الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١١

الشيخ محمد الصادقي

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١١

المؤلف:

الشيخ محمد الصادقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: انتشارات فرهنگ اسلامى
المطبعة: اسماعيليان
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٤

١
٢

٣
٤

سورة الأعراف

٥
٦

سورة الأعراف

مكيّة وآياتها ٢٠٦

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(المص (١) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٣) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ (٤) فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٥) فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ (٧) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨))

٧

لقد سميت «الأعراف» بها ، لأنها سيدة الموقف البارز لرجال الأعراف ، حيث هم شؤونهم بارزة بالموقف الأعلى يوم القيامة على الأعراف ، تعريفا بفريقي الجنة والنار ، وتقريرا لمصير كلّ بأمر الله ، ولأنها برجالها لم تذكر في سائر الذكر الحكيم ، كما هم القمة العليا بين الرساليين المعصومين ، فهم منقطعوا النظير. ذكرا في القرآن ومحتدا عند الرحيم الرحمان بمن يرأسهم من هذا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

ذلك ، إضافة إلى سائر الأعراف في مختلف حقول المعرفة الأعرافية المتميزة في هذه السورة عما سواها ، وكما هي طبيعة الحال في كل سورة أنها تختص بميّزات ومواقف خاصة ليست فيما سواها كما هي فيها.

ندرس على أعراف الأعراف موضوع العقيدة بمختلف حقولها ، ومختلف العقليات المأمور بها ، ومختلف القابليات والفاعليات والواقعيات في مسارحها.

وهنا من مواضيع العقيدة ـ البارزة ـ عرضها عبر التأريخ الإنساني ككل ، في مجال الرحلة الإنسانية ابتداء بالجنة الابتلائية الدنيوية ، وانتهاء إليها الأخروية لمن عمل لها ، عرضا لموكب الإيمان الوضيء من لون آدم إلى محمد (عليهما السلام).

رحلة طويلة للغاية ، تقطعها السورة مرحليا في مقاطع عدة ، واقفة عند المواقف الرئيسية ، البارزة المعالم منها ، درسا عابرا لمعتبر ، تدكرا لمدّكر.

ومن مواقفها الرئيسية المعرفية تبيان واقع أحكام الفطرة بصيغة الحوار : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ...) عبارة أخرى من آية الفطرة في الروم.

أعراف وأعراف ندرسها على ضوء الأعراف عقيدية وأحكامية ، آفاقية وأنفسية ، وذلك لمن ألقى السمع وهو شهيد.

وملامح السورة تؤيد نزولها كما هيه ، أم ولأقل تقدير أنها مؤلفة

٨

كسائر التأليف القرآني زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد كان يقرأها في صلواته(١).

المص ٢

مقطع من الحروف المقطّعة القرآنية ، التي هي برقيات رمزية خاصة بمهبط الوحي و «هي مفاتيح كنوز القرآن» لا نعرف منها معنى إلّا ما عرفه الله لنا أو أهلوها المعصومون عليهم السلام ، ابتداء برأس الزاوية الرسولية ، وانتهاء إلى الزاوية الأخيرة الرسالية.

لقد قيلت في «المص» أقوال ـ كما في غيرها ـ وغيلت أغوال ، لا تستند إلى ركن وثيق ، وإذا عنت فيما تعنيه معاني بحساب حروف الأعداد (٢) فليست فوضى جزاف أن يحسبها كلّ كما يحب ويهوى ، إنما

__________________

(١) الدر المنثور ٣ : ٦٧ ـ أخرج سمويه في فوائده عن زيد بن ثابت قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ في المغرب بطولي الطولين «المص» ، وعنه انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا ، وأخرج البيهقي في سننه عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب فرقها في ركعتين.

(٢) نور الثقلين ٢ : ١ في معاني الأخبار بسند أتى رجل من بني أمية ـ وكان زنديقا ـ جعفر بن محمد (عليه السّلام) فقال له : قول الله : «المص» أي شيء أراد بهذا وأي شيء فيه من الحلال والحرام ، وأي شيء مما ينتفع به الناس؟ قال : فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد (عليه السّلام) فقال : أمسك ويحك! الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون كم معك؟ فقال الرجل : مأة وإحدى وستون ، فقال له جعفر بن محمد (عليه السّلام) فإذا انقضت سنة إحدى وستين ومأة ينقضي ملك أصحابك ، قال : «نظر فلما انقضت إحدى وستون ومأة عاشورا دخل المسودة الكوفة وذهب ملكهم» أقول : هذا طرف من الطرف «المص» بحساب خاص وليس فوضى جزاف.

