني قال : أغفر ولا ابالي ، قال : حسبي ، أقول : لا ابالي هنا تعني ما لم يناف العدل فاغفر ما هو قضية الفضل فوق العدل لا دون العدل.

وفيه في الكافي عن أبي جعفر عليهما السلام قال : من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله ان يفطر عنده فليفطر وليدخل عليه السرور فانه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام وهو قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

٣٦٥

يكبر الله مرة تزيد حسنته على سيئته ، فأين الزنا في ميزان السيآت من لفظة التكبيرة في ميزان الحسنات ، فقد لا توازي مائة حسنة سيئة واحدة ف (كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) ، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).

فطالما الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة وإلى ألف ألف (١) كذلك قد تكون سيئة واحدة وهي بواحدة أثقل في الميزان من عشرات الحسنات.

وطالما يزيد عديد الجزاء على الحسنة أضعافا عشرة على السيئة ، ولكن كلّ بحسابه وعلى قدر ثقله دونما فوضى جزاف.

أترى ـ بعد ـ أن عشرا من التكبيرات توازي فرية واحدة على الله ورسوله ، وهذه بواحدة وتلك بعشرة؟! كلّا ، إنما يحاسب كلّ على قدره عدّة مهما اختلفت العدّة أصلا وجزاء ، فليست المماثلة بين السيئة وجزاءها إلّا بمعنى الجزاء الوفاق عديدا ومديدا ، فقد يجزى على سيئة واحدة طالت ساعة في عشرات من السنين اعتبارا بثقل السيئة في مديدها رغم وحدتها في عديدها ، أم يجزى على سيئة واحدة طالت شهرا في ساعة واحدة ، فليست «مثلها» بمماثلة الزمان إنما هي مماثلة الثقل في الميزان ، دون الحسنة التي يجازى بها عشر أضعافها.

وأما الخلود المؤبد لأهله ، بأن الأبدية في العذاب ليست مماثلة للسيئة المحدودة بعديدها ومديدها ، فقد نعتقد في تلك الأبدية حسب البراهين القاطعة أن لها نهاية ، فلا تعني الأبدية لأهل النار إلّا أنهم يعيشونها ما دامت مشتعلة كما يستحقون ، ثم يأتي يوم لا نار فيه ولا أهل نار قضية

__________________

(١) الدر المنثور ٣ : ٦٥ ـ اخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) كلّ حسنة يعملها العبد المسلم بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف «وفيه عنه قال : قال رسول الله (ص) : إن الله ليعطي بالحسنة الواحدة الف الف حسنة ثم قرأ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

٣٦٦

أصل المماثلة بين السيئة وجزاءها ، حيث لا يعذبون إلّا محدودا بحدود السيئة ، محدّدا بحدّ العدل جزاء وفاقا (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).

فمن المماثلات ما هي معروفة لدينا ومنها غير معروفة حيث نجهل مديد السيئة مهما عرفنا عديدها ، فالأحكام الجزائية في شرعة الله وفي يوم الجزاء ليست لتتخطى ضابطة الجزاء الوفاق و«جزاء سيئة مثلها» حيث المماثلة في الاستحقاق هي قضية العدل ونص القرآن ، وذلك هو الصراط المستقيم :

(قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٦١) :

«قل» إبرازا باللسان ككامن الجنان ، وإبرازا بالأركان ، بروزا في مثلث القال والحال والفعال (إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهو صراط المنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، ولست فقط مهديا إلى صراط مستقيم ، بل و (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) لأعلى قممه ، حيث السالكون فيه درجات ، فالسلوك فيه أيضا درجات مهما كان الصراط المستقيم واحدا لا عوج له (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ).

وقد وصف (صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) هنا ب (دِيناً قِيَماً) هو إما مخفّف «قياما» كما يقال ، فالصراط المستقيم في العبودية هو الطاعة القيام ، قائمة على مدار الزمن الرسالي ، مقيمة للميتات في طاعة غير الله إلى حياة طاعة الله ، ففيه ـ إذا ـ كافة القوامات والقيامات والقيم الصالحة كأكمل ما يمكن وجاه الله تعالى كما يحب ويرضى.

