من هدى القرآن - ج ٦

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ٦

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-09-2
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٥٠٢

بوعود كاذبة ، فان عباد الله سوف يتحدونه بعون الله ، وبالتوكل عليه وكفى بالله وكيلا. والله يملك كل شيء ومن يعرفه ويتوكل عليه فهو حسبه.

فهو الّذي يزجي السفن في اعالي البحار لمصلحة البشر ، رحمة بهم اما إذا أحسوا بالضراء في البحر وغاب عنهم آلهتهم الّتي كانوا يشركون بهم فان يد الله تنجيهم من ورطتهم بالرغم من انهم يعرضون عنه إذا وصلوا الى الشّاطئ آمنين ، ويقابلون رحمة الله ، بالكفران بدل الشّكر ، دون ان يتذكروا ان الله قادر على ان يخسف بهم جانب البر ، أو يرسل عليهم ريحا تقذفهم بالحجارة ، فلا يجدون وكيلا يدافع عنهم ، أو يخشوا العودة الى البحر فتحيط بهم عواصف تغرقهم بكفرهم ولا أحد يطالب بثأرهم.

لقد كرم الله بني آدم ، واسجد لهم الملائكة وحملهم في البر والبحر ، ورزقهم من الطيبات وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا ووعدهم بالنصر في مواجهة الشّيطان الّذي يقف لهم بالمرصاد!

بينات من الآيات :

إبليس يتحدى سلطان الحق :

[٦١] (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)

أشرنا في سورة البقرة ان سجود الملائكة يرمز الى اخضاع الطبيعة للإنسان ، وعللنا ذلك : ان كل طبيعة في الكون لها ملك موكل بها ، فهناك ملك للمطر ، وهناك ملك للريح ، وآخر للبحار وملائكة للنهار وملائكة لليل و.. و.. والمطلوب من الإنسان هو ان يخضع نفسه وقوى الشّر في الطبيعة.

(قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)

٢٦١

يبدو ان إبليس كان عنصريا لأنه حيث زعم أن العنصر الناري أفضل من العنصر الترابي ، ولم يعلم بان العنصر الترابي ليس بشيء ، لو لا تكريم الله له بتلك القدسية التي نفخها الله فيه ، منحه العقل والارادة.

[٦٢] (قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ)

قالوا : معنى هذه الكلمة اخبرني ، ولعل معنى الكلمة هل ظننت انك تغلبني وفيها نبرة التحدي والتمرد وكان أسلوب اللعين بعيدا جدا عن مقام رب العالمين إذ كان أسلوبه أسلوب تحد على من كرم الله وكأنه كان يقول : ستعلم ما افعل بهذا الّذي كرمته عليّ وامرتني بالسجود له!!

(لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ)

اي امهلتني حتى يوم القيامة لترى ماذا اعمل!!

(لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً)

ما هي غاية إبليس؟

هدف إبليس ان يحتنك بني آدم ، والاحتناك ، كما قال المفسرون له معنيان :

الاول : الأخذ من العنق اي سوف اقود بني آدم سوق البهائم.

ثانيا : الاستئصال اي لأستولين عليهم بالكامل قالوا : احتنك فلان ما عند فلان من مال استقصاه واخذه بالكلية واحتنك الجراد الزرع ، اكله بالكلية (الا قليلا) ممن يتمرد عليّ ويتبع عقله وهذا قول الشيطان ، ويبدو من هذا الحوار ان إبليس يقول : انا أقوى من آدم ، أنت كرمته عليّ بيد اني سوف ادخله النار.

٢٦٢

[٦٣] (قالَ اذْهَبْ)

أعطيتك الفرصة والمهلة.

(فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً)

ان الله خلق الجن والانس ليعبدوه وكرم بني آدم واهله لعبادته ، اما إذا خرج عن حدّه ووقع في خط الشيطان ، آنئذ يسحب الله الكرامة منه ويدخله جهنم هو وجنود إبليس أجمعين. وهكذا إبليس من أشد الأعداء خطورة على ولد آدم جاء في الدعاء(الهي أشكو إليك عدوا يضلني ، وشيطانا يغويني ، قد ملأ بالوسواس صدري وأحاطت هواجسه بقلبي ، يعاضد لي الهوى ويزيّن لي حبّ الدنيا ويحول بيني وبين الطاعة والزلفى) الا ان الله سبحانه وتعالى زود الإنسان بالإرادة والعقل وأعطاه مزايا عدة كيف؟ تعالوا نستمع الى هذا الحوار.

