الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ٤

الشيخ محمد الصادقي

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ٤

المؤلف:

الشيخ محمد الصادقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: انتشارات فرهنگ اسلامى
المطبعة: اسماعيليان
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦

النية السيئة في وسع الإنسان ف (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) (١) ثم البادية بالتحدث عنها وهي عوان بين النية والعملية ، محسوبة مما كنتم تعملون ، ثم البادية بواقع المنوي ، وهو أصدق مصاديق (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) والأخيران هما بين (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) حسب المكفرات المقررة وسواها ، وقد يروى عن رسول الله (ص): «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به» (٢).

ذلك! وأما السيئة العقيدية فهي داخلة في نطاق الكفر ، وفيها ما يناسبها من عقوبة ، فمهما لم تشملها (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فقد تشملها الآيات المنددة بسوء العقيدة (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.)

ف (ما فِي أَنْفُسِكُمْ) خيرا وشرا هو المصدر الأصيل لما تبدونه ، وإنما استثني من العذاب نية الشر غير البادية ، ثم المثوبة والعقوبة تعمان كل ما في

__________________

(١) الدر المنثور ١ : ٣٧٤ ـ أخرج أحمد ومسلم وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : لما نزلت على رسول الله (ص) (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ ...) اشتد ذلك على أصحاب رسول الله (ص) ثم جثوا على الركب فقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها فقال رسول الله (ص) أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بال قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ، فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها (آمَنَ الرَّسُولُ ...) فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) إلى آخرها ، وفيه أخرج عبد بن حميد والترمذي عن علي (ع) قال : لما نزلت هذه الآية (وَإِنْ تُبْدُوا ...) قلنا : أيحدث أحدنا نفسه فيحاسب به لا ندري ما يغفر منه ولا ما لا يغفر منه فنزلت هذه الآية بعدها : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ...) أقول : «نسختها» تعني قيدتها بغير حديث النفس والنية وكما قيد مثل الآية (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

(٢) المصدر أخرج سفيان وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال : ...

٣٨١

أنفسكم ، والعمل المفروض على القلب هو الإقرار والمعرفة كأصل «وهو رأس الإيمان» (١) «وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم وتصدر عن أمره ورأيه» (٢).

فالآية ـ إذا ـ من أشمل الآيات تجويزا للعقوبة على سيئات الأنفس ، مهما خرجت الطارئات أم لم تخرج ، ثم الآيات الحاصرة للعقوبة ببادية السيآت ، والسيآت العقيدية ، تخرج النيات السيئة مهما كانت ركينة ، ولكنها قد تطوى بطيات السيآت العقيدية ، حيث المؤمن لا تركن في نفسه النية السيئة.

وقد تعني (إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) إخفاء فيما يبرز عن الآخرين أم إبداء ، وكلاهما عمل لما في الأنفس.

فالعبارة الصالحة للمحتمل السالف «إن تبدوا أم لم تبدوا» حيث الإخفاء ليس إلّا لكائن في النفس ، فلا يعني إخفاءه إلا إخفاءه في العمل.

هذا! وكما أن (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) هي ضابطة ثابتة ، فليست لتقيد هذه الآية بغير النيات السيئة ، فإن التكليف بما فوق الوسع خارج

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٣٠١ في أصول الكافي بسند متصل عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : فأما ما فرض الله على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عز وجل (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) وقال : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وقال : «الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم» وقال : (إِنْ تُبْدُوا ...) فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الإيمان.

(٢) المصدر فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين (ع) في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية «وفرض على القلب وهو أمير الجوارح ...».

٣٨٢

عن نطاق العدل ، فهي ضابطة تحلق على كل الأحوال والأعمال لكافة المكلفين.

وقد يكون المعنيان معنييّن ، ثم المحاسبة الأخروية تقيد بغير النيات ، مهما يؤاخذ الناوي بها في الأولى بمختلف المؤاخذات ، كالأمراض وأشباهها ، وكقسم من الختم على القلوب كدرة ككدرتها (١).

وأخيرا نقول : المحاسبة هي أعم من المؤاخذة ، ولا ريب أن حساب تارك الخواطر السيئة يختلف عن حساب المبتلى بها ، سواء في الأخرى والأولى ، فالله يحاسب الآخرين بسيئاتهم أكثر من الأولين ، (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ).