وعن تفسير القمي حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : إن حي بن أخطب وأبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا له : أليس تذكر أن فيما أنزل إليك «الم»؟ قال : بلى ، قالوا : أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال : نعم ، قالوا لقد بعث الله أنبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم ما مدة ملكه وما أكل أمته غيرك!

٩

هي حسابات خاصة بين الله ورسول الوحي ورسالته.

وهنا (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) بعد «المص» مما تلمح أن المخاطب بها خصوص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثم (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) تلميحة أخرى أن «المص» تحمل ـ فيما تحمل ـ طمأنة لخاطره الشريف أنه ماض في سبيله ، مجتازا عقباتها وعقوباتها ، بفضل من الله ورحمته.

(كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) ٢

«المص» هو (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) وهذا القرآن (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) وقد يعني ماضي النزول في (هذَا الْقُرْآنُ) نازل محكمه ليلة القدر ، إلى نازل تفصيله في مثلث الزمان ، تلحيقا لمستقبله بماضيه لتحقق وقوعه كماضيه ، فنازل الثلاث من مراحل النزول يزيل عنه كل حرج ، وفي «المص» طمأنة رمزية بهذه البشارة السارة ، أم ـ فقط ـ نازل ماضيه حتى الآن حيث لا يكلف إنذارا وذكرى إلّا بما نزل بالفعل.

__________________

ـ قال : فأقبل حي بن أخطب على أصحابه فقال لهم : الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأكل أمته إحدى وسبعون سنة ، قال : ثم أقبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له يا محمد هل مع هذا غيره؟ نعم ، قال : هات ، قال : «المص» قال : هذا أثقل وأطول ، الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذا مأة وإحدى وستون سنة ، ثم قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هل مع هذا غيره؟ قال : نعم ، قال : هات قال : «الر» قال : هذا أثقل وأطول ، الألف واحد واللام ثلاثون والراء مائتان فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم ، قال : هات قال «المر» قال : هذا أثقل وأطول ، الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والراي مائتان ، قال : فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم قال : قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر لحي أخيه وما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله وأكثر منه فقال أبو جعفر (عليه السّلام) : إن هذه الآيات أنزلت منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات وهي تجري في وجوه أخر على غير ما تأول به حي وأبو ياسر وأصحابه.

١٠

(فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) وترى بالإمكان كائن الضيق من نازل القرآن في صدره المنشرح بما شرحه الله قبل نزول القرآن ليأهل له ، ومنذ بزوغ نزول القرآن؟ : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)! ، ولقد شرح الله صدره (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول القرآن لينزل عليه منشرحا ، وشرحه بهذا القرآن ما لم يكن يشرح بغيره ، فكيف (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) تعني واقع ذلك الحرج!.

هنا في مثلث الحرج المحتمل نفسيا ، وبلاغيا كأصل ، وبلاغيا أمام ردود الفعل من المنذرين ، لا موقع للحرج المنهي إلّا الثالث فان (أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من ربك يطمئنه أنه وحي الرحمن وليس من وحي الشيطان أم خليط منهما ودخل من دجل حتى يتحرج في نفسه ، فغير النازل من الله يحرّج في نفسه لمكان الخطأ ، ف : (لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ) (١٠ : ٩٤) ، (حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ) مهما كان (ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) دون أي حرج أو مرج.

ف «لتنذر به» هي ذات تعلقين ثانيهما «حرج منه» مهما كانت (وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) ذات تعلق واحد وهو (أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ).

وقد تحتمل (ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) ك «لتنذر» أنها ذات تعلق ثان ، حيث الصعوبات في سبيل (ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) واقعة مهما كانت أقل من (لِتُنْذِرَ بِهِ).

إذا ف «أنزل» ـ (لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) ـ (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ـ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ).

وترى ما هو دور (ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) وغيرهم أحوج منهم إلى ذكرى ، ثم وهو ذكرى للعالمين؟ : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ) (٦ : ٩٠).

«ذكرى» هنا هي كما (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) تعني حاصلها ، فمن يتذكر بالذكرى ، أو يزداد ذكرى على ذكرى ، فهو من المؤمنين ، مهما اختلف إيمان

١١

أول عن إيمان ثان ، فالأول حالة الإيمان حيث يفتش عنه ، والثاني هالته بعد حالته حيث يزداد به ذكرى : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (٥١ : ٥٥).