لما اعطى الله إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم : (يا رب قد سلطت إبليس على ولدي وأجريته منهم مجري الدم في العروق ، وأعطيته ما أعطيته ، فما لي ولولدي؟

قال : (لك ولولدك السيئة بواحدة ، والحسنة بعشر أمثالها).

قال : يا رب زدني.

قال : التوبة مبسوطة حتى تبلغ النفس الحلقوم.

قال : يا رب زدني.

قال : اغفر ولا ابالي.

هكذا يمكر إبليس :

وخطورة الشيطان انه يستخدم أمكر الخطط من أجل إغواء بني آدم ولو لا يقظة

٢٦٣

أبن آدم ، وعزمه الراسخ للتخلص منه ، فان إبليس يصرعه بواحدة من خططه العديدة.

وكم يكون عظيما ذلك الإنسان الّذي يتحدى كل خطط الشيطان ويصل الى الجنة بعد تجاوز المواقع والعقبات الشيطانية العديدة ويذكر السياق القرآني بخمسة خطط :

التضليل الاعلامي وتخريب الاقتصاد وإفساد التربية والإرهاب والترغيب.

الف : التضليل الأعلامي :

[٦٤] (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ)

والاستفزاز بمعنى الاستنهاض ، يقال فزّت الدابة : اي قامت وتحركت .. اي حرّك منهم من تريد واستنهض من شئت باعلامك المضلل. ويشمل الصوت الدعاية والموسيقى والغناء وكل أساليب الغواية المنطوقة.

ويعتبر التضليل الاعلامي امضى اسلحة الشيطان ، حيث نرى بداية الخلق ان إبليس اغوى آدم وزوجته ، وأخرجهما من الجنة ، بالقسم الكاذب وعلى امتداد التاريخ استخدم الشياطين ابواقهم الدعائية لمحاربة الحق ، وكان حول الطغاة أبدا جيش من ادعياء الفكر والدين يؤيدون سلطانهم ويغوون عباد الله.

ولا تزال شبكات المستكبرين التضليلية تقوم بأسوأ دور في مد سيطرتهم الشيطانية على المستضعفين وهكذا ينبغي ان يكون الشعب على أعلى مستوى من الوعي حتى يقاوم هذا التضليل ، والا فان الجزارين سوف يقودونه الى المذبحة بهدوء بعد ان يخدعوه ويغروه.

٢٦٤

باء / الإرهاب :

(وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)

الإرهاب وسيلة شيطانية يستنجد بها أعوان الشيطان متى تحرك الناس تجاه دينهم ، أو بدأوا بممارسة حقهم في التفكير ، أو بدأوا يستخدمون عقولهم .. (خيلك) هم الخيالة أو بمعنى آخرهم القوة المحمولة للشيطان و (رجلك) اشارة الى جيش المشاة.

جيم / إفساد الاقتصاد :

(وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)

وهذا هو الأسلوب الثالث الّذي يعتمده الشيطان وهو إفساد النظام الاقتصادي وحين يكون الاقتصاد فاسدا بسيطرة الرأسمال الكافر فان من الصعب جدا عبادة الله ، لان الشيطان يقطع رزق المؤمنين بعد سيطرة اجهزته على المال.

دال / إفساد التربية :

اما المشاركة في الأولاد فتعني التربية الفاسدة للطفل ، فالشيطان يشارك الأب في تربية ابنائه فمنذ نعومة اظفارهم يأخذهم ليزرقهم فكره ، ليكونوا حملة لرسالته.

والمعنى العميق لهذه الآية : ان الإنسان لو ترك وفطرته ، لاستفاد من حياته ، ولكن الشيطان يدخل مع الإنسان في كل شيء ويصير معه شريكا ، فيمتص جهوده ، فلا يستفيد الإنسان من حياته لحياته الاخرى ، بل تكون حكرا للشيطان.

هاء / الترغيب :

(وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً)

٢٦٥

وهذه هي النقطة الاخيرة التي يعتمد عليها الشيطان وزبانيته وهي أسلوب الترغيب ، ولخطورة هذه النقطة سفهها الله سبحانه وتعالى ، لان الإنسان تغريه رنّة الدينار حتى يعمى بصره فيصبح لا يرى الحق الا بلج.