فالخواطر الحسنة تحسن الحساب مهما لم يعمل بها ، والخواطر السيئة فيها سوء الحساب مهما لم يعاقب بها ، إذا (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) تعم كل درجات الغفر دون فوضى جزاف ، وإنما هو بحساب ، كما (وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) تعم كل دركات العذاب في غير النيات السيئة ، ولا سيما غير المرتكنة في النفوس.

(آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ٢٨٥.

__________________

(١) الدر المنثور ١ : ٣٧٥ ـ أخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أمية أنها سألت عائشة عن قول الله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ ...) فقالت : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله (ص) فقال : هذه معاتبة الله العبد فيما يصيبه من الحمّى والنكبة حتى البضاعة يضعها في يد قميصه فيفقدها فيفزع لها ثم يجدها في ضبينه حتى أن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير.

وفيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) إنّ الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم به.

٣٨٣

هذه والتي تليها تمثلان تلخيصا وافيا لأعظم قطاعات السورة ، ختاما تاما يليق تلحيقا لتفاصيل السورة برمتها ، ويا لها رباطا أليفا بما بدأت (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...) حيث الأولى تحمل تفاصيل ذلك الغيب كأجمل إجمال ، وفي السورة له تفاصيل مبسّطة.

(آمَنَ الرَّسُولُ) محمد (ص) (بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) من وحي القرآن والسنة ، بعد ما كان مؤمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وذلك الإيمان لم يكن بعد نزول القرآن بفترة قريبة أم بعيدة كما في غيره من المؤمنين ، فإنما هو إيمان حال نزول القرآن وكما كان ينتظره قبله.

ومن ثم هو إيمان مباشر كل كيانه عبدا ورسولا دون وسيط ، وليس وسيط الوحي في جلّه ـ ودون كله ـ وسيط الإيمان ، إذا فهو قمة الإيمان ، ورأس الزاوية في كل درجات الإيمان ، لا فحسب بالنسبة لسائر المؤمنين بهذه الرسالة ، بل وبالنسبة لكل المرسلين فإنه (أَوَّلُ الْعابِدِينَ) و (أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)!

وهنا «من ربه» تلمح إلى هذه الحالة أن ربّه رباه بربوبية خاصة لابقة لائقة لنزول ذلك الوحي العظيم ، ثم وربّه رباه ثانية بما أنزله إليه من وحي الرسالة الختمية ف (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ) ـ (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ).

ذلك هو الإيمان الرئيسي لرأس الزاوية الرسالية ، وعلى ضوءه وبدعوته ودعايته :

(وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ).

فالإيمان بالله ـ وهو قاعدة التصور الإيماني ـ وقاعدة كل الحركات الإيمانية ـ يعم أصل الألوهية ووحدانيتها ، على ضوء الفطرة والعقلية السليمة أصالة وإجمالا ، وعلى ضوء الوحي تكملة وتفصيلا.

٣٨٤

ثم الإيمان بالله حقه يتطلب الإيمان بملائكة الله كحملة لوحي التكوين والتشريع ، فليس الله ليوحي إلى الكل دون وسيط.

والإيمان بملائكته الصادرين عنه يستلزم الإيمان بعصمتهم وأمانتهم وأنهم (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ).

والإيمان بملائكته طرف من الإيمان بالغيب الذي هو مصدر الإيمان ، حيث يخرج به الإنسان عن نطاق الحواس الحيوانية إلى ما وراءها من غيب الربوبية والوحي ووسائطه الملائكية ، فحين يلبي الإنسان ـ بفطرة وعقلية ـ دعوة الغيب بإيمان ، إذا يؤمن عن إصابته بالخلخلة والاضطراب ، تحرّرا عن محدود الشهود باللّامحدود من الغيب

ثم الإيمان بالملائكة يتطلب الإيمان بكتب الوحي التي تحمله الرسل الملائكية ، وعلى أضواء «كتبه» الإيمان برسله ، حيث الوحي هو الدليل على رسالتهم ، وليست سائر الآيات الرسالية إلّا براهين بينة على صدقهم في ادعاء الوحي ، فكتب الوحي متقدمة على رسل الوحي لأنها هي رسالتهم والدليل على محتدهم الرسالي.

ومن المقالات الإيمانية الصالحة بين رعيل الإيمان (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) إيمانا ببعض وتكذيبا ببعض ، أم تفرقة تنافي وحدة الرسالة من المرسل الواحد العليم الحكيم.

