من هدى القرآن - ج ٩

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ٩

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-12-2
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٤٩٣

وليرصد الشهوات الطارئة ، ويطهّر قلبه من آثارها .. وهكذا يستمر المرء يحارب بالصلاة حتى يختتم عمله وسلوكه بخير.

وكلما ذكرنا القرآن بالله سبحانه وبرسالاته ، والصراع الأبدي بين الحق والباطل ، والرساليين والجاهليين ، كلّما ضغطت علينا الظروف باتجاه تناسي ذلك الصراع ، وجرّتنا نحو الغفلة عما يجري في أنفسنا وفي الساحة الاجتماعية من صراع بين الكفر والإيمان ، ويكرّر الذكر الحكيم قصص المرسلين للتذكرة بهذا الأمر.

أما الهدف الخاص من تكرار القصص القرآنية فهو تبيان الفارق بين النور الالهي الهابط من عند الله باسم الرسالة ، وبين الثقافة الأرضية الموغلة في وحل الشهوات والأهواء. وبين هاتين الثقافتين فرق كبير جدّا ، وقد حدّد القرآن الكريم هذا الفرق عبر التمييز بين من يحمل هذا النور الإلهي ، وبين من يتأثر بالثقافة الأرضية ، فبينما تجد الشعراء في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون ، تجد الأنبياء على نقيض مما يفعله الشعراء ، يتحملون مسئوليتهم ، ويتصدون للصراع.

وفي هذه السّورة يتابع السياق تأكيد وإيضاح الهدف ذاته ، ليبيّن لنا أن رسل الله على حق ، ولكن يؤكد ذلك بعد صمود النبي أمام الإغراءات الماديّة ، والضغوط المختلفة ، لذلك نجد سليمان (ع) يصمد أمام الإغراءات المادية والسلطوية للملك ، فلا يعتدي ولا يتجاوز حتى على حدود النملة وحقوقها ، ومن ناحية أخرى نجد أنّ صالحا ـ عليه السلام ـ الذي أرسل إلى ثمود يقاوم ضغط التهديد ، فيتآمرون على قتله ، وهو منهم ، وقوانين بلدهم لا تسمح لهم بذلك بأيّ شكل من الأشكال ، فيخطّطون من أجل القضاء عليه (ع) بطريقة معيّنة ، وهي أن تختار كل قبيلة من القبائل التسع المتواجدة في مدينة حجر ـ الواقعة بين الشامات والحجاز ـ رجلا منها فيقتلونه ثم ينكرون قتله ، فيضيع دمه بين القبائل .. وهكذا أرادوا أن يشترك جميع

٢٠١

أبناء البلد في دمه ، وبذلك يتخلّصون من وطأة القوانين التي تمنع قتله.

وفي تلك الليلة التي قررت فيها ثمود قتل نبيّهم ، أمر الله صالحا (ع) بالرحيل عن المدينة ، ولمّا رحل عنها جاء ثمود العذاب الشديد فدمرهم تدميرا ، وتشبه قصة المؤامرة هذه قصة تآمر كفار مكة على قتل النبي (ص) ليلة هجرته ، ومبيت علي (ع) على فراشه ، والتي باءت بالفشل بسبب هجرة النبي عن مكة.

ان هذه القصة هي قصة صراع وتحدّ ، وهاتين الصفتين من سمات الرسالة الالهية ، ولهذا فإنّ الرسل يتحدّون ، ويقاومون الضغوط ، ويتعرّضون للأزمات ، فهم يسعون من أجل تغيير الأوضاع باجتثاث الفساد من جذوره ، ومن هنا نعلم أنه لا يمكن أن يكون الرسل ممّن ينعزلون عن الأعمال الجهادية ، ويتركون التحدي والمواجهة والتصدي.

بينات من الآيات :

[٤٥] (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً)

ان الله سبحانه يبعث للناس أنبياء ، يختارهم من بينهم ، لكي يحدّثوهم بلغتهم ، ولتكون الحجة عليهم أبلغ ، ولكيلا يقولوا : لو كان النبي من قومنا لآمنّا به.