الغرور هو التغرير ، قال : الراغب في مفرداته : الغرور هو كل ما يغر الإنسان من جاه وشهوة وشيطان ، وقد فسر بالشيطان إذ هو أخبث الغاوين.

عبادة الله عصمة وهداية :

[٦٥] (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)

ان عبادة الله سبحانه وتعالى ، والاتصال به عصمة للإنسان لئلا يقع في حبائل الشيطان ان عبادة الله هدى في البصيرة ، وقوة في الارادة ، وغوث في الكربة والذين يكفرون بالله ولا يتمسكون بحبله فان الشيطان يضلهم بغروره ويرهبهم بجيشه ، ويشاركهم في الأموال والأولاد.

وهكذا لا يمكن لأحد ان يتخلص من برائن الشيطان ، من دون الاعتصام بحبل الله المتين.

وكما ان امضي اسلحة إبليس الاستفزاز بالصوت ، فان أعظم حصن للمؤمن هو الّذي يقيه تضليل الناس.

وذلك ببصائر الوحي وضياء العقل ، وهكذا تكون الصلاة والصيام وسائر العبادات وسيلة للتفكر السليم ومقاومة عوامل الانحراف الفكرية. ويفسر هذه الآية قوله سبحانه وتعالى في سورة النحل :

(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى

٢٦٦

الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (النحل ٩٨)

(السلطان) هو القدرة.

(وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)

من الطبيعي جدا ان ارادة الشيطان لا تستطيع ان تقف امام مشيئة الله ، لان وعد الله هو الحق وان يعد الشيطان الا غرورا ، وقد وعد الله عباده بأنه وكيلهم في صرف الشيطان عنهم ، وتقطيع مصائده وهدم مكائده.

ان مقاومة أسباب الانحراف في النفس تسير جنبا الى جنب مع التيار العام للخلق والفطرة والّذي تمثله سنن الله وقوانين الطبيعة. اما الانحراف فهو السير ضد هذا التيار ، فلذلك فان الانحراف يحمل في جوفه عوامل انهياره ، حتى لو تذرع بالاساليب الملتوية من إرهاب أو إغراء.

[٦٦] (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ)

هذه مقارنة بين غرور الشيطان ونعم الله ، فاذا كان الشيطان يرمي الى تلك المقاصد التي ذكرها الله ، فان الله سبحانه وتعالى ينقذ الإنسان من براثن الشيطان ويساعده على تسخير الطبيعة حيث يزجي السفن في البحر لمصلحة البشر.

والإزجاء : هو الدفع والتحريك ، ولا يتم الإزجاء الا بخلق عوامل مؤثرة تساعد على هذا الإزجاء سواء بالريح التي تحرّك المياه وتحدث الأمواج أو بالقمر الّذي يصنع المد والجزر ، أو بخلق العوامل التي تساعد على تحريك السفن فوق سطح المياه.

(لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)

٢٦٧

فلم تزل السفن أفضل وسيلة للتجارة ، ونقل فضل الله المتمثل في ألوان البضائع من بلد الى بلد وبالرغم من تقدم الوسائل الاخرى للنقل البري ، كالطائرات والسيارات والقطار ، فان نسبة نقل البضائع عبر البحار أعظم من غيرها بما لا قياس. وبالاضافة الى ذلك فان البحار ستضل أفضل وأعظم مصدر للطعام البشري الطيب.

[٦٧] أسلوب القرآن الحكيم يعتمد على إبلاغ الحقيقة الى غور الفكر ، وعمق القلب ، بان يرفع الحجب التي بينه وبينها حتى يشاهد بذاته الحقائق. فهذا هو العلم الحق انه كشف وشهود واتصال مباشر بين القلب والحقيقة (عبر جسر المعرفة). وهنا يذكرنا الرب سبحانه : بذاته عبر منهاج وجداني يعتمد على رفع الحجب وشهود الواقع. ولعل الحديث التالي يبلور في نظرنا هذا الأسلوب.

جاء رجل الى الامام الصادق (ع) وقال له : يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني.

فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال : نعم قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال : نعم.

قال : هل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال : نعم قال : الصادق (ع) : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث(١)

[٦٧] (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)

في لحظات الخطر يتذكر العبد ربه ، ويتعلق قلب الإنسان بالله وليس بذاته التي يعبدها أو بالطاغوت الّذي يخضع له.

