ما قبلها ، فإذا جعلت لها الفعل أو أوقعته عليها أو أحدثت لها خافضا فهى فى موضع ما يصيبها من الرفع والنصب والخفض (١).
وقوله : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ...) (٨٩)
وقبلها (وَلَمَّا) وليس للأولى جواب ، فإن الأولى صار جوابها كأنه فى الفاء التي فى الثانية ، وصارت (كَفَرُوا بِهِ) كافية من جوابهما جميعا. ومثله فى الكلام : ما هو إلّا أن أتانى عبد الله فلما قعد أوسعت له وأكرمته. ومثله قوله : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) فى البقرة (٢) (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) فى «طه» (٣) اكتفى بجواب واحد لهما جميعا (٤) (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) فى البقرة (فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) فى «طه». وصارت الفاء فى قوله (فَمَنْ تَبِعَ) كأنها جواب ل «فإما» ، ألا ترى أنّ الواو لا تصلح فى موضع الفاء ، فذلك دليل على أن الفاء جواب وليست بنسق (٥).
وقوله : (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) (٨٨)
يقول القائل : هل كان لهم قليل من الإيمان أو كثير؟ ففيه وجهان من العربية : أحدهما ـ ألّا يكونوا آمنوا قليلا ولا كثيرا. ومثله مما تقوله العرب بالقلّة على أن ينفوا الفعل كلّه قولهم : قلّ ما رأيت مثل هذا قطّ. وحكى الكسائي عن العرب : مررت ببلاد قلّ ما تنبت إلّا البصل والكرّاث. أي ما تنبت
__________________
(١) راجع الطبري فى تفسير قوله تعالى : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) سورة «الزخرف» ففيه الكلام على فتح همزة «إن» وكسرها.
(٢) آية ٣٨ من السورة المذكورة.
(٣) آية ١٢٣ من السورة المذكورة.
(٤) زيادة فى أ.
(٥) فى جواب «لما» وجه آخر انظره فى تفسير الطبري.