ذلك! مهما كان (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) فهم درجات عندنا كما عند الله ، ولكنه لا يتطلب تفريقا بينهم ، أم تفرقة لهم فيما يحملون من رسالات الله ، فهم ـ ككل ـ حملة وحي الله كما أوحى ، مهما اختلفت مادة الوحي وشاكلته بينهم ، وكما تختلف لكل واحد منهم حسب الحكمة الربانية لصالح المرسل إليهم.

٣٨٥

قالوا (لا نُفَرِّقُ ... وَقالُوا سَمِعْنا) ما أنزل إليه من ربه «وأطعنا» الله وأطعنا الرسول ، وعلّ الفارق بين «لا نفرق» المحذوف عنها «قالوا» وبين (قالُوا سَمِعْنا ...) أن الأولى حكاية لسان الحال وإن لم يخل عنه قال ، والثانية هي لسان القال الحاكي عن لسان الحال.

وقالوا : نرجو ونطلب وننتظر (غُفْرانَكَ رَبَّنا) أن تغفر ذنوبنا الطارئة ، وأن تغفر ما يهجم علينا منها حتى لا نقترفها «وإليك» لا سواك «المصير» فحسّن لنا ربنا المسير إلى ذلك المصير.

(لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ...).

(لا يُكَلِّفُ اللهُ) توحي بأن سلب التكليف فوق الوسع هو قضية الألوهيه العادلة الحكيمة ، إذا فليس حدثا بعد ردح من التكليف قضية التماس وسؤال من المؤمنين ألّا يكلفهم الله فوق وسعهم فأجاب ، بل هي ضابطة ثابتة على مدار زمن التكليف في كافة الشرائع الإلهية عن بكرتها.

وتراها هي من قالة المؤمنين؟ ولا يصدرون في الأحكام إلّا عن الرسول! أو من قالة الرسول؟ ولا يصدر إلّا عن الله! فهي من كلام الله مهما قاله الرسول والمؤمنون.

ف : (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها) (٢ : ٢٣٣) ـ (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) (٦ : ١٥٢) و ٧ : ٤٢ و ٢٣ : ٦٢) آيات خمس مصوغة بصيغة واحدة حكما ربانيا يحلّق على كل نفس في الطول التاريخي والعرض الجغرافي ، دون اختصاص بمؤمني هذه الرسالة.

ثم الوسع هو ما دون الحرج والعسر ، أن يسع الإنسان دون تضيّق ولا تحرّج أن يحقق التكليف ، دون أن يأخذ كل طاقاته دون إبقاء.

٣٨٦

والوسع يعم العقلي والمعرفي والعملي ، فرديا أو جماعيا ، مهما كان بمقدمات مختارة قصّر فيها فخرج عن الوسع حيث الامتناع بالاختيار لا ينافي الإختيار.

و (لا يُكَلِّفُ اللهُ) كتكليف بدائي «نفسا» على أية حال (إِلَّا وُسْعَها) وأما الذي ترك التكليف الموسع ، فتضيّق بذلك ، فهو مؤاخذ بالترك الأوّل والتضيّق التالي الذي خلّفه وانتج ترك الواجب ، كمن واصل في العصيان باختياره السيء حتى ران على قلبه ما كان يكسب ثم ختم على قلبه ومات على الكفر ، فهو معاقب بذلك الكفر مهما كان تركه عسيرا أم مستحيلا ، لأنه من مخلفات ترك اليسير من التكليف حتى أبتلي بالعسير.

وأما المستضعفون (مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) حيث لا يستطيعون الاهتداء وهم قاصرون ، وأما المقصرون منهم في البداية (فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) إذا كان تقصيرا خفيفا طفيفا يصفح عنه عند ذي الصفح.

فلا يشترط الوسع ـ كأصل ـ إلّا في أصل التكليف ، وأما العسر أو الحرج الناتجان عن سوء الإختيار فلا يرفعان التكليف عن أصله.

(لَها ما كَسَبَتْ) في وسعها (وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) في وسعها وهذه هي فردية التبعة ، ورجعة كل إنسان إلى ربه بصحيفته الخاصة به ، ف (لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).