__________________

(١) بحار الأنوار ج ٣ ص ٤١

٢٦٨

وهكذا يستدل بها الله على ذاته ، فلا أحد منا يخلو من لحظات الحرج والشدة ، حيث تحيط بنا الاخطار ونعرف بفطرتنا ان أولئك الآلهة المزيفة ، التي تعبد من دون الله لا تغني عنا شيئا فتتصل القلوب برب الأرباب ، وتبدأ بالمناجاة الحارة ، ويفتح الرب أمامنا أبواب رحمته وتستقبلنا بشائر فضله وتنقذنا يدعونه وغوثه.

(فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً)

فبدل ان يزداد شكرا تراه يزداد طغيانا وكفرا بنعمة الله ، (وكفورا) صيغة تدلّ على الاستمرار.

[٦٨] (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ)

اين تهرب من قدرة الله؟! صحيح انه نجاك من هذا البحر الغاضب ، لكن من الّذي يضمن لك ان لا تخسف بك الأرض ، أو ينفجر عليك بركان منها ، وهذه الآية اشارة الى إمكان حدوث التغيرات الجيولوجية في اي لحظة.

(أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً)

الحاصب الريح المحّملة بالحصى وذرأت الرمل.

عند ما كانت قوافل العرب تسير في الصحاري التي تتحرك رمالها كانت الرياح تسوق كثبان الرمل فتبتلع القوافل بما فيها وبمن معها ، ولعلهم كانوا يسمونها بالحاصب.

هذه طبيعة الإنسان بدل ان يشكر ربه على النعم اولا وعلى خلاصه من البلاء ثانيا بدل ذلك يكفر.

(ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً)

٢٦٩

سبق وان ذكر الله سبحانه بأنه وكيل عن المؤمنين في دفع الشيطان عنهم ، ولكن من هو وكيل الكافرين في دفع الموت والضرر هذه الآية تشير الى ضرورة الرجوع الى الله لأنه القوي ، ولا قوة أعلى من قوته.

عند ما ذكر الله أساليب الشيطان صغرها وبيّن ان عباد الله أقوى منها بفضل الله فاذا كان الشيطان يستطيع إغواء اتباعه فان الله قادر على إهلاكهم رأسا بان يغرقهم في اليم ، أو يخسف بهم الأرض ، أو يرسل عليهم ريحا لا تبقى ولا تذر.

بعد البلاء أما العذاب أو الرحمة :

[٦٩] (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً)

اي يعيدكم في البحر ، فيرسل عليكم القاصف (القاصف) هي : الأعاصير البحرية الهائلة ، هذه الآية تشير الى غباء الإنسان ، فانى له ان يهرب من عذاب الله؟! فحتى لو اسكرته الفرصة واذهله تتابع النعم عن شكر ربه ، فهل ينفعه ذلك؟!

الله قادر على ان ينسيك ما أصابك ، وهذا ليس من صالحك ، إذا قد تلدغ من الجحر الّذي لدغت منه في المرة السابقة! انما عليك ان تتذكر ما أصابك من البلاء ليذكرك بالله سبحانه وتعالى حينها لن تلدغ من جحر مرتين.

ان الله سبحانه وتعالى عند ما يبتلي امة فانما يبتليهم بما كسبت أيديهم ويهدف إنقاذهم من السيئات التي كانت سبب البلاء كما ان الألم علامة المرض فكذلك البلاء علامة الذنب فاذا كفروا وتمادوا في الغي فان الله عند ما يبتلي امة فان ذلك مؤشر إنذار لهم بأنهم مذنبون ، وان الله لا ينجي من هذا البلاء الا عند خلوص النية ،

٢٧٠

والخلاصة هي : ان الله سبحانه وتعالى يبتلي الإنسان بالبلاء ليعمق روح الايمان فيه ، ولكنه قد يكفر إذا نجي منه وقد البلاء يتحول الى عذاب.