ولقد كانت رسالة صالح كرسالة سائر الأنبياء جاءت لتقول لهم :

(أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ)

وفي هذه الآية تلميح الى وجود الصراع بين طائفتين ممن أرسل إليهم الرسول ، فاذا هم فريقان : فريق يؤمن برسالة صالح ونبوّته ، وفريق يكذّبه ويكفر به ،

٢٠٢

والصراع في بدايته حوار وجدل ينتهي الى مواجهة عنيفة ، وعادة ما يركّز القرآن على موضوع المواجهة ، ونجده أكثر وضوحا في سورة القصص.

[٤٦] (قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ)

لقد قال لهم صالح (ع) : إنّ مخالفتكم وتحدّيكم للرسالة دلالة على أنّكم تستعجلون العقاب والعذاب قبل الثواب ، وأنكم لا تعطون لأنفسكم فرصة لتجربة الرسالة ، قبل رفضها وإنكارها.

وللإنسان فرصة لتجربة بعض الحوادث الجديدة ، ولكن من الحوادث ما لا تستطيع تجربته ، ولا بد أن تنتفع بعقلك ، ولكن التجارب تختلف فقد تكون سلبية أو إيجابية.

شخص في غابة ، يقال له : تعال اركب معنا ، وإلّا أكلتك الذئاب ، فيقول : فلنجرّب إن كان ما تقولونه صحيحا. هل تنفعه التجربة؟!

كلّا .. وكذلك الذين لا يؤمنون بالرسالة حتى يروا العذاب بأعينهم ، وحينئذ لا ينفع إيمانهم شيئا. لماذا لم يجرّبوا الإيمان بعض الوقت إن كانوا يؤمنون بالتجربة؟!

(لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

إنّكم أخطأتم وانحرفتم ، فالأولى لكم أن تستغفروا ربّكم عسى الله أن يغفر لكم ويرحمكم ، فلا تصابون بآثار ذنوبكم. وآثار الذنوب قد لا ترى ، فلو ذهبت إلى مستعمرة المجذومين ، وأردت الدخول فيها ، لوجدت من يقول لك : لا تدخل ، ولو دخلت لانتقل إليك مكروب المرض ، والحديث الشريف يقول :

٢٠٣

«فر من المجذوم فرارك من الأسد»

فتصر على الدخول لتجرب ذلك ، وبعد خروجك تجد نفسك سليما لم تصب بشيء ، فتظن أنّه لم يصبك الجذام ، ولكن بعد فترة من الزمن تجد آثار الاصابة بالمرض بادية على جسمك ، ويؤكد الطبيب ذلك ، ولكنك قد لا تصدّق أنّ المرض قد أصابك عند دخولك دار المجذومين ، بل تزعم أنّ المرض أصابك بسبب آخر ، والطبيب يعرف أنّ جرثومة الجذام تنتقل عن طريق العدوى من الشخص المصاب ، ولكن لم يظهر أثرها الا بعد تكاثرها.

والذنوب تشبه الجراثيم في آثارها فهي تؤثر في جسم الإنسان وروحه وعقله ومجتمعة ولكن بعد فترة من الوقت. ومشكلة الإنسان هي نسيانه للذنب الذي يرتكبه ، ولا يدري أنه يخلّف آثارا قد لا تمحى ، فالرجل الذي زار دار المجذومين كان بوسعه أن يتقي المرض قبل ظهوره لو ذهب الى الطبيب ليتحصّن ضد المرض ، وهذا يعني في لغة الدّين الاستغفار ، وحين يرتكب الإنسان ذنبا فعليه الإسراع إلى الاستغفار كي يتخلّص من آثاره.

[٤٧] (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ)

ولعلهم تطيّروا به لأنه كان ينذرهم عاقبة ذنوبهم ، ومن طبيعة الإنسان الاستيناس إلى من يضحكه ويدغدغ أبدا احلامه ، ويزعم له أن درب الحياة مفروش بالورود ، أمّا من ينذره ويذكّره بعيوبه ، ويبكيه ، فهو ينفر منه ويتشاءم به.

وهناك حديث حكيم يقول :

«صديقك من يبكيك لا من يضحك»

٢٠٤

(قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ)

فقال لهم صالح : إنّ الشؤم الذي لحق بكم هو بسبب ذنوبكم وخطيئاتكم ، فأنتم مذنبون ، والعذاب ينزل عليكم من عند الله ، وهو الذي بعثني نذيرا.

