٢ ـ إمرة الشام [٢٣٢ ـ ٢٧٠ ه] [٨٤٦ ـ ٨٨٣ م]
ولّى المتوكّل الفتح بن خاقان على الشام حوالى سنة ٢٣٢ ه ، وفي سنة ٢٣٥ أصبح جبل عامل تحت حكم المؤيّد بن المتوكّل الذي ضمّ إليه والده جند دمشق وحمص والأردن وفلسطين (١).
وكان المتولّي على خراج دمشق والأردن من قبل المتوكّل أحمد بن محمد فتوجّه سنة ٢٤٠ ه يعدّل دمشق والأردن كما يقول اليعقوبي (٢).
وكان أحمد بن طولون قد ولي إمرة الثغور ودمشق ، وفي سنة ٢٤٨ وليها ابنه المعروف بخماروية إلى سنة ٢٥١ (٣) ، ولم تزل بلاد جندي الأردن وفلسطين في يد نواب بني العباس إلى أن وليها عيسى بن الشيح سنة ٢٥٢ ه ، فخرج عليه الموفّق «الخارجي ، فتغلب عليه ابن الشيخ ، وطلب من الخليفة العباسي المستعين بالله» أن يكتب إلى صاحب صور في توجيه أربعة مراكب بجميع مستلزماتها لتكون تحت تصرّفه (٤).
ولم يزل ابن الشيخ متوليا على دمشق إلى أن ولي المعتمد الخلافة سنة ٢٥٦ ه ، فبعث إليه أماجور بجيش فأخرجه عن البلاد ، فلجأ بأهل بيته إلى مدينة صور وتحصّن بها ، وحتّى لا تتعرّض المدينة وميناؤها للتخريب آثر الخليفة أن يخرجه منها بالتفاوض. فأرسل إليه الفقيهين : «إسماعيل بن عبد الله المروزي» و «محمد بن عبيد الله الكريزي». وبعث معهما رسوله الحسين الخادم المعروف ب «عرق الموت» فعرضوا على ابن الشيخ أن ينصرف من
__________________
(١) تاريخ الطبري : ج ٨ ، ص ١٥٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ، ص ٤٩٠.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق : ج ٥ ، ص ١٧٩.
(٤) الأعلاق الخطيرة : ج ٢ ، ص ١٢٤ ، صور من العهد : ص ١٣٣.