قال الله سبحانه وتعالى لعيسى (ع) : «يا عيسى! لا يغرنك المتمرد عليّ بالعصيان ، يأكل من رزقي ، ويعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع الى ما كان عليه ، فعليّ يتمرد؟ أم لسخطي يتعرض؟ فبي لآخذنّه اخذة ليس له منجي ولا دوني ملجأ»

إذا البلاء ميزان العبد فقد يهتدي به فيرحمه الله ، وقد يطغى فيحول الله البلاء الى عذاب ، لقد رفع الله فوق بني إسرائيل الطور وهددهم بأنه سوف يسقطه عليهم ، ولكنهم أخلصوا نيتهم فتاب الله عليهم ، وعند ما عادوا الى غيهم عاد الله عليهم العذاب ، إذا علينا ان نعرف أبدا ان البلاء جرس إنذار ، فنصحح انحرافنا ونتجه الى الله قبل ان يصبح عذابا شاملا.

[٧٠] (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ)

بالعقل والارادة وباستواء الخلقة ، وقدرة الجسم على الحركة باستقامة ووجود اجهزة دقيقة له تساعده على التحكّم في الطبيعة. وهكذا كرمهم بالهدى وبأنّ الأنبياء والصديقين منهم حيث أنزل لهم رسالاته. وكرمهم بتسخير الطبيعة لهم ، وتوطئة ظهور الأشياء لهم.

(وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)

حملهم في البر : فالأرض جعلها صلبة يستطيعون التنقل عليها وسخر لهم الخيل والبغال والحمير ليركبوها. وسخر لهم سائر وسائل الانتقال في البر بفضله كما حملهم في البحر فوق السفن التي تمر المحيطات.

٢٧١

(وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً)

الطيبات : الرزق الحلال وكل ما في الأرض حلال الا ما استثنى ، وتفضل الله على الإنسان ليس لذاته وانما ليتحمل به مسئولية أكبر ، لان لكل شيء زكاة فزكاة المال بذله ، وزكاة العلم نشره وكذلك فان زكاة التفضيل ان تتحمل مسئوليتك بحجم هذا التفضيل.

٢٧٢

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٧١) وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٧٢) وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (٧٣) وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (٧٥) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (٧٦) سُنَّةَ مَنْ قَدْ

______________________

٧٣ [ليفتنونك] : يزلونك ويصرفونك.

٧٤ [تركن] : تميل.

٧٦ [خلافك] : بعدك.

٢٧٣

أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً (٧٧) أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (٧٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (٧٩) وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (٨٠) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (٨١)

٢٧٤

كيف نواجه خطط إبليس؟

هدى من الآيات :

في درس مضى بين القرآن الكريم مكر الشيطان وكيده ، وها هو يبصرنا كيف نقاومه ، ويثبّت افئدة المؤمنين بالحديث عن سنة الله التي اتبعها النبيون فانتصروا.

عند ما يدعو الله كل أناس بإمامهم. فهل تريد ان يكون إمامك الشيطان؟ وعند ما تتطاير الكتب. فهل تحب ان تستلم كتابك بالشمال؟

هنا لك من يؤتى كتابه بيمينه ، ويعطون البصيرة ، يقرءون كتابهم دون ان ينقص من أجرهم شيء ، فلا يظلمون بقدر فتيل ، بينما هنا لك من يؤتى كتابه بشماله وهم عمي لا يهتدون سبيلا. بلى انهم كانوا في الدنيا لا يبصرون ، فجزاؤهم ان يكونوا في الآخرة كذلك.

ان العاقبة الحسنى انما هي من نصيب أولئك الذين يقاومون خداع الشياطين

٢٧٥

الذين ضغطوا على رسول الله ليغيروا بعض ما اوحي اليه ، وانئذ يتخذوه خليلا ، وعصمة الله هي التي تحفظ البشر من السقوط في شرك إبليس ، ورسول الله معصوم عن الميل إليهم بأذن الله ، ولو انه ركن إليهم شيئا قليلا لا ذاقه الله ـ إذا ـ ضعف الحياة وضعف الممات ، ثم لا ينصره الله شيئا.

هكذا يستقيم المؤمنون امام مكر إبليس وشياطينه ، الهادف تضليلهم ، اما عن قوتهم وارهابهم فإنهم أرادوا ان يستفزوا رسول الله من أرضه ، ويخرجوه منها ، ولكنهم ان فعلوا أطبق عليهم العذاب. تلك سنة الله في الماضين ، ولا تجد لسنة الله تحويلا.