ف «قيما» وهي القيام تحلّق على كلّ قوامات الدين وقياماته وقيماته وإقاماته ، من إقامة الوجه لدين الفطرة : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ

٣٦٧

اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣٠ : ٣٠) (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) (٣٠ : ٤٣) والقيام لله : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) (٢ : ٢٣٨) وإقامة الدين : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (٤٢ : ١٣) والاستقامة فيه (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) (٤١ : ٣٠) (وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) (٤٢ : ١٥) (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) (٤١ : ٦).

أم «قيما» جمع «القيمة» أن ذلك الصراط المستقيم دين يجمع في نفسه كافة القيم الصالحة للإنسان وجاه الرب ووجاه كافة الحيويات البالغة الإنسانية ، وهذا هو الأظهر من مخفف القيام ، فإنه في نفسه خفيف لا يحتاج إلى تخفيف وكما يذكر (قِياماً لِلنَّاسِ) ولا يصح مثل هذا التخفيف في موضع اللبس كما هنا ، فهو ـ إذا ـ (دِيناً قِيَماً) تجمع كافة القيم في نفسه دون إبقاء ، ولا ضير في توصيف مفرد الدين بجمع القيم حيث الدين هو في المعنى جمعية القيم ، وتعاكسهما «هم العدو» اعتبارا بوحدة العداوة في جمعيتهم.

إذا فدين القرآن دين قيم حيث يضم في دفتيه كافة القيم القيمة في توجيهاته دون إفراط ولا تفريط ، فان فيه تبيان كلّ شيء يحتاجه المكلفون إلى يوم الدين.

(دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وهذه الملة هي ملة التوحيد ، فتوحيد الطاعة والطاعة التوحيدية عبارة أخرى عن (دِيناً قِيَماً) وكلّ القيم الصالحة تتبنّى قيم التوحيد وهو ملة إبراهيم حنيفا.

وطالما الملة التوحيدية درجات ولكنها تتوحد في (صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وإن كان سالكوه درجات ، فهدي محمد (ص) إلى ذلك الصراط لا يعني إلّا أصل سلوكه فيه ، دون القمة السلوكية في ملة التوحيد الخاصة

٣٦٨

بسماحته ، المخصوصة بساحته ، فاتباعه ملة إبراهيم ليس إلّا إتباعه لأصلها التي قررها الله لإبراهيم ، وليس اتباعه في قدره المقدر لإبراهيم ، فإن محمد (ص) هو أوّل العابدين : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (١) ولقد «كان رسول الله (ص) إذا أصبح قال : أصبحنا على فطرة الإسلام وحكمة الإخلاص ودين نبينا محمد (ص) وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين وإذا أمسى قال مثل ذلك» (٢).

ذلك ، والمصداق الثاني للصراط المستقيم هو الإمام علي (ع) حيث ربّاه بتربيته وجعله بإذن الله على صراطه وكما كان يقول له (ع): «من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم» (٣).

(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٦٢) :

ذلك المربع يعني توجيه كان الإنسان ككلّ إلى التوحيد ، موحدا في «صلاتي» موحدا في «نسكي» وهي كافة العبادات بل وكلّ الاتجاهات ، وموحدا في «محياي» حياة وزمانها ومكانها وكلّ مكانتها ، وموحدا في «مماتي» فكما أن حياتي مكرّسة (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) كذلك (مَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٧١٥ في تفسير العياشي عن النبي (ص) حديث طويل يقول فيه وقد ذكر ابراهيم (ع) : دينه ديني وديني دينه وسنته سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله وأنا أفضل منه.

(٢). الدر المنثور ٣ : ٦٦ ـ اخرج احمد وابو الشيخ وابن مردويه عن ابن ابزى عن أبيه قال : ...

(٣). نور الثقلين ١ : ٧٨٥ في أمالي الشيخ الطوسي باسناده الى النبي (ص) حديث طويل يقول فيه لعلي (ع) : ...