(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ)

وإنّكم لا تعلمون بأن الله حين أنعم عليكم بهذه النعم أراد أن يفتنكم بها ، فالنعم ليست سوى ابتلاء ، وهي ليست دائمة ، ولا هي دائما خير ، ولعلّ نعمة يكون وراءها شر مستطير.

[٤٨] ويبدو أنّ جماعة من قوم صالح كانت قد آمنت به ، وكاد الإيمان ينتشر بين عامة الناس لو لا منع أشرار ثمود عن ذلك.

(وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)

وكان في المدينة تسعة شيوخ عشائر تسعى للإفساد ولا تصلح. إنّ النظام القبلي إطار للمجتمع البشري وهو بذاته ليس مضرا ، إنّما القوانين والأعراف التي فيه ـ والتي تعكس روحه ووجهته ـ هي التي قد تفسد وتفسد ، ويبدو أنّ قبائل ثمود قد بلغت هذا الدرك الأسفل ، وإذا فسد النظام بدأت نهاية المدينة ، فاذا تحول النظام الذي أنشأ من أجل حماية الحقوق ، ومنع الترهّل ، والمحافظة على القيم الحضارية إلى أداة للفساد ، والاعتداء ، والتجاوز فإنّ نهايته قد اقتربت.

[٤٩] (قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ)

حين تآمروا على قتله أقسموا بالله على ذلك ، ولعلّ هذا يدلّ على أنّهم كانوا يستخدمون الدّين ـ أيضا ـ وسيلة لعدوانهم وفسادهم.

٢٠٥

(لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ)

أي قرّروا أن يذهبوا الى داره ليلا فيقتلوه وأهله.

(ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ)

وبعد ذلك يقولون لقبيلته : إنّهم لم يروا قتله ، ويؤكّدون إنهم صادقون فيما يقولون.

[٥٠] (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)

وحينما كانوا يخططون ، كان الله سبحانه قد دبّر لهم أمرا. إنّ الله يعلم ما في نفس الإنسان ، بينما هو لا يعلم ما في نفسه سبحانه ، ولا بد أن يخضع لربّه شاء أم أبى.

[٥١] (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ)

فقد انتهوا ولم يستفيدوا من الفرصة.

(أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ)

لماذا دمرهم الله وقومهم؟ ولماذا استحقّ قومهم العذاب؟

والجواب : لأنّهم رضوا بالكفر وسكتوا ، ولم يتّحدوا أو يثوروا ضده ، فحينما جاء العذاب شملهم أجمعين ، وكما قال الله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (١) فإذا جاء العذاب فإنّه لا

__________________

(١) الأنفال / (٢٥).

٢٠٦

يشمل الكفار فقط وإنّما من سكتوا عنهم ، ورضوا بأعمالهم أيضا ، وهكذا أيضا حال من يسكت ـ اليوم ـ عن ظلم الطغاة والمفسدين.

[٥٢] (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا)

كان أهل الجزيرة عادة ما يذهبون الى الشام ، وفي طريقهم إليها يمرّون (بمدائن صالح) وهي حجر ، فيشاهدون بيوتهم الخاوية المنحوتة من الصخر ، وإلى الآن آثارها شاخصة للعيان ، ويقال : أنهم نحتوا بيوتهم من الجبال ، ثم نزلوا الى الصحراء ، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ، وأهلكهم بما ظلموا ، وقد جاء في الروايات الشريفة :

«الظلم في الدنيا بوار ، وفي الآخرة دمار» (٢)

«من جار أهلكه جوره» (٣)

«من عمل بالجور ، عجّل الله هلكه» (٤)

«حقّ على الله عزّ وجلّ أن لا يعصى في دار الا أضحاها للشمس حتى تطهرها» (٥)

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)

إنّ في آثارهم شاهدا ودليلا للذين يعتبرون بالمثلات.

__________________

(٢) ميزان الحكمة ص (٥٩٥).

(٣ ، ٤) المصدر ص (٥٩٨).

(٥) نور الثقلين / ج (٤) ص (٩٤).

٢٠٧

وهناك مفارقة بين قصة ثمود حيث أهلكهم الله وقصة بلقيس حيث أسلمت مع سليمان لربّ العالمين ، وهما حضارتان عربيتان ، خضعت إحداهما للرسالة بالرغم من أن حاملها لم يكن عربيا وهو سليمان (ع) بينما تحدّث الأخرى رسالات الله مع أنّ حاملها كان أخا لهم ، شريفا بينهم ، بل وحاولت اغتياله لو لا نصر الله له.