ولكي نقاوم ضغوط الشياطين علينا ان نقيم الصلاة لدلوك الشمس (وقت الظهيرة والعصر) الى غسق الليل (المغرب والعشاء) وقرآن الفجر (صلاة الصبح) ان قراءة القرآن تشهده الملائكة ، وان نقوم الليل للتهجد نافلة ، ان ذلك وسيلة التقرب الى الرب ولبلوغ المقام المحمود ، وان ندعو الله لكي يجعل مدخلنا مدخل صدق ، ومخرجنا مخرج صدق ، وان يجعل لنا من لدنه سلطانا نصيرا ، وان نحيي الحق ونميت الباطل.

تلك كانت مناهج الرسالة لتحدي خطط إبليس ، ونلخصها في خمسة بنود ، اقامة الفرائض ، والتهجد في الليل ، والصدق في جميع المواقف ، والتوكل على الله ، وأخيرا الثقة بنصره. وهذا هو محتوى رسالة الله التي أوحاها الى عبده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله.

ولان سورة الإسراء تبين حقائق الوحي الإلهي تحدثنا عنها في أغلب دروسها ، وضمن بيان حقائق اخرى تتناسب معها كقضية مكر إبليس الّذي يريد إغواء بني آدم ، فيوفر الله لهم حبل الخلاص برسالاته التي اوحى بها.

٢٧٦

بينات من الآيات :

أمامة القرآن هداية وفلاح :

[٧١] (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)

في ذلك اليوم يدعو الله سبحانه كل امة بامامها ، والامام يعكس قيم أمته ، وهو تجسيد لكل فرد في الامة ، وهكذا يجب ان تنبع القيادة من صميم الامة ، وتعيش واقعها ، وكل قيادة لا تنبع من صميم الامة فانها لا تملك مبرر البقاء لأنها تتنافر طبيعيا مع كل فرد في هذه الامة. والامام هو القرآن الموحى به ، وهو الّذي يجسد القرآن ويكون قرآنا ناطقا فالفكرة الرسالية هي القائدة وانما يمثلها ذلك الامام الناطق بها ، ويجب على الإنسان ان يتبع الفكرة قبل ان يتبع الشخص ، وان يعرف خط القائد قبل شخصه ، فاذا أردت اتباع قيادة فلا بد ان تعرف خطها اولا.

جاء في الحديث عن القرآن :

«من جعله امامه قاده الى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه الى النار»

وكيف يمكن ان تجعل القرآن إمامك ، من دون ان تختار قيادته حسب موازينه.

(فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)

هؤلاء الذين اتبعوا القرآن يدعون بالقرآن ، وبذلك الامام الّذي اتبعوه باسم القرآن وصاروا قرآنيين : أمّا وانهم صاروا قرآنيين ، فان الله يعطيهم حقهم غير منقوص ، دون ان يظلمهم فتيلا ، والفتيل هو الخيط الدقيق في شق نواة التمرة ، ولعل نهاية الآية تدل على ان الوهم الّذي يبثه الشيطان في روح اتباعه بأن عمل الخير لا جزاء له باطل.

٢٧٧

وليس معنى هذه الآية ان الله يظلم من لا يؤتى كتابه بيمينه ، بل الله عادل ولو يؤاخذ الناس بعدله لما نجى أحد من البشر ، ولكن الله سبحانه لا يتعامل مع الناس الا بفضله ، وقد ورد في الدعاء : «الهي عاملنا بفضلك ، ولا تؤاخذنا بعدلك ، فانه لا طاقة لنا بعدلك ، ولا نجاة لنا دون فضلك» والله سبحانه لا يظلم الناس ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، فاذا عاقبهم الله في الآخرة فانما يعاملهم لقاء ظلمهم لأنفسهم.

[٧٢] (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)

غيّر الله سبحانه مسار الحديث ، فبدل ان يقول مثلا : «(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ) ..» قال : «(وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) ..» ولو انه قال مثل ذلك لما وضحت صفتهم الرئيسية ، وعلى كل حال فان هناك صفة مميزة جعلت بعض الناس أصحاب يمين والبعض الآخر أصحاب شمال ، وان ذكر هذه الصفة في أحدهما يعني وجود عكسها في الآخر ، فصفة أصحاب الشمال العمى ، فاذا تكون صفة أصحاب اليمين الأبصار ، ولعل العمى في القرآن يرادف اللاوعي.