ولماذا «كسبت» في الصالحات كأمر يسير ، ثم «اكتسبت» في الطالحات كأمر عسير ، معاكسة في واقع العسير واليسير ، حيث الصالحات عسيرة والطالحات يسيرة ، فهنا (مَا اكْتَسَبَتْ) كما في نظائرها :

(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) (٢٤ : ١١) ـ (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ)

٣٨٧

الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (٣٣ : ٥٨)؟.

هذه المعاكسة ليست إلّا في قياس الحالة الحاضرة الظاهرة في الصالحات والطالحات ، وأما الباطنة فلا معاكسة فيها ، حيث الصالحات هي يسيرة المصير مهما كانت عسيرة المسير ، والطالحات هي عسيرة المصير مهما كانت يسيرة المسير.

بل والطالحات هي حمل على النفس في الأولى كما في الأخرى ، في الأولى لأنها تخلّفة عارمة عن قضية الفطرة والعقلية السليمة والشرعة الإلهية ، وأنها تخلّف هنا معيشة ضنكا :

(مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) ، وكما في الأخرى (خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً) (٢٠ : ١٠١).

وأما الصالحات ، فهي رغم التكلف فيها فإنها يسيرة في ذلك المثلث و (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) معنية ذاتية : فطرة وعقلية وشرعية ، وأخرى عرضية هنا حيث تصلح الحياة الدنيا ، وثالثة في الأخرى خلودا في رحمات الله (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)!

وإذا كانت التبعة فردية ، دون أن ينفع هنا لك مال ولا بنون. إلّا من أتى الله بقلب سليم ، فحق للمؤمنين ـ إذا ـ أن ينطلق من قلوبهم دعاء خافق واجف ، ألا وهو :

سلبيات ثلاث وإيجابيات ثلاث تصلح حالهم وكل بالهم في حالهم ومآلهم ، تقديما لسلبيات ثلاث :

١ (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ...).

٣٨٨

والمؤاخذة السلبية هنا تعم الأولى والأخرى ، في خطإ أو نسيان ، وترى الإنسان مؤاخذ بالخطإ والنسيان؟ وهما خارجان عن الوسع ، فإنما المعصوم بعصمة الله هو الذي لا ينسى أمرا ولا يخطأ فيه ، ثم من دونه قد ينسى أو يخطأ! فما هو دور ذلك الدعاء بعد (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)؟! ا

لخطأ والنسيان هما اثنان ، ثانيهما ما هما من حصائل التساهل والتغافل تقصيرا ، والأول قصور والإيمان قيد الفتك على أية حال ، فعلى المؤمن النّبهة الدائبة لكيلا يتورّط في ورطات الخطإ والنسيان ، لذلك ترى العارف بقذارة ـ في ثوبه أو بدنه ـ ممنوعة في الصلاة ، إذا نسيها وصلى معها ، كانت الإعادة عليه واجبة ، مهما لم يؤاخذ بنسيانه كذنب ، فإنما يؤاخذ بالإعادة ، وكذلك في باب الأخطاء كما نرى مؤاخذات فيها دون العقوبة ، أم ومعها إذا تجاوز طورها في حقل المعرفة والعبودية.

فالخطأ والنسيان عن قصور ذاتي لا مؤاخذة فيهما إذ ليسا من العصيان ، وهما عن تقصير بتناس وتساهل يخلّفان الخطأ والنسيان ، يسأل فيهما عدم المؤاخذة هنا.

ولكنهما في تقصير معّمد أولا وأخيرا عصيان لا مرد له إلّا بتوبة أم شفاعة أماهيه من مكفرات ، فإنهما يحلقان على كل عصيان عقيدي أو عملي : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ) (٦ : ٤٤) (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) (٧ : ٥١).

وليس المؤمنون يتبجحون بالخطيئة ، إعراضا عن أمره تعالى ونهيه ابتداء ، فإنما هو الخطأ والنسيان اللذان يحكمان الإنسان حين ينتابه الضعف البشري الذي لا حيلة له فيه ولا حول عنه ، أو الطوارئ المقصرة غير العامدة.

وقد تعم (لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) التقصيرين فيهما ، وهذا

٣٨٩

استغفار عنهما ، و (هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) إلّا أن بينهما فارقا هو عدم المؤاخذة في التقصير الأوّل كضابطة ، ثم عدمها في الثاني شرط التوبة الصالحة ، ورفع الخطإ والنسيان كما استكرهوا عليه في متواتر الأثر (١) يعنيهما في التقصير الأوّل.