[٥٣] (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)

وأنقذ الله المؤمنين الذين يخشون ربهم من العذاب الذي أصاب ثمود ، فكما أنّ الكفر والظلم سبب الدمار ، فإنّ الإيمان والتقوى سبب للنجاة.

٢٠٨

وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٥٦) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (٥٧) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩) أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها

٢٠٩

رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٦١) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦٤)

٢١٠

آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ

هدى من الآيات :

كان قوم لوط من الذين أصيبوا بالشذوذ ، والإسراف في الشهوة الجنسية حتى تمرّدوا على أوامر الله بسببها ، وعند ما نقرأ حياة الأنبياء مع أقوامهم نجد أنّ أساس الفساد لدى الجميع واحد وهو : ضعف الإيمان بالله ، وبالتالي الشرك به ، مهما اختلفت مظاهر الفساد من قوم لآخر ، والشرك بالله هو السبب المباشر لضعف الإنسان ، وانبهاره بزينة الحياة الدنيا الى حدّ الانهيار أمامها ، بينما كان عليه أن يسخّرها لنفسه ، ولقد أسجد الله الملائكة له تعبيرا عن خضوع الطبيعة ، لأنّ الملائكة الموكّلة بها سجدت له ، ومن جانب آخر علّم الله آدم الأسماء ، وأعطاه العلم والعقل وسيلة لتسخير الحياة في صالحه.

ولكنّ الإنسان كثير مّا يختار اتباع الهوى ، والخضوع لطبائعه بسبب وساوس إبليس ، ولا شك انّ الذي يعجز عن السيطرة على نفسه ، وإخضاع طبائعه لعقله وللعلم الذي أعطاه الله إيّاه ، سوف لن يسخّر الطبيعة من حوله ، لأنه حينذاك سيصير

٢١١

جزءا منها ، ولن يسخّر البشر الطبيعة في صالحه الا بالإرادة ، والسيطرة على النفس ، والنظريات التي تغفل جانب الإرادة في الإنسان هي التي تؤمن بالحتميّات ، وتسلب الثقة من الإنسان بنفسه أمام ضغط الظروف المختلفة.

فالنظرية الماركسية تقول : إنّ الإقتصاد يدير الحياة ، وإنّ وسائل الإنتاج هي التي تصوغ المجتمع ، وتسيّر التاريخ ، وبدلا من أن يشرف الإنسان على الاقتصاد ، يشرف الاقتصاد عليه ، والنظرية الاجتماعية تقول : إنّ الوسط الاجتماعي ، والمرحلة الاجتماعية التاريخية هي التي تصوغ حياة الإنسان ، وأنّ التوافق الاجتماعي هو أقوى إحساس يدفع البشر نحو أتجاه معيّن. وهناك نظرية متطرفة في علم النفس وضعها فرويد : ترى أنّ الإنسان يخضع لشهواته الجنسية مباشرة ، أو عن ردود أفعال وإحباطات معينة ناتجة منها ، وكل هذه النظريات قد تكون صحيحة ، ولكن حينما يفقد البشر الإرادة والايمان بالله ، أمّا المؤمن فهو فوق كلّ هذه الحتميّات ، إذ يسيطر على نفسه فلا الشهوة الجنسية ، ولا المجتمع الفاسد ، ولا الإقتصاد ، أو السياسة ، أو ايّ عامل مادي آخر يستطيع إخضاعه والسيطرة عليه ، وهذا هو جوهر الإسلام الذي تؤكّده الآيات الأخيرة من هذا الدرس.

وأيّهما أفضل للإنسان أن يعبد الحجر ومثيله الإنسان ، والطبيعة التي كلّف بتسخيرها ، أو أن يعبد الله؟ فعبادة الله هي التي تتوافق مع فطرة الإنسان وعقله ، لأنّ الإيمان مغروس في البشر منذ عالم الذر ، يوم قال الله لبني آدم : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى» (١) إلّا ان العوامل المختلفة وأهمها نفس الإنسان هي التي تحجب البشر عن هذه الحقيقة ، ولا سبيل له للمحافظة على عهده مع الله الا بترويض النفس والسيطرة عليها.