٣٦٩

ذلك ، فقد تعني تكريس كلّ الإمكانيات في كافة الواجهات في مربع الصلاة والنسك والحياة والممات (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) إضافة إلى الإنباء أن ذلك كله لله بقدرته الطليقة :

(لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (١٦٣) :

(لا شَرِيكَ لَهُ) في (صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي) «وبذلك» المربع من كيان التسليم «أمرت» حيث أمرني ربي (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) بين كلّ من أسلم ويسلم لرب العالمين : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ (١) الْمُسْلِمِينَ) (٣٩ : ١٢).

إذا فمحمد (ص) (أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) على الإطلاق فيما أمر في مثلث الزمان ، أولية طليقة في كيان الإسلام دون زمانه أو مكانه حيث سبقه مسلمون كثير.

ذلك ، وكما لا نجد أوّل المسلمين في القرآن إلّا هو كما هنا وفي آية الزمر ، فلا نجد في نوح إلّا (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (١٠ : ٧٢) وفي إبراهيم (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٢ : ١٣١) و (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ..) (٢ : ١٢٨) حيث يعني المعصومين الأربعة عشر في هذه الأمة وقد فضّلوا عليه وعلى أضرابه فضلا عمن دونه بأنه (أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) كما أنه أوّل العابدين (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٤٣ : ٨١) وترى «قل ..» هذا يخص الرسول (ص) وذويه المعصومين عليهم السلام فحسب أم هي للمسلمين عامة؟.

ذلك كله للمسلمين عامة كمسؤولية هامة لهم كلهم ، اللهمّ إلّا (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) حيث الأولية الزمانية لا تناسب أيا منهم ، وبأحرى الرتبية حيث سبقهم أولون كثير ، وفوق الكلّ نبينا (ص) المخصوص به ذلك المحتد القمة ، السامقة العالية الغالية التي لا تسامى أو توازى ، وهكذا

٣٧٠

نفسر ما يروى عنه (ص) «بل للمسلمين عامة» في جواب الصديقة الطاهرة الزهراء سلام الله عليها (١).

(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (١٦٤) :

أنا محمد (ص) وقد رباني ربي أفضل من كافة المربوبين إذا ف : (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) فعلي أن أبغيه ربا قبل كلّ شيء كما مع كلّ شيء ولكنه أفضل من كلّ شيء ، ولا ينفعني أن يعبده كلّ شيء وأنا تارك ، إذ (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها) فلو أن كلّ شيء ترك ربوبيته إلى ما سواه وأنا تارك كلّ شيء سواه ف (لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها) دون من سواها (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) كضابطة ثابتة في كلّ الحقول ، حيث لا تحمل حاملة حمل أخرى ، فلا يخفف أحد عن أحد ثقلا بأن يحمله عنه إذ لا يشاطره حملا ، لأن كلّ إنسان في ذلك اليوم العصيب مشغول بنفسه ومفروح أو مقروع بحمله ، وأما الشفاعة فليست هي من حقل الحمل لأثقال الآخرين ، بل هي التماس من الله أن يعفو عمن يشاء ويرضى (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى).

(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ) فيما عبدتم من مختلف المعبودين (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) إنباء علميا بعد ما تجاهلتم ، وإراءة لما جهلتهم ،

__________________

(١) الدر المنثور ٣ : ٦٦ ـ اخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله (ص) يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فانه يغفر لك بأول قطرة تقطرين دمها كلّ ذنب عملتيه وقولي : (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) قلت : يا رسول الله (ص) هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم ام للمسلمين عامة؟ قال : بل للمسلمين عامة.

٣٧١

وتحقيقا لواقع ما بغيتم وابتغيتم من دون الله.

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٦٥) :

«جعلكم» أنتم المكلفين ككلّ «خلائف» يخلف بعضكم بعضا في «الأرض» : (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ..) (٣٥ : ٣٩) : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ..) (٧ : ٦٩) : (وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) (١٠ : ٧٣).

ذلك (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) في القابلية والفاعلية العقلية والعلمية والبدنية والاقتصادية أماهيه من تفاضلات خلقية أم على ضوء المساعي والاستحقاقات (لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ) حيث الوجد وسواه بلية في حقل المسؤولية تطبيقا وتحليقا فيها (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ) في موضع النكال والنقمة (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) في موضع العفو والرحمة (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ).