فطالما الإنذار شامل يحلّق على كافة المكلفين ، ولكن لا دور للذكرى إلّا لمن ألقى السمع وهو شهيد ف : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (٥٠ : ٣٧) فهو (هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٤٠ : ٥٤).

فالذين كانت فيهم أجهزة الاستقبال للذكرى مفتوحة ، كان القرآن لهم ذكرى معروفة ، ثم الذين أغلقوا على أنفسهم هذه الأجهزة هو عليهم عمى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (١٧ : ٨٢).

فقد اختص الحرج المنهي عنه رفعا أو دفعا بما هو من قضايا الدعوة بملابساته أمام الناكرين ، ولا سيما القوم اللدّ الذين كان يعيشهم منذ بزوغها.

وصحيح أنه (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ) (٣٣ : ٣٨) إلّا أن ملابسات هذه الدعوة ـ المليئة بالأشواك والأشلاء والعقبات ـ هي التي قد تحرج الداعية فتحوجه إلى انشراح أكثر وانفتاح أوفر في استقبال هذه الدعوة الملتوية.

ذلك ، لأن هذا الكتاب بتلك الدعوة الصارمة الصامدة ، صدعا بما فيه من الحق ، ومواجهة للمرسل إليهم بما لا يحبون ، ومجابهة لعقائد وتقاليد ورباطات جاهلية ، ومعارضة لنظم وأوضاع ، لذلك كله وما أشبه من ملابسات الدعوة ، ليست طبيعة حال الداعية فيها إلا حرج واقع ليس ليزول إلّا بتصبّر زائد ، وصمود حائد ، وتوفيق خاص من الله ، و «إن الله تعالى لما أنزل القرآن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إني أخشى أن يكذبني الناس ويلثفوا ـ يكسروا ـ رأسي ويتركوه كالخبزة

١٢

فأزال الله الخوف عنه بهذه الآية» (١).

أم وحرج مستقبل في مستقبلات الدعوة عليه أن يطارده بتصبر وصمود بما وعده الله النصر : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ)(٤٠ : ٥١).

لذلك (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) لأنه (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من ربك ، فالذي أنزله إليك هو حاسب كل حساباته ، فخذ يا صاحب الدعوة الأخيرة مسيرك إلى مصيرك ، ولا تتحرج في مواقفك ، ولا تتخرّج إلا موفقا محبورا ، فسر وعين الله ترعاك.

وهنا «لا يكن» نهي عن أن يكون ، وليس نهيا عما هو كائن ، فقد تعني كما تعنيه (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) (٢٠ : ١٦) في موسى ، وفي أضرابها لأضرابه من الدعاة الرساليين ، وبأحرى في هذا الرسول : ف (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ) (٣٣ : ٣٨).

و (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ..) وما أشبه ، إعلانا جاهرا في هذه الإذاعة القرآنية ألّا خمود ولا ركود ولا ارتجاع لهذه الداعية عن الدعوة ، فليحسب الأعداء والمتاجرون كل حساباتهم ، ولييأسوا عن القضاء عليه بمختلف المكائد والمصائد.

ثم ولو كان هنا واقع لذلك الحرج ـ لو خلي الرسول وطبعه ـ فهو كما كان لموسى أمام الدعوة الفرعونية حيث (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ... قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٢٠ : ٣٦) والنهي عن هذا الحرج يعني الأمر بإزالته بما هو يسعى ، وما يرجوه من الله ، أم يعنيهما رفعا ودفعا ، رفعا لما كان ، ودفعا عما قد يكون من حرج في هذه السبيل الطويلة الملتوية الصعبة ، فلقد نازلوه بضربات هدّامة وواصلوا الدعايات المحتالة المتواصلة في تكذيبه لحد كان ينوي أن يترك بعض ما أوحي الله

__________________

(١) نور الثقلين ٢ : ٤ في مجمع البيان وقد روي في الخبر أن الله ..

١٣

فنزلت : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) (١١ : ١٢) (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (١٥ : ٩٨) (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (٢٧ : ٧٠).

وفي الحق إن ذلك الحرج هو حجر عثرة لكل داعية إلّا من عصمه الله وهداه ، وقد أمر هذا الرسول العظيم بالصبر : (وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (١٦ : ١٢٧) والاستقامة (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ) (١١ : ١١٢).

فهذا (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) فاشدد شمرك ، وتغاضّ عن إمرك في أمرك ، فلا يمنعك عنه أي مانع ، ولا يفت عضدك في صراعه أي رادع ، سر فعين الله يرعاك.