__________________

(١) الأعراف / (١٧٢).

٢١٢

لا يجد الإنسان ـ مهما بلغ به الإلحاد ـ ملجأ غير الله في لحظات الخطر ، فلو ركب سفينة ، وهبّت في عرض البحر عليها عاصفة فحطّمتها ، فإلى من سيلتجئ؟ هل سيلجأ إلى صنمه؟! أو إلى رئيسه الذي كان يخضع له من دون الله؟! لن يفعل شيئا من ذلك ، وإنما سيشعر أنّ هناك قوة أعظم من كلّ ذلك ، هي التي تحدّد مصيره ، وبيدها إنقاذه من الهلاك ، وحينئذ يتجه نحوها يطلب الخلاص ، وذلك هو الله ربّ العالمين.

وبالرغم من أنّه لم يعبد الله بل عبد الطاغوت والشيطان الذي يتمثل في النفس الأمّارة أو المجتمع المنحرف ، إلّا أنّ الله سبحانه يستجيب له ، وينقذه من ورطته ، وعند ما يتخلّص من الهلكة ويصل الى شاطئ الأمان يعود إلى انحرافه وخطئه ، كما فعل بنو إسرائيل حين قالوا لموسى (ع) بعد ما خرجوا من البحر : «اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ» (٢) وهذه من طبيعة الإنسان في كل مكان وزمان.

إنّ قلب الإنسان يتصل بالله في الشدة وأوقات التذكرة ، ولكنّه في وقت الغفلة والنسيان والضغوط ينسى الله وعهده معه ـ وهذه هي بداية الانحراف ـ فهو يبدأ من نسيان الله ، وقدرته ، وهيمنته ، ولو لا ذلك لما استعبدتنا الأهواء ، ولما وجهتنا الأنظمة الاقتصادية ، والاجتماعية ، والسياسية ، والعسكرية ، وغيرها.

إنّ الضمير الحيّ النقيّ هو الذي يبقى متوكّلا على ربّه باستمرار ، متصلا به في كلّ ظرف.

بينات من الآيات :

[٥٤] من أعظم ما يسعى اليه الأنبياء إنقاذ المجتمعات من الانحراف ،

__________________

(٢) الأعراف / (١٣٨).

٢١٣

وتوجيهها نحو الخير ، ولا يثنيهم عن ذلك شيء مهما كان موقف المجتمع ، ذلك أنّهم يجدون أنفسهم مسئولون عن تبليغ رسالتهم التي يتحملّون من أجلها كل أذى ، وهكذا كان نبيّ الله لوط :

(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)

كيف تعملون المنكر وأنتم تعلمون قبحه ، وأنه ضلال وانحراف؟!

[٥٥] (أَإِنَّكُمْ)

وخلافا للسنة الطبيعية.

(لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)

إذ تتركون علمكم النابع من العقل والوجدان الى الجهل الذي هو كلّ سلوك لا يهتدي بنور العلم ، ولا يتوافق مع فطرة الإنسان.

[٥٦] والذي يحمل رسالة التغيير يجب أن يتحمّل من أجل تبليغها كلّ مكروه ، لا أن يكون مستعدا لتحمّلها ما دامت لا تسبب له أذى ، فإذا أوذي في الله نكص على عقبيه. ونبيّ الله لوط كان يعرف مسبقا موقف قومه السلبي إلّا أنّه لم يتوان في تحمل مسئوليّته.

(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ)

حينما يتبع الإنسان الجهل ، ويعارض العلم ، فإنه يعارض العالم أيضا ، والذي يعارض فكر إنسان ما وعلمه فإنّه يعارضه شخصيا في غالب الأحيان ، وهكذا نجد الصراع بين لوط وقومه يتحوّل من اختلاف حول موضوع معين ـ هو

٢١٤

اللواط ـ الى صراع عنيف يسعى فيه المجتمع الى طرد نبيّ الله ، وكثيرا ما يلجأ الإنسان الى منطق القوة مع الأطراف المخالفة له حينما يفشل في معركة المنطق ، فعند ما أراد مجتمع لوط طرد المؤمنين قالوا :

(إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ)

إنّ آل لوط يريدون حياة طاهرة ، لذلك يجب إخراجهم وطردهم. أو ليست الطهارة تقف مع عقل الإنسان وفطرته؟! بلى. ولكنّ أصحاب منطق القوة لا يهمّهم مع من يكون الحقّ ، لأنهم لا يريدون الحق ، بل يريدون ما يتفق مع شهواتهم ولو كان الباطل بعينه.