ذلك ، وهنا (خَلائِفَ الْأَرْضِ) تعم خلافة النسل الأخير من الإنسان خليفة للأنسال المنقرضة منه وكما «قال ربك (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ثم خلافة كلّ قرن عن قرن وقرون قبله ، وخلافة عمّن تبقى مع نوح عن الذين غرقوا ، ومن ثم خلافة كلّ أمة رسالية عن أمة قبلها ، (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) وتلك الخلافة في مربعها وهذا الرفع درجات (لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ) من قوة وشرعة ، وقد اختصت الشرعة بما آتاكم في (... لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٥ : ٤٨).

٣٧٢

الفهرس

أممية الدواب كما الانسان في كل شيء إلاًّ .. هم يحشرون كما نُحشر ويحاسبون كما نحاسب وكيف؟ ٨ ـ ٢٢

حدود علم الغيب للرسول على ضوء «ولا اعلم الغيب»........................ ٣٣ ـ ٤٠

سنة الرسول (ص) مع فقراء المؤمنين؟......................................... ٤١ ـ ٤٧

«ليقولوا درست» وأنّى وأين؟................................................ ٤٧ ـ ٤٩

ما هي مفاتيح الغيب؟ وهل لغير الله منها أي نصيب؟.......................... ٥٧ ـ ٦٣

النوم أخ الموت حيث «يتوفاكن بالليل ...».................................. ٦٥ ـ ٦٨

كيف «ويرسل عليكم حفظة»؟ وهو الحفيظ!................................. ٦٨ ـ ٧٠

عذابات موعودة على الأمة الاسلامية؟....................................... ٧٣ ـ ٧٧

حكم القعود مع الخائضين في آيات الله وكل العصات.......................... ٧٩ ـ ٨٦

احتجاجات ابراهيمية بأفوات كونية......................................... ٩٦ ـ ١٢٠

كيف «فبهداهم اقتده» وهو اعلى منهم وأنبل؟............................ ١٢٨ ـ ١٢٩

«لتنذر ام القرى ومن حولها» تعني كل ربوع الكون المسؤل................... ١٣٧ ـ ١٤٣

ادعاآت خاوية حول الوحي.............................................. ١٤٣ ـ ١٤٩

ماهو«فمستقر ومستودع»؟............................................. ١٦٤ ـ ١٦٩

«أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبه؟ «كما كان لمرين ولد ولم يكن لها صاحب! ولكن ١٧٣ ـ ١٧٧

ما هو حدود «خالق كل شيء» والشر والعصيان شيء!.................... ١٧٧ ـ ١٨٣

«لا تدركه الأبصار» في قول فصل ، والبصائر الربانية....................... ١٨٣ ـ ٢٠٠

٣٧٣

حكم الاستسباب في مختلف المجالات..................................... ٣٠٦ ـ ٢١٥

«قل انما الآيات عند الله» تحصر الآيات الرسولية والرسالية بالله.............. ٣١٦ ـ ٢٢٠

«جعلنا لكل نبي عدوا ..»؟............................................. ٢٢٥ ـ ٢٣٤

«تمت كلمت ربك ..» وأبعادها......................................... ٢٣٦ ـ ٢٣٤

«احكام ذكر الاسم على الذبائح»....................................... ٢٤٣ ـ ٢٥٤

كيف «جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها»؟..................... ٢٥٩ ـ ٢٦٢

هل ان اختلاف الآيات رسولية ورسالية دليل نقصها أو نقضها؟.............. ٢٦٢ ـ ٢٦٦

شرح الصدور وضيقها.................................................. ٢٦٦ ـ ٢٧٣

نوعية رسل الأنس والجن وهل لكلّ رسل؟................................. ٢٧٩ ـ ٢٨٥

الزكاة الواجبة تتعلق بكل الأموال دونما استثناء.............................. ٣٠١ ـ ٣٠٩

هل الدم غير المسفوح حرم كما المسفوح؟.................................. ٣١٣ ـ ٣١٨

النواميس المشتركة بين الشرائع............................................ ٣٢٨ ـ ٣٣٧

الذين فرقوا دينهم؟..................................................... ٣٥٥ ـ ٣٦٠

تضاعف الحسنات وحدودها أمام السيآت................................. ٣٦١ ـ ٣٦٦

٣٧٤