وقد تعني (لا تُؤاخِذْنا) مثلث الخطإ والنسيان ، مهما كانت درجات ، فالقاصر منهما يسئل عدم المؤاخذة فيهما تخضعا وتأدبا كما في (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ) والمقصر المتعمد يدعو فيه دعاء التوبة ، والعوان بينهما يسئل ترك المؤاخذة فيه كضابطة.

وترى «لا تؤاخذنا» خاصة في إجابتها بأمة الإسلام؟ علّها تختص في الخطإ والنسيان العوان ، إذ يجوز فيهما المؤاخذة ، فهي ـ إذا ـ من الإصر الذي كان على بني إسرائيل (٢).

٢ (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ...).

والإصر هو الحمل الثقيل ، وقد يشمل هنا التكليف الإصر والعذاب الإصر كما كان في بني إسرائيل ، فقد عذّبوا بما حولوا قردة خاسئين وما أشبه ،

__________________

(١) الدر المنثور ١ : ٣٧٦ عن النبي (ص) قال : إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطأ والنسيان والاستكراه ، رواه عنه أم الدرداء وابن عباس وأبو ذر وثوبان وابن عمر وعقبة بن عامر وأبو بكر والحسن والشعبي.

(٢) نور الثقلين ١ : ٣٠٦ عن الإحتجاج للطبرسي في الآية عن النبي (ص) في حديث ... فزدني قال تعالى : سل : قال (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا ...) قال الله عز وجل : لست أو آخذ منك بالنسيان والخطإ لكرامتك عليّ وكانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب وقد رفعت ذلك عن أمتك ، وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا أخذوا بالخطإ وعوقبوا عليه وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك علي ...

٣٩٠

كما وحرم عليهم طيبات أحلت لهم جزاء بما عصوا وكانوا يعتدون : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً. وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ ...) (٤ : ١٦١) (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (٦ : ١٤٦) وكتب عليهم أن اقتلوا أنفسكم جزاء عما خضعوا لعجل السامري ، وحرم عليهم السبت.

وليس من التكليف الإصر عليهم ما لا يطاق وهو كر على ما فر منه من قذارة كما يروي الحديث المختلق «إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضوا بالمقاريض» (١) وهذا يقتضي ـ دوما ـ عند البول إخراج الدم من موضعه

__________________

(١) الدر المنثور ١ : ٣٧٧ عن عبد الرحمن بن حسنة أن النبي (ص) قال : ... وفيه أخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت دخلت عليّ امرأة من اليهود فقالت : إنّ عذاب القبر من البول ، قلت : كذبت قالت : بلى ، قالت أنه ليقرض منه الجلد والثوب وأخبرت رسول الله (ص) فقالت : صدقت.

وفي نور الثقلين ١ : ٣٠٦ عن الإحتجاج للطبرسي عن النبي (ص) ـ في تتمة الحديث السابق ـ فقال النبي (ص) إذا أعطيتني ذلك فزدني فقال الله تعالى له : سل ، قال : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) يعني بالإصر الشدائد التي كانت على من قبلنا فأجابه الله إلى ذلك فقال تبارك اسمه قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة ، كنت لا أقبل صلواتهم إلّا في بقاع معلومة من الأرض اخترتها لهم وإن بعدت وقد جعلت الأرض كلها لأمتك مسجدا وطهورا ، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك ، وكانت الأمة السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرّضوه من أجسادهم وقد جعلت الماء لأمتك طهورا فهذا من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك ...

أقول : قال الله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) وقول الله أحرى بالقبول من هذه القيلة ـ

٣٩١

وما أصابه ، وألّا يبقى آلة البول عندهم حيث المقاريض تقضي عليها عن بكرتها.

ولقد وصف الرسول (ص) بواضع الإصر والأغلال عن هذه الأمة المرحومة كما في الأعراف :

(... وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ ...) (١٥٧) وكما قال (ص): بعثت بالشريعة السهلة السمحاء.

٣ (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ...).

وترى كيف يدعى ربنا ألّا يحملنا ما لا طاقة لنا به؟ والتكليف بما لا يطاق خلاف الرحمة ، وقد (كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) دون تمييز أمة عن أمة ، لأنهم كلهم عباده ، المستحقون رحمته!.