ذلك كما و (المص كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ) مما يلمح أن «المص» تحمل ـ فيما تحمل ـ طمأنة لخاطر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن دعوته ماشية ماضية مهما كثرت العراقيل أمامها.

إذا ف «المص» وهذا القرآن (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من ربك» الذي رباك بالقمة الرسالية ، فلم يكن ليدعك وحدك تتواتر عليك الرزايا التي ترضّك ، فالله ربك هو الذي ينصرك ويرضيك ويوهن مناوئيك.

«كتاب أنزل إليك .. لتنذر به وذكرى ـ فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى» فإنما هو الإنذار بالقرآن دون سواه ، حقا لرسول القرآن ، إنذارا بثابت الوحي الرباني.

فلا تجوز الدعوة الربانية إلا بعلم الوحي دون سائر العلم ، وذلك طليق للرسل وسائر المعصومين ، وهو قدر المستطاع لمن سواهم.

ذلك ، فليس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وحده هو صاحب

١٤

المسؤولية في هذا الميدان ، وإنما هو المسؤول الأول ما كان حيا ، ثم الذين يحملون رسالته إلى يوم الدين ، طول الزمان وعرض المكان ، فإن الإسلام ليس حدثا تأريخيا حصل مرة ثم مضى ، بل هو ـ قضية خلوده على مدار الزمن ـ مواجهة دائبة للمكلفين أيّا كانوا وأيان إلى يوم الدين ، وعلى حملة هذه الرسالة ـ معصومين وسواهم ـ مواصلة الدعوة الصابرة الصامدة أمام كافة الجاهليات ، غابرة متأخرة ، وحاضرة متحضرة ، حركة متواصلة وسبحا طويلا لاستنقاذ البشرية من مستنقعات الجاهلية الجهلاء : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ) (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ..) (٢٩ : ٤٨).

ولقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء ذلك الدين المتين ، وانتكست البشرية إلى جاهلية هي أعرق وأحمق من الجاهلية الأولى ، حيث شملت كل جوانب الحياة دون إبقاء ، فإنها جاهلية علمية علمانية متحضرة تخيّل إلى المجاهيل أنها تقدّمية بيضاء ، رغم أنها رجعية سوداء ، ضاربة أطنابها في كل أرجاء الأرض بكل جنبات الحياة ، فلا بد من كفاح صارم قدر المستطاع ، وبقدر ما اتسعت هذه الجاهلية في وجه الشرعة القرآنية بين أغارب وأقارب.

ولقد تكفي الدعوة القرآنية صدا لكل الهجمات الجاهلية بكل معداتها المتحضرة فانه كتاب الخلود : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ..)؟.

ذلك ، وهنا حرج آخر داخل في النهي هو الحرج عما أنزل إليه إذا كان باطلا أم خليطا من الحق والباطل ، ولأنه (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من ربك ، تأكيدا جاهرا أمام العالمين لكي يعلموا على علمه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كتاب لا يحرّج الدعية في الدعوة.

فعصمة الداعية إلى عصمة مادة الدعوة هما يعصمانه عن أي خطأ قصورا أو تقصيرا ، ثم عصمة الداعية عن أي تقصير ، على عدم عصمته عن قصور غير مقصر ، تعصمه عن كثير من الأخطاء.

١٥

فأما إذا كانت مادة الدعوة غير معصومة ، أم هي معصومة والداعية مقصر أو قاصر بتقصير ، فهنا لك الطامة الكبرى ، ولذلك نرى تأكيد الأمر بالشورى من الرعيل الأعلى لربانيّ الأمة : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) حتى يجبروا عدم العصمة للدعات غير المعصومين ، وهنا «للمصيب أجران وللمخطئ أجروا حد» إذا كان خطأ قضية عدم العصمة فقط ، دون الخطأ القاصر عن تقصير.

ففي مثلث الحرج لا يعنى منه حرج صدره من الوحي ، بل هو حرج في الدعوة تأثيرا ، ولها مادة ، فإن مادة الدعوة معصومة ، والداعية في دعوته على عين الله ورعايته.