ان الوعي في الحياة الدنيا هو ضمان السلامة في الآخرة ، لان الواعي لا يعمل الا وفق تقدير وحكمة ، فلذلك تقل نسبة اخطائه ومعاصيه ، ومن لا يمتلك وعيا في الحياة الدنيا يحجزه عن المعاصي فهو في الآخرة أعمى عن النظر الى رحمة الله ، وكلمة «أضل» اسم تفضيل على وزن افعل اي أشد ضلالا.

ان الله وفر الفرصة للإنسان للهداية ، فان هو لم يتقبلها ، وكفر بالله ، وتغافل عن دواعي الهداية في نفسه ، فانه لن يكون أقل عميا في الآخرة عما هو عليه في الدنيا ، بل هو أضل سبيلا ، ذلك لان «الجزاء من جنس العمل» فمن اطفأ شعلة

٢٧٨

الهداية في نفسه ، ولم يهتد الى الصراط المستقيم ، هكذا تكون عاقبته ، وهكذا ينبغي ان يسعى البشر نحو الهداية في الدنيا حتى لا يحشر أعمى ، ويبدو من الآية ان الشيطان يسعى من أجل حجب بصيرة البشر ، وذلك بتضليله الّذي عبرت عنه الآيات السابقة ب «وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ» وعلى الإنسان ان يتحداه ولا يخضع لغروره ، وان يسعى نحو أسباب الهداية ، ويتجاوز العقبات التي وضعها إبليس في طريقه. ذلك لأنه مسئول عن إبقاء بصره سليما. ولا يجوز له ان يسمح لأحد ان يجعله أعمى.

الرسول يتحدى الضغوط :

[٧٣] وكل إنسان مسئول عن بصيرته الا يحجبها الشيطان ، وعن هداه الا ينحرف عنه تحت وطأة الضغوط ، وهكذا كان الرسول يتحدى الضغوط التي يمارسها اتباع الشيطان لتغيير الرسالة.

والتعبير القرآني بليغ في بيان مدى كثافة الضغوط التي يتعرض لها صاحب الهداية ، حتى انها تكاد تؤثر في الرجل العظيم الّذي يصفه الامام علي عليه السلام بقوله :

«صلّ على الدليل إليك في الليل الأليل ، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول ، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل ، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الاول ، وعلى آله الأخيار»

يقول ربنا : وهو يشير الى تلك الضغوط :

(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ)

يسعى الكافرون والمشركون ان يفتنوا الرسول ، ويبعدوه عما اوحي اليه

٢٧٩

بالتشكيك ، أو بالارهاب ، أو بالضغوط الاجتماعية ، والنفسية.

(لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ)

ليس فقط يريدون ان يبعدوك عن رسالتك ، بل يريدون ان تسخّر هذه الرسالة لصالحهم ، لأنهم يفكرون لو انهم ابعدوك عن دينك ، فانه من الممكن ان ترجع اليه ، ولكن عند ما تفتري على رسالتك ، وتكذب فيها آنئذ ستفهم هذه الرسالة بشكل مشوّه ، وبالتالي ستبتعد عن دينك ، وهذا ما يفعله الاستعمار اليوم ، حين يصيغ الإسلام كما يريد ، ويحرفه عن مساره ، يحوله الى دين الطقوس والشكليات المجردة بعد ان يفرغه من جوهره ، ويختار لذلك بعض ادعياء الدين.

(وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً)

إذا كيّفت رسالتك حسبما يريدون فأنت إذا مخلص لهم وما جزاء المخلص لهم الا ان ترفع مرتبته عندهم ، وهكذا يجب على الداعية ان لا يتنازل عن مبادئه في اي ظرف من الظروف ، وان يضحي من أجل أداء رسالات ربه.

[٧٤] (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً)

لولا اتصال الرسول (ص) بينبوع القوة ، لكانت الضغوط تجبره للتنازل عن رسالته ، وحاشا الرسول ان يتنازل عن مبادئه ، وينقل الرواة ان سبب النزول هو : ان المشركين جاؤوا الى الرسول وقالوا له : (كف عن شتم آلهتنا ، وتسفيه أحلامنا ، واطرد هؤلاء العبيد والسقاط الذين رائحتهم الصنان (الصنان : نتن الإبط) حتى نجالسك ونسمع منك ، فطمع الرسول في إسلامهم ، فنزلت هذه الآية ، وجاء في حديث العياش عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال : لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصناما من المسجد وكان منها صنم

٢٨٠