قد تعني هذه الدعاء ما تعنيه (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ) تثبيتا للثابت في حق الله ، تذللا أمام الله ، وكأننا لا نستحق الحكم بالحق.

أم تعني الطاقة دون الحرج ، ف (ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) هي الشاقة من التكاليف ، التي كانت على سالف الأمم؟ إلّا أن نفس الجنس المستغرق لكل طاقة لا يناسبه!.

أم إنها الطاقة في تحمل العذاب يوم الدنيا كما فعل بالذين من قبلنا؟ وعلّها هيه ، أو أن الثلاثة كلها معنيّة مهما كانت درجات.

والطاقة من الطّوق ، وهو هنا طوق التكليف أو العذاب المتحمّل ،

__________________

ـ المختلقة على الرسول (ص) فقد أنزل الله من السماء ماء ـ منذ أنزل ـ طهورا دون اختصاص بأمة دون أخرى!.

٣٩٢

فالطاقة هي الحالة المتحمّلة ، ف (ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) هي غير المتحمّلة مهما كانت مقدورة ، حيث تستأصل كل القدرات ، فهي والحرج متماثلان ، وكما أنه (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) كذلك (ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) بفارق أن الثانية تعم العذاب هنا كما التكليف.

ذلك ـ وإلى إيجابيات ثلاث في الدعاء ، هي ختام السورة :

(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) ٢٨٦.

وعلّ الفارق بين هذه الثلاثة أن العفو هو عن الذنب ألّا يعذّب به ، وقد يعفى عن ذنب هكذا وهو باق بصورته يوم يقوم الأشهاد ، وهو عذاب نفسي بعد السماح عن سائر العذاب.

إذا ف (اغْفِرْ لَنا) غفرا شاملا لذنوبنا ، أن تستر عليها بعد ما عفوت عنها.

ثم (وَارْحَمْنا) درجة ثالثة بعدهما ، ألّا يكتفى بالعفو والغفر ، بل ويرحمنا بمزيد من فضله وكما قال الله (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) في وجه من الوجوه المعنية منها.

كل ذلك نتطلبه منك ربنا لأنك (أَنْتَ مَوْلانا) لا سواك ، فلسنا لنسأل إلّا إياك ، ولا أن سؤلنا يختص بالأخرى ، بل وفي الأولى :

(فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) نصرة في الدارين ، رحمة للمؤمنين وحسرة على الكافرين ، والحمد لله رب العالمين.

ذلك وقد ينطبق على هذه حديث رفع التسعة ، المروي عن النبي (ص): «رفع عن أمتي تسعة أشياء الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يطيقون وما لا يعلمون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لا ينطق بشفه» (١).

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٢٥٢ في التوحيد بإسناده إلى حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله (ع) قال قال ـ

٣٩٣

فالأوّلان مستفادان من الأولين (إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) والمرفوع فيهما هو المؤاخذة كما في نص الآية ، لا رفع كلما يتعلق بهما من تكاليف إيجابية أو سلبية ، أو أحكام تكليفية أو وضعية.

والثالث من (وَلا تُحَمِّلْنا) وليس فقط رفع المؤاخذة ، بل هو كل تحميل أوّله تحميل التكليف ، ثم الستة الباقية من (وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً) فإنها كلها من الإصر ، اللهم إلّا ما فيه تقصير ولا سيما الكثير ، كالمقصر عن تعلم ما يتوجب عليه من أحكام ، والمضطر إلى محظور باختيار أو تساهل ، والحاسد إذا حسد ، أمّا ذا مما له فيه الإختيار ، اللهم إلّا ما تغلّب فيه الاضطرار.

فالجهل التجاهل ، والنسيان التناسي ، والخطأ التساهي ، والاضطرار بالاختيار ، والتحاسد التباغض وما أشبه ، كل هذه مؤاخذ عنها ومعاقب بها ، وإنما المؤاخذة المسلوبة وهي المعاقبة المعفوة هي في غير العمد والإختيار ، وكما رفع كل إصر وما لا يطاق ، حيث الشرعة الإسلامية سهلة سمحاء.