وهذا هو منطق الطواغيت حين يخرجون المؤمنين ، ويعذّبونهم ، ويقتلونهم بحجة أنّهم يسعون لإقامة حكم الله ، وكأنّ ذلك جريمة. إنّهم يريدون منا أن تنحصر صلاتنا بين جدران المساجد ، أما أن تنعكس على واقعنا السياسي والاجتماعي فلا.

[٥٧] وعند ما أجمع القوم على إخراج لوط ومن معه أنجاهم الله ، وبقيت زوجته معهم لأنّها منحرفة ، فنزل عليهم العذاب الذي شملها أيضا.

(فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ)

[٥٨] (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ)

تستخدم كلمة المطر في القرآن للسوء فقط ، أما الغيث الذي يأتي من السماء فاسماؤه مختلفة ، وما أنزل الله مطر السوء عليهم دون سابق إنذار ، بل أنذرهم فكذّبوا بالنذر ، ولم ينتفعوا بها.

٢١٥

[٥٩] (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ)

لقد انتهى أولئك فأحمد الله أنّك هديت للإسلام. والذي يحمد الله على الهداية وكونه مع المؤمنين لا بد ان يتّصل بعباده الذين اختارهم.

(وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى)

وهؤلاء الذين اختارهم الله من عباده علينا المسارعة للانتماء إليهم إذا كنّا نعبد الله حقّا ، فالخاضع لله هو الذي يسلّم لأوليائه الذين اصطفاهم على خلقه ، والتسليم الحقيقي هو الخضوع لهم في القول والعمل من جهة ، والتبرّي من أعدائهم في كل شيء من جهة ثانية ، ولهذا جاء في زيارة الأئمة عليهم السلام :

«أشهد الله وأشهد أني ... موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم» (٣)

(آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)

وهنا تبدأ سلسلة من الأسئلة التوجيهية : أيّهما أفضل الله ما يشركون؟ وهدف هذه الأسئلة أن يحرك الإنسان عقله متفكّرا ، ليبتعد عن الشرك عن وعي وقناعة نابعة من عقله لو أجاب على هذه التساؤلات إجابة سليمة.

[٦٠] في إطار بيان القرآن لعبر الأمم السابقة ، يوقفنا السياق لحظات ليذكرنا بربّنا العزيز عبر آياته في الحياة :

أولا : لان معرفة الله تساهم في معرفة الحقائق الأخرى ، وبالذات في حقل الرسالة.

__________________

(٣) مفاتيح الجنان / الزيارة الجامعة.

٢١٦

ثانيا : لأنّ كتاب الخليقة نسخة صامتة لكتاب الله الناطق المنزل على الرسل.

ولعل القرآن يشير في كل سياق إلى الآية الطبيعية التي توحي بنفس الأسماء التي تبينها آيات الله.

(أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)

إنّ الاجابة على هذه التساؤلات كلها تهدينا الى الله ، إلّا أنّ البشر كثيرا ما يميلون عن الحق لأنه يخالف أهواءهم.

[٦١] (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً)

بسبب الجاذبية التي لولاها لكنا نسبح في هذا الفضاء الرحب.

(وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً)

يستفيد منها الإنسان ، ويقوّم بها حضارته.

(وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ)

من شأنها حفظ توازن الأرض.

(وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً)

حيث تنحدر المياه من الجبال وهي عذب فرات ، وعلى مقربة منها البحر وهو ملح أجاج ، والتراب لا يحجز الماء عن التسرّب ، ولكن وصول الماء إلى التراب

٢١٧

يتحوّل الى طين يتحصّن أمام الماء فيمنعه من التسّرب.

(أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)

بعد أن يتعرض القرآن إلى هذه الآيات ، ويعرضها على عقل الإنسان ، يتساءل : هل يوجد مع الله إله آخر؟! والإجابة بالطبع : كلا .. فلو كان ثمّة اله آخر لوجدنا أثره في هذه الحياة في الأرض أو في السماء أو في البحار أو .. أو .. ، فإذا أشركنا دون دليل فنحن إذن جهلاء.