ثم المسؤولية في حقل الدعوة القرآنية نذارة وذكرى ، ليست ـ فحسب ـ على عواتق الدعاة ، والمدعوون عليهم مسئولية الإقبال والتقبل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ـ إذا ف :

(اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ)(٣)

هنا (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) أنت كداعية ، بعد ما يصنعك الكتاب كأفضل صنع في محط الدعوة ، وهنا (ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) كمدعوين ، ونازل الكتاب بنفسه في أيّ من منازله ، هو بنفسه حجة لربانيته مصدرا وصدورا ، للداعية والمدعوين به ، حجة بالغة بنفسه دون حاجة إلى إثباتات أخرى وتأييدات ، فانه رأس زوايا الحجج الربانية على مدار الرسالات بأسرها.

فقضية إتباع الله ـ الأولى ـ هي إتباع ما أنزل إليكم من ربكم ، توحيدا عمليا بعد العقيدي منه.

وهنا «من دونه» قد تعني مع من دون الكتاب من دون الله ، لمكان «أولياء» فاتبعوا الرب فيما أنزله ولا تتبعوا من دون الرب ربا ، ولا من دون ما أنزله نازلا ، من أولياء غير الله وغير كتاب الله.

١٦

إذا فاتباع من دونه بكتابه من أولياء عمليا يصطدم وعقيدة التوحيد ، فإنها ليست ـ فقط ـ تصورا قاحلا عن مظاهر ، إنما هي حقيقة تحلّق على كل جنبات الحياة ظاهرة وباطنة.

فولاية الطاغوت وعبادته بكتاباته لا تعني ـ فقط ـ تأليهها ، بل واتباع أحكامها مهما خيل إليه أنه موحد لله لا يشرك به شيئا (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) حق الإتباع في حقله حيث يخيل إلى مجاهيل أن العقيدة الصالحة هي الكافية مهما تخلفت طقوس وأعمال عما يرسمه المعبود الحق.

ذلك «ففي إتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم وفي تركه الخطأ المبين» (١).

وهنا «اتبعوا» يحلق على كافة الاتباعات بأسرها للشرعة القرآنية ، علمية وعقيدية وعملية ودعائية ، قفوا على آثارها دون إبقاء ولا استثناء.

فالولاية التوحيدية لله هي ولاية إتباعه في شرعته ككل أصولا وفروعا ، دون تشطير البلد شطرين وأخذ العصا من جانبين ، اكتفاء في ولاية الله بمتخيّل العقيدة ، ثم الأعمال تابعة لسائر الأولياء (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ)!

«قليلا» تذكركم و «قليلا» الذي تذكرونه من الحق ، اعتبارا بعنايتي الموصول والموصوف في «ما» ومن قلة التذكر إتباع سائر الحجج اللجج ، غامرة في التيه ، بعيدة عن هدي القرآن بما فيه ، فكل مستند غير (ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) خارجة عما أنزل الله ، داخلة في «من دونه من أولياء» من إجماعات وشهرات وقياسات واستحسانات واستصلاحات ، أمّا هو آت من غير «ما أنزل الله» ، كما وكل إله من دون الله طاغوت.

فهؤلاء الذين يفتون بغير ما أنزل الله أم ضده هم أولياء من دون الله ،

__________________

(١) نور الثقلين ٢ : ٤ في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال قال أمير المؤمنين في خطبته : قال الله : «اتبعوا ..» ففي اتباع ...

١٧

فاتباعهم خروج عن توحيد الله إلى الإشراك بالله أو الإلحاد في الله.

ولئن قيل : إذا فاتباع السنة فيما لا توافق القرآن ولا تخالفه ، هو أيضا خروج عن التوحيد الحق؟ ولا يستغنى عن السنة فيما لا نص له من الكتاب!.

قيل : السنة القطعية هي أيضا مما أنزل الله مهما كان على هامش الوحي القرآني ، فمما أنزل الله هو فرض طاعة رسول الله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ..) ولا تعني طاعة الرسول بعد طاعة الله إلّا طاعته في سنته الجامعة غير المفرّقة ، فلله الولاية الطليقة في كل حقولها ، ولكتابه والرسول ولاية شرعية طليقة لأنهما من الله ، ثم لا ولاية طليقة بعد الله وكتابه ورسوله والرساليين المعصومين بعده.

إذا ف (ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) تعم إلى نازل القرآن نازل السنة القطعية ، وإلا لكان صالح التعبير «اتبعوا الكتاب» فالنازل من ربكم هو واجب الإتباع من أصل الكتاب وفرع السنة ، دون شتات الروايات المخالفة للقرآن ، أم غير ثابتة الصدور.

ذلك ، فهذا السلب (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) بعد ذلك الإثبات (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) يحصران الإتباع المسموح في شرعة الله بما أنزل الله ، المحصور في الكتاب والسنة القطعية ، تمثيلا لكلمة (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ).