وكما رفعت المؤاخذة عما رفعت عنه أصالة ، كذلك فيما يفرضه المكلف على نفسه ناسيا أو خاطئا بنذر أو عهد أو يمين ، ومثله كل إصر وغير مطاق فكذلك الأمر ، فمن يفرض على نفسه ـ بأي فارض من الثلاثة ـ أنه إذا نسي أو أخطأ فعليه كذا وكذا ، فلا عليه أن يتركه ، أو فرض على نفسه ما يجهل خلفيته الصعبة الملتوية ، أو حاضره وغائبه ، أو هو إصر أم ما لا يطاق ، فلا عليه أن يتركه ، حيث لا ينعقد أيّ من الثلاثة في غير ما يصح فرضه عليه بأصل الشرع ، فكل عسر وحرج وإصر وما لا يطاق ، وكل جهل ونسيان وما أشبه ، مرفوع عن أمة الإسلام كما رفع الله ، محددا بحدود الكتاب والسنة.

تمت سورة البقرة بتوفيق الله الملك العلام ، اللهم وفقني لتكميل الفرقان بحق من أنزلته عليه.

__________________

ـ رسول الله (ص) : ...

٣٩٤

الفهرس

ليس الله بعرضة الإيمان ، فلتلغ لغوها........................................... ٧ ـ ١٣

أحكام الإيلاء ومخلفاته..................................................... ١٣ ـ ١٩

ما هي ثلاثة قروء في العدة إلا مجمومة الحيض والأطهار الثلاثة................... ٢١ ـ ٣١

شروط الرجوع في العدة الرجعية ـ منها ارادة الإصلاح........................... ٣١ ـ ٣٩

الحقوق المتقابلة بين الزوجين................................................. ٣٩ ـ ٤٣

الطلقات الشلات بصيغة واحدة لا معقولة ولا مشروعة ـ موارد الخلع والمبارات بشروطها ٤٣ ـ ٦٣

المحلل وشروطه ـ إمساك بمعروف أو تسريح باحسان............................ ٦٣ ـ ٧٧

لا تعضل النساء عن الزواج الإّ.............................................. ٧٦ ـ ٨٠

الرضاعة وحدودها فرضا ورفضا وعوانا بينهما.................................. ٨٣ ـ ٩٦

عدة الوفاة وأحكامها ـ خطبة المعتدات ـ تمتيع المطلقات........................ ٩٦ ـ ١١٣

في الطلاق قبل الدخول نصف الفريضة ، وفي الموت قبله تمامها ـ الولاية على الإبكار؟ ١١٣ ـ ١٢٥

ما هي الصلاة الوسطي؟ القصرين كيفية الصلاة أو كميتها................... ١٢٥ ـ ١٣٨

متاع الحول للمتوفى عنها زوجها؟ متاع المطلقات؟............................ ١٣٨ ـ ١٤٣

«خرجوا من ديارهم حذر الموت» ـ القرض الحسن؟......................... ١٤٨ ـ ١٥٩

قصة طالوت وجالوت ـ هل الدين مفصول عن السياسة؟!................... ١٥٩ ـ ١٨٢

التفاضل بين الرسل؟.................................................... ١٨٢ ـ ١٨٩

آة الكرسي في قول فصل............................................... ١٩٠ ـ ٢٣٠

حوار ابراهيم ونمرود في نبرات............................................ ٢٣١ ـ ٢٣٨

الذي مر علي قرية .. من آات تصديق طويل العمر لصاحب الأمر.......... ٢٣٨ ـ ٢٤٧

٣٩٥

وفي ابراهيم «رب أرني كيف تحيي الموتى» أو لم تؤمن؟!..................... ٢٤٧ ـ ٢٥٧

الإنفا في سبيل الله وحدوده ومقرراته في مختلف الحقول فرض الزكوة في كافة الاموال؟ ٢٦٠ ـ ٣٠٥

الحكمة في مصطلح القرآن ـ النذر ـ صدقة السرو العلن...................... ٢٨٨ ـ ٣٠٥

قول فصل حول الربوا حكما موضوعا ـ لا يستثنى عن حرمة الربا ابداً ـ لا تختص الربا بالمكيل والموزون ـ الحيل الشرعية فيها غير معقولة ولا مشروعة ـ كيف يعامل مع المرابين؟ «فأذنوا بمحرب من الله ورسوله وان تبتم وان كان ذو عسرة ٣٠٧ ـ ٣٦٠

أحكام التداين في قول فصل ـ رهان مقبوضة؟.............................. ٣٦٣ ـ ٣٨٠

آمن الرسول ...؟ المرفوعات التسع عن هذه الأمة؟......................... ٣٨٣ ـ ٣٩٥

٣٩٦