[٦٢] ثمّ يطرح القرآن سؤالا آخر يخاطب به وجدان الإنسان ، إذ يقول :

(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)

من هو الذي تلتجئ إليه فيدفع عنك الخطر حين يحيط بك أيّها الإنسان؟!

(وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ)

أ ـ يجعلكم خلفاء الأرض بإعطائكم السلطة السياسية.

ب ـ يجعل بعضكم يخلف بعضا.

وسواء هذا أو ذاك ، فإنّ الذي يهلك ملوكا ويستخلف آخرين ، ويهلك قوما ويأتي بغيرهم ، هل يعقل أن يكون له شريك؟! فلما ذا لا تفكّرون بعقولكم لتتوجهوا الى الله؟

(أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ)

في كثير من الأحيان يعتقد الإنسان أنّ السلطة السياسية بيد الناس فيعبدهم ،

٢١٨

ولكنه لا يدري أنّه لو شاء الله لتهاوى جميع الذين يجلسون على العرش ، ولتساقطوا كأوراق الخريف ، إنّ هذه الحقيقة قريبة من الإنسان ، ولو عاد إلى فطرته ، وفتّش في داخله لوجدها ، ولكنّه ينساها بسبب الشهوات ، والمشاكل ، والضغوط.

وحين يوجّهنا الله إلى الإيمان به ، فذلك لكي نستطيع السيطرة على أنفسنا؟ وتسخير الطبيعة من حولنا ، وإلّا سخرنا كلّ شيء ، وكما في الحديث القدسي :

«عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون»

أمّا حين يخرج البشر من حصن الله ، ويبتعد عنه فإنّ كلّ ما في الطبيعة يستعبده ويسخّره ، كالذي صار شهيدا للحمار فلم يصلّ عليه رسول الله مع سائر الشهداء.

[٦٣] (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)

الهداية من عند الله ، فلو لم يلهمه صناعة البوصلة لضلّ طريقه ، ولو لم يرسل له الأنبياء لما عرف الحق والباطل.

وقد يتصور الإنسان أنّ البوصلة هي التي تهديه حينما يتيه في عرض البحر ، أو أنّ عقله هو الذي يهديه ، ولكن من الذي يلهمه معرفة الطريق حينما لا تنفعه البوصلة ولا يهديه العقل؟! ثم إذا كانت الهداية عن طريق العقل فهو من عند الله تعالى.

والمخترعون الكبار يقولون : إنّ الاختراعات نوع من الإلهام ، حتى أنّ بعضهم يتوصّل إلى الاكتشافات في حال النوم ، وكذلك يقول كبار الشعراء : إنّ الشعر شيء من الإلهام في غالب الأوقات.

٢١٩

(وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)

لقد جعل الله الأنبياء رعاة للأغنام إلّا بعضهم ، والحكمة في ذلك كما جاء في حديث لينتظروا الغيث ، والإنسان يعلم أنّ الذي يأتي بالسحاب عبر الرياح إنّما هو الله ، إذا :

(أَإِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

مع كل هذه الآيات الواضحة إلّا أنّ بعضا من الناس يتصوّرون أنّ النفع والضر يأتي به الحكّام ، فيخضعون لهم ، ويشركونهم مع الله.

[٦٤] (أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)

من الذي يأتي بالخلق من العدم ، ثم يعيده يوم البعث؟!

(وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ)

من أين نحصل على الرزق؟ هل من عند أنفسنا؟! كلا .. إنّه من عند الله ، الذي بيده أرزاق العباد ، ومن الناس من ينظر إلى السبب المباشر للرزق ، ويغفل عن ملايين العوامل التي يدبّرها الربّ من وراء ذلك السبب المباشر.

(أَإِلهٌ مَعَ اللهِ)

البعض يدّعون أنّ لله شركاء كالطواغيت.

(قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)

أحد الحكام يشتري طائرة خاصة فيها مستشفى للقلب ، وطاقم خاص من الأطباء خوفا من أن يموت ، فهل هذا إله حتى نشتري مرضاته بمعصية الله؟!

٢٢٠