ثم (لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ) : الله وكتاب الله ، «أولياء» تنفي أية ولاية ربانية عن سائر الأرباب وسائر الكتابات ، فكما أنه ولي المؤمنين ، كذلك ـ وبأمره ـ كتابه وليهم الوحيد بين الكتابات.

فها هي قضية دين الله ـ الأساسية ـ إنه إما إتباع خالص لما أنزل الله إسلاما ـ فقط ـ لله ، إفرادا له بالحاكمية الطليقة ، وإما إتباع الأولياء من دونه إلحادا فيه ، أو إشراكا به ، أم جعلا للبلد شطرين : عوانا بين التوحيد والإشراك ، وهذا الثالوث خارج عن إتباع ما أنزل الله ، داخل في إتباع من دونه من أولياء.

١٨

ولأن المحاولة ضخمة فخمة ، فقد يمضي السياق يهزّ الضمائر ، ويوقظ السرائر ، ويرجّ جبلّات الأجيال الشاردة عن دين الله ، السادرة في الجاهلية رجّا عنيفا ، عرضا لمصارع الغابرين من المكذبين :

وهنا في خطبة لعلي (عليه السّلام) معتبر لمعتبر ، تحذيرا عن ترك الإتباع لما أنزل الله : «أما بعد فإن الله لم يقصم جباري دهر قط إلا بعد تمهيل ورخاء ، ولم يجبر عظم أحد من الأمم إلا بعد أزل وبلاء ، وفي دون ما استقبلتم من عتب ، وما استدبرتم من خطب معتبر ، وما كل ذي قلب بلبيب ، ولا كل ذي سمع بسميع ، ولا كل ذي ناظر ببصير ـ فيا عجبا ومالي لا أعجب من خطاء

هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها ، لا يقتصمون أثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ، ولا يؤمنون بغيب ، ولا يعفون عن عيب ، يعملون في الشبهات ، ويسيرون في الشهوات ، المعروف فيهم ما عرفوا ، والمنكر عندهم ما أنكروا ، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم ، وتعويلهم في المبهمات على آراءهم ، كأن كل امرئ منهم إمام نفسه ، قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات ، وأسباب محكمات» (الخطبة ٨٧).

وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا أوّل وافد على العزيز الجبار يوم القيامة ، وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي (١).

والأمة الإسلامية برمتها شيعة وسنة تاركة للثقلين ، فإن حديث العترة دون سناد إلى الكتاب لا ثقل له ، وذلك سند أنه غير صادر عنهم.

و «القرآن غني لا غنى دونه ولا فقر بعده» والقرآن أفضل شيء

__________________

(١) جامع أحاديث الشيعة ١٥ : ٦ عن الكافي عن الباقر (عليه السّلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :

١٩

دون الله ، فمن وقر القرآن فقد وقر الله ، ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله (١)، و «حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده» (٢).

وفي كتاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بعض عماله على اليمن : «فإن هذا القرآن حبل الله المتين ، فيه إقامة العدل وينابيع العلم وربيع القلوب» (٣) (١ ، ٧) : أجل إنه حبل بين الله وخلقه ، متين لا ينفصم ولا يفصم ، عصمة لمستعصمهم ، ومسكه لمستمسكهم ، وهو ينابيع العلم ، الينابيع المعرفية المتفجرة ، من عيونه الجارية ، ريا لكل غليل ، وشفاء لكل عليل ، وهو ربيع القلوب الواعية الراعية ، حيث تنفع بتدبر آياته ، وتأمل بيناته.

ف «تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص ، فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم» (٤).

و «عدد درج الجنة عدد أي القرآن فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له : ارقأ واقرأ ، لكل آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة» (٥).

__________________

(١) المصدر ٧ عن المجمع ١ : ١٥ ـ أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

(٢) المصدر ٧ جامع الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره عن أبي الدرداء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) مثله.

(٣) المجازات النبوية للسيد الشريف الرضى ١٤١.

وفيه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول الله عزّ وجلّ : يا حملة القرآن تحببوا إلى الله تعالى بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم إلى خلقه.

(٤) المصدر (٨) عن نهج البلاغة (٣٣٠) في خطبة له (عليه السّلام).

(٥) المصدر ١٦ ـ البحار ٩٢ : ٢٢ كتاب الإمامة والتبصرة بسند مفصل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